نجم الطائرة الشهير طارق عبد الحبيب مثال للاعب المتزن والرياضي الهُمام

> حاورته/ صفاء يوسف الدبعي

> ​(46) عامًا ولا يزال يمارسها بشغف وهيام

يظل نجم الكرة الطائرة الشهير طارق عبدالحبيب (46) عامًا، لاعب نادي الميناء سابقًا، والمحترف في نادي الوكرة القطري حاليًا ، مثالًا رائعًا للاعب المتزن والرياضي الهُمام، إذ بقي محافظًا على لياقته رغم تقادم السنين وعنفوانه رغم أوجاع الغربة والأنين ، إنه موهبة رياضية كبيرة بدرجة محترف، ومشوار كفاح وتحد منذ الصغر ، حيث تبلورت ملامحه في العاشرة من عمره ، عندما لعب لناديه الأم "الميناء" أولًا ، وفي سن الـ (17) ، راوده حلم الاحتراف مبكرًا ، ولم يبرح الحلم خاطره ، حتى حققه بالاحتراف في الدوري القطري قبل أكثر من 25 عامًا، بل والوصول إلى تصنيف الأفضل ضمن أهم لاعبي الكرة الطائرة الخليجية مؤخرًا .. صحيفة"الأيام" إنتهزت مشاركة (الكابتن طارق عبد الحبيب) مع ناديه (الوكرة القطري) في بطولة الأندية العربية التي انتهت مؤخرًا في القاهرة ، وأجرت معه حوارًا مطولًا نبشت فيه ذكريات الطفولة والبدايات الأولى، وصولاً إلى الاحتراف والشهرة والنجومية .. وفي السطور التالية نورد للأعزاء القراء خلاصة هذا الحوار :



*** ذاكرة البداية
 * مرحبًا بك كابتن طارق على صفحات"الأيام" وقرائها الكرام.
- مرحبًا بكم جميعا والأهل والأحباب جميعا في عدن واليمن عمومًا.

* ما الذي تحتفظ به من ذاكرة البدايات في عدن؟
- أحتفظ بأشياء جميلة كثيرة ، عن طفولتي في مدينتي الحبيبة"عدن" ، وعن "الحي" ، الذي درجنا فيه صغارًا و"المدرسة" التي شكلت وعينا ، وهذبت مشاعرنا ، وإلى البداية في نادينا الأم "الميناء" ، الذي ارتضعت منه معاني الأخلاق ، والإلتزام والإنضباط ، بعد 10 سنوات من ميلادي ، وتحديدًا 1987، إلى علاقات المحبة والإخاء التي جمعتني بأقراني من أبناء الحي والنادي ، ومرحلة الشباب التي بحت فيها أصواتنا حبًا وعشقًا لمدينتنا، إلى خوض تجربة الاحتراف والتألق خارجيًا.

* دعنا عند هذه الجزئية (تجربة الاحتراف) ومتى بدأت ، وكيف كانت؟
- بوابة الاحتراف كانت من خلال مشاركتي الأولى مع "نادي الميناء" في البطولة العربية للأندية الـ 17 التي استضافتها لبنان في عام 1999 ، يومها وفي إحدى المباريات كان الكابتن فرج مفتاح العبدالله نجم الكرة الطائرة وأمين السر السابق للإتحاد القطري آنذاك وحاضرًا ، وقّدم لي عرضاً للإحتراف في الدوري القطري .. وكانت هذه نقطة التحول في مسيرتي الرياضية.

* في قطر .. مع من كانت البداية؟
- في قطر كانت البداية مع نادي الجيش ، عند تأسيسه عام 2000، وحققت معه خلال موسمين (بطولة الدوري، وبطولة كأس الأمير، وكأس ولي العهد) ، ثم انتقلت إلى النادي العربي سنة 2003، وحققت معه بطولة (الدوري العام وكأس الأمير) وأعقب ذلك مشاركتي الخارجية مع نادي العربي في البطولة العربية للأندية (2003 - 2004) .. وبعدها أي في عام 2005 ، عدت مرة أخرى إلى (نادي الجيش) الذي استمررت معه حتى العام 2015، حيث حققنا معه الكثير من الألقاب والبطولات.


* وماذا عن الوكرة؟
 - فريقي الحالي (الوكرة) كانت البداية معه ، إبتداء من العام  2016 ، ولا زلت حتى اليوم ، وحققت مع أفراد الفريق ، الكثير من النجاحات ، من بينها "المركز الرابع" في بطولة"كأس الأمير وكأس قطر العام 2019" وهي المرة الأولى في تاريخ النادي التي يتم فيها تحقيق هذا الإنجاز ، ثم"المركز الثالث" في ترتيب الدوري العام ، و"المركز الثاني" في "بطولة كأس قطر" .. ومن ثم الوصول إلى المربع الذهبي في "بطولة كأس الأمير" مؤخرا.

* تاريخ حافل بالكثير من المحطات والإشراقات، لكن ما هي أبرز نجاحاتك على الصعيد الشخصي؟
- إختياري كأفضل لاعب سنتر منتصف الشبكة ، في البطولة العربية للأندية للعام 2003 - 2004 كنتُ وقتها مع فريق "النادي العربي".

* والبداية مع الميناء من أي زاوية تنظر إليها؟
- الميناء كان بالنسبة لي هو "الأساس" والأجنحة التي حلّقتُ بها في سماوات الألق والنجومية والمشوار الطويل الممتد لأكثر من 36 عامًا ، إذ التحقت به صغيرًا، وكان ذلك سنة 1987 ، لكن ما لا يعلمه الجميع أنني كنت شغوفًا بـ (كرة القدم) حينها، إلا أنني مارست لعبتي الكرة الطائرة والسلة ومن حُسن حظي أنني التقيت بالكابتن محمد حمود الصنعاني في عام 1994م ، والذي يُعد أحد"صانعي الأجيال" في نادي الميناء ، وقد أخذ بيدي في تلك الفترة ، ووجهني نحو التركيز على لعبة الكرة الطائرة ، كوني أتميز بطول القامة ، وبعد قناعة واقتناع ، إنخرطت في صفوف (فريق طائرة الميناء) ، وتمكنا من أخذ بطولة الدوري العام في العام 1998، وعلى إثرها شاركنا في البطولة العربية للأندية الـ17 ، وحققنا فيها المركز الثامن في البطولة التي أقيمت في العام 1999.

* بحكم تجربتك الكبيرة ومشوار عطائك الطويل، كيف ترى اللاعب اليمني حاليًا؟
- اللاعب اليمني موهوب بالفطرة ، ويقف في خطٍ واحدٍ مع اللاعب الخليجي ، لكن الفارق الوحيد، هو أن اللاعب في الخليج يحظى بالرعاية والإهتمام وتوفر الإمكانيات ، والبنى التحتية المتطورة ، وهي الأمور التي يفتقدها اللاعب في بلادنا فتنتهي مسيرته ، قبل أن يبدأ ، وأجزم أنه لو تحصل على نصف ما يحصل عليه اللاعب في دول الجوار لحقق إنجازات ونجاحات كبيرة.


* وبماذا تنصح لاعبي الكرة الطائرة في اليمن؟
- من المهم أن يهتم اللاعب بصحته أولاً بالإبتعاد عن كل ما يضره ، ويعمل جاهدا من أجل تنمية مهاراته وقدراته ، ولو بطرق ذاتية ، والإخلاص للعبة وللشعار الذي يرتديه، ثم تأتي مسألة البروز والتفكير في الإحتراف خارجيًا.

* بعد هذا المشوار الطويل والسجل الحافل بالكثير من المحطات والإنجازات هل لا زلت تحلم بالمزيد؟
- الأحلام لا تتوقف ، طالما والقلب ينبض بالحياة ، وأقصى ما أتمناه حالياً ، وأطمح إليه ، على الصعيد الشخصي ، هو أن أصبح مدربًا في لعبة الكرة الطائرة وخوض غمار المنافسات من على الخط، خصوصا وأن لدي شهادة تدريبية في "الكرة الطائرة بالصالات" ، ومثلها في تدريب الكرة الطائرة الشاطئية أيضًا، وأخرى في الإعداد واللياقة البدنية.

.

* رسالتك الأخيرة كابتن طارق عبد الحبيب ، لمن توجهها؟
- هي دون شك سأوجهها للمسؤولين ، والقائمين على الرياضة اليمنية، وأقول لهم : "اليمن ليست فقيرة بالمواهب والنجوم .. إضافة إلى أنها تقف على أرضية صلبة من الشباب الرائعين ، وهؤلاء جميعاً بحاجة ماسة ، إلى من يأخذ بأيديهم إلى عالم النجومية والبروز والشهرة .. وأنا أتمنى من كل قلبي أن أرى الكرة الطائرة اليمنية مزدهرة من جديد .. وأن أجد لاعبين يمنيين محترفين خارجياً ، وقد تطرزت بأسمائهم لائحة الشرف في البطولات العربية ، ولن يتحقق ذلك إلا بتحسن المنظومة الرياضية في بلادنا ، ومن غير ذلك سنظل (نطارد خيط دخان) في هواء طلق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى