صحافة وإعلام جنوبي يستعيد مكانته

> عرفت عدن الصحافة و الإعلام في الجزيرة العربية و الخليج مبكرا، تقدمت خلالها على سنّها، وقد حملت معها مشعل التنوير والفكر والثقافة والفنون . فلم تكن عدن بتنوعها ذاك مجرد حدث عابر بل رسخت منهاجا متميزا بلغ صداه العالم. عبر كوكبة متميزة من صحافيين و إعلاميين جنوبيين تعددت مشاربهم لكنهم حافظوا على نقاء المهنة وأخلاقياتها. هذا الكم النوعي و المتراكم يدركه البعض من الذين تحصلوا على فرصهم في عدن وتشربوا عمق المهنة وأحداثياتها.

لكنهم بمجرد وصولهم إلى مراكز قيادية تراجعت أفكارهم و مهنيتهم ضد عدن و الجنوب وأنا هنا أشير للبعض بدون مسميات. نعم تجمع البعض منهم علاقات أخوية و صداقات مختلفة وهو شأن شخصي. لكن لا يجب أن ينعكس ذلك على القضايا الوطنية ولا أن ينتقص من ضوابط المهنة وأخلاقياتها رغم استغلال ذلك البعض في توظيف الباطل كحق يناطح به تاريخ عدن الصحافي و الإعلامي. حقيقة كنت آمل فعلا أن تتوجه تصرفاتهم بعكس ذلك التهريج ضد نقابة مهنية صحافية وإعلامية (جنوبية) تتحدث و تنطق بلسان عربي مبين يحمل هويته بقلمه ليخطها للجمهور ناقلا الأحداث و الصور و التحليلات

برؤية تعبر فعلا عن وجوده. هذا هو بالضبط مالا يريده البعض في نقابة يمنية تؤمن بواحديتها و أنها الصوت الوحيد الذي يعبر عن الجميع، وهي فعلا لا تملك هذا الحق لأن نقابة الصحفيين اليمنيين لا تمثل الجنوب و لاتعبر عن هويته ولا تحمل ميراثه ولا تاريخه العريق، بل باختصار هي سطت واستولت واغتصبت حقوق الآلاف من منتسبي المهنة في عدن و الجنوب دون أدنى خجل ووظفت سياسيا وإعلاميا لتصبح السوط و الجلاد على زملاء المهنة أو بالتعبير الدقيق من رفضوا أن يكونوا مستعبدين وأن يرتفع صوتهم مطالبا بهذا الحق، واستعادة المقر الذي يستظل صحافيو وإعلاميو الجنوب تحت سقفه و يعبرون من خلاله عن تصوراتهم متلمسين حاجة المجتمع الجنوبي أولا لما يتطلع إليه.

لقد أستعادت النقابة الجنوبية مقرها الرسمي قانونا وهي تتسلح بإرادة منتسبيها وأعضاءها وهي تعمل على تفعيل دور النقابة و أداء المهنة غير عابئة بالتهريج المفتعل و التهجم المستمر ضد ليس النقابة بل ضد الصحافة و الإعلام الجنوبي الذي يعزز وجوده و حضوره بين جميع أقرانه في العالمين العربي و الدولي. محاولات تشتيت هذا الجهد من قبل بلاغات وادعاءات كيدية ضد النقابة العامة في الجنوب، لم و لن تجدي نفعا، لأنها تعمل على أرضها بثبات و دون أي ارتباطات مشبوهة بالجماعات الانقلابية أو الإرهابية.

لذلك ، من فقد شرعيته في الأصل لا يصح أن يبحث عنها في أرض غيره، بل يتوجب عليه العمل بشكل مختلف لتحقيق ذلك، لتحرير مهنيته من طلاسم وخزعبلات وفبركات. و يتخلى عنها حتى يستطيع أن يتقدم على الأقل خطوة في الاتجاه الصحيح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى