في وقت احتش فيه لاعبو مانشستر سيتي الإنكليزي ، حول زميلهم إرلينج هالاند ، منحت الابتسامة العريضة للنجم النرويجي مدرّبه الإسباني بيب جوارديولا إيماناً متجدداً بأن مهاجمه اللامع ، لا يزال سعيداً في النادي قبل مباراة اليوم الثلاثاء الحاسمة في دوري أبطال أوروبا ضد لايبزيج الألماني ، عندما سجّل هالاند ركلة جزاء في وقت متأخر لينتزع فوزاً للسيتي على فريق كريستال بالاس 1 - 0 في الدوري الإنكليزي الممتاز السبت، ردّ بانزلاقة ابتهاجية على عشب ملعب "سيلهورست بارك" المبلّل بالأمطار.

  ووسط تقارير تفيد بأن باريس سان جرمان الفرنسي وريال مدريد الإسباني ، يخططان لتقديم عرضين جريئين لهالاند في الموسم المقبل ، كان رد فعل اللاعب البالغ 22 عاماً على هدف الفوز الذي أحرزه، إشارة إيجابية لجوارديولا .. علماً أن هالاند سجل 28 هدفاً في الدوري الإنكليزي الممتاز ، و34 هدفاً في مختلف المسابقات ، منذ وصوله إلى النادي الإنكليزي من بوروسيا دورتموند الألماني في مايو الماضي .. ولا يزال إبن الـ 22 عاماً ، يواصل مساعيه لكسر الرقم القياسي ، لعدد الأهداف المسجّلة ، في موسم واحد ، في الـ بريميرليج، والمسجّل بإسمي آلان شيرر وأندي كول اللذان سجلا 34 هدفاً لفريقي بلاكبيرن، ونيوكاسل توالياً .. ورغم أن الأرقام تشير إلى أن كل شيء على ما يرام ، مع المهاجم الغزير وفريقه، فإن الأداء يظهر أحياناً صورة مختلفة.

  وكانت هناك أسئلة محددة ، أثيرت حيال قدرة جوارديولا على إقناع السيتي بالتكيّف مع مواهب هالاند الفريدة، ومشاكل المهاجم الخاصة في التعامل مع أسلوب لعب حامل اللقب في بعض الأحيان ، كان هالاند وحيداً في هجوم السيتي ، وتُرك معزولاً ، ومحاطًا بالمدافعين ، خلال فترات طويلة ، من استحواذ فريقه ونتيجة لذلك ، بدا السيتي في بعض الأحيان أقل فعالية ، مما يوحي به سجل هالاند الهائل، إذ أن تحليلاً معمّقاً لفرص أهدرها يظهر أنه يدور في حلقة مفرغة ، وأهدر هالاند فرصة أمام المرمى قبل التسجيل ضد ضد فريق كريستال بالاس في حين أن انعدام نجاعته التهديفية في التعادل 1 - 1 أمام نوتنجهام فورست في فبراير الماضي، أنزل السيتي عن عرش الصدارة .. ومع تخلّف مان سيتي عن أرسنال المتصدّر ، بفارق خمس نقاط في السباق إلى اللقب ، قد يكون دوري أبطال أوروبا أفضل فرصة له لإنهاء الموس ، بشكل لا يُنسى.

  ولم يفز مانشستر سيتي قط بلقب المسابقة القارية الأم، وعليه أن يتفوق على لايبزيج الذي تعادل معه 1 - 1 في ذهاب دور الـ 16 في ألمانيا ، ليتأهل الفريق إلى ربع النهائي ، وسيحتاج جوارديولا إلى هالاند في أفضل حالاته ، وشدد على أن لا سبب للتشكيك في التزام المهاجم بمشروع النادي.

  وقال جوارديولا إن : "الطريقة التي يحتفل بها بأهدافه وأهداف زملائه، تظهر مدى سعادته هنا وكيف أننا ندعمه وندعم شخصيته .. هذا الرجل لا يسجل هدفاً أو هدفين والناس يبدأون (بالانتقادات) ، ليس اللاعب الذي كان عليه! هو متواجد دائماً والأرقام تتحدث عن نفسها .. أنه واحدة من أكبر السمات التي اكتشفتها من خلال معرفتي به والعمل معاً ، هي حقيقة أنه يمكن أن يضيّع فرصة أولى وثانية ، لكنه لا يصاب بالإحباط ولا يحزن .. إنه يفكر بإيجابية ، إنه يعلم أنه ستتاح له الفرصة ، ويعلم أنه سيكون متواجداً هناك، وهذه سمة رائعة كلاعب كرة قدم".

  ورغم ذلك ، كان جوارديولا على استعداد للإقرار بالصعوبات المتزايدة التي مر بها النادي، منذ انتقال هالاند ، قائلاً :"ما أودّه عندما أنهي فترتنا معاً هو حقيقة أنه يمكنه تطوير الأداء، من خلال الترابط مع الفريق .. لقد أدركت كيف يمكن أن يشارك في أسلوبنا، وليس مجرد وضع الكرة في الشبكة، لأن التسجيل سيحدث طوال الوقت في حياته".