"مسارات المصالحة" مبادرة جديدة لحراك شعبي في اليمن

> عدن«الأيام» خاص:

> ​جمعت أكثر من 16000 شخص من تسع محافظات..

عُقد اليوم الأحد، مؤتمر ضم 42 منسقا محليا، عن بُعد "افتراضيا" حيث استحال حضور النشطاء من مختلف المديريات في اليمن بشكل شخصي، في ظل التحديات الأمنية والقيود المفروضة على السفر والتنقل.

ويعكس العمل المُنجز حتى الآن داخل المجتمعات المحلية المختلفة عن وجود حاجة كبيرة لتعزيز أصوات عشرات الآلاف من اليمنيين المفتقرين للتمثيل ورأيهم في القضايا الجوهرية التي تؤثر عليهم، بما في ذلك مسألة إنهاء الصراع والمصالحة الوطنية والسلام المستدام. والهدف الرئيسي للمنصة هو إشراك اليمنيين من خارج دائرة النخب القوية وتعزيز أصواتهم، وبالتالي جعل جهود التسوية للصراع شاملة وشرعية ومستدامة.

وقالت نسيم العديني، أحد المنسقات المحليات لمنصة مسارات المصالحة "طوال فترة الصراع الدائر، ساد شعور متزايد لدى السكان المقيمين داخل اليمن بتهميش معاناتهم ومخاوفهم وعدم إدراجها ضمن أولويات المجتمع الدولي،لا سيما مع تصاعد الأزمات العالمية، وبأن المسارات الرسمية الرامية إلى تحقيق السلام تشوبها عيوب ومنفصلة عن الحقائق الموجودة على الأرض. ومن هنا تبرز الحاجة الملحة لإيجاد مسار محلي يمكن من خلاله إيصال أصوات اليمنيين المهمشة إلى صناع القرار والمجتمع الدولي".

وقالت عبير الأثوري، عضو اللجنة التوجيهية للمنصة، "نتيجة الصراع الدائر، تواجه القرى والمديريات والمحافظات في اليمن مجموعة من المشاكل العويصة المتزايدة والنزاعات التي لم يتم حلها، في ظل الافتقار الواضح لآليات فعالة لفض المنازعات"، مؤكدة أن إحدى أهم النتائج التي توصلت إليها المشاورات مع المجتمعات المحلية هو وجود حاجة إلى مبادرات عملية على الميدان تُعزز المصالحة والسلام بطريقة تكفل الاستماع إلى الناس وتعزز قدرتهم على المشاركة، وبناء على ذلك، مضيفا"وإيمانا منا بأن التغيير عملية تراكمية وبأهمية الاستماع إلى الأصوات المحلية، كان علينا العمل على إطلاق هذه المنصة لأن اليمنيين وحدهم هم من يدركون احتياجاتهم وتطلعاتهم للمستقبل".

هذا وسلط  المؤتمر الضوء على عدد من المطالب المحددة من المجتمعات المحلية في مختلف أنحاء البلاد، والتي سيتم نقلها إلى الجهات الفاعلة المحلية والوطنية والدولية ممن لديها القدرة على تلبيتها.

وتشمل هذه المطالب: ضرورة وقف الحرب وتحقيق السلام، والتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية وبدء التعافي الاقتصادي، واستعادة الخدمات الأساسية وحماية حقوق اليمنيين، واعتماد استراتيجية تنطوي على تكامل مختلف مسارات بناء السلام وتحقيق المصالحة، وتغيير مجرى الصراع من خلال إنشاء حراك شامل يمثل مختلف الأطياف ويسعى حقا إلى تحقيق المصالحة والسلام المستدام.

نشأت منصة "مسارات المصالحة" من فكرة أساسية وهي مبدأ الشمول والمشاركة وتعزيز أصوات المواطنين العاديين باعتباره عنصرا حاسما في إرساء أسس سليمة لتحقيق المصالحة وبناء السلام. ويسعى إلى أن يكون أساسا مرجعيا لصناع القرار في الداخل والخارج، للاستماع إلى آراء اليمنيين العاديين وتشجيعهم على المشاركة ومناقشة القضايا المحلية والوطنية ذات الأولوية والدعوة لحلها.

جاء تدشين مبادرة "مسارات المصالحة"  أول منصة شعبية في اليمن تعتمد على شبكة من المنسقين المحليين في 21 مديرية بخمس محافظات (عدن وتعز والحديدة والمهرة ومأرب) بمثابة مرحلة أولى من مبادرة وطنية ومستقلة ومحايدة تهدف إلى إرساء السلام وتحقيق المصالحة وسرد قصص نجاح تعكس دور المجتمعات المحلية.

وجمعت هذه العملية 16000 شخص من تسع محافظات يمنية في أكبر مبادرة تشاور شهدها  تاريخ اليمن الحديث ، حيث شملت جميع شرائح المجتمع اليمني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى