​من أين الطريق هنا؟

>
ما العمل وما المخرج هنا بعد ذل وإذلال، لأفضل أمة على وجه الأرض؟

هل حان وقت الجسد اليمني الواحد يا أحرار اليمن، و إيداع الماضي في سلة الإهمال ؟                         
لقد وجد الجنوبيون أنفسهم. ومثلهم الشماليون، في يوم وليلة، في قارب الأقدارمن تصميم الطرشان، الفارق هو أن الجنوبيين سروا ليلا إلى باب اليمن، راضيين لا مكرهين. وفي الصباح انقشع الظلام، وسلطت أشعة الشمس أضواءها على الزوايا المظلمة في قارب الأقدار من تصميم الطرشان، الذي اعتنى به ركابه الصاعدون الوافدون من عقود .                              
  
 كان يوم اللقاء بالنسبة لابن الجنوب، يوما باردا تجمدت فيه عقول من في القارب، وأصيب الجميع بالصرع. وفي بيئة ومحيط جديد، نظر المواطن الجنوبي يمينا وشمالا لم يجد معه من جنسهم بما تذوق وعلك من عقود خلت، حبهم للوحدة موضوع واجهة نضال، و نشيد ابن الجنوب (لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية، وتنفيذ الخطة الخمسية، وتحقيق الوحدة اليمنية) نشيد اعتقده الجنوبيون، لقاحا ضد كل مرض بتحقيق الوحدة.  نعم صعد الجنوبيون قارب الأمل، راضين لا مكرهين. وماكان أحدهم يتوقع أن قارب الأقدار المرجو منه النجاة، الذي كان ابن الجنوب نحته ولمعه من عقود أن يفقدهم العقول المتنورة، والأرض، والثروة ، والدولة، والقانون، وحتى الأخلاق.

وفي بيئة،موحلة، تنبعث منها روائح، تزكم الأنوف، سريعة الانتشار والعدوى، فساد وإفساد، وسباق وتسابق على الرياء، والنفاق، فيها توطن الجنوبيون، فيها تأقلم من كان منهم مفطوم في هذه البيئة الجديدة، التي لا شبه لها عندهم قبل الإبحار بقارب الأقدار من تصميم الطرشان. انبطاح جنوبي فردي و جماعي، لهث ضعفاء النفس وراء الكسب، فعشعشوا في أحضان الفساد والإفساد. وفي وضع لا دولة، ولا قانون، ولا قيم فيه ولأكثر من ثلاثة عقود، فقد الجنوبيون كل شيء ، نادوا مثلهم مثل إخوانهم في شمال الوطن نخب المرحلة، بالأحرف و بالصوت، لا مجيب،(من يصلح الملح إذا الملح فسد !).

يا هولاء -من هنا وهناك- يامن أغوتكم أبواب الفساد المفتوحة، ألا تحترمون عزف وطنين إيقاع الوحدة في قلوب السواد الأعظم من الأمة من عقود خلت، متى تكونون فيما يجب فيه أن تكونوا؟  هل من أمل، هل من مجيب؟               
ألا يهمكم تغيير وجه هذا الواقع قبل أن يقع الفأس بالرأس ويسود الندم؟هل هذا السكوت لجميع الأحزاب والقوى الوطنية عامة، سكوت السخرية تجاه أنين الأمة، أم الانبطاح للخارج بأجر مدفوع؟ قولوا ولو كلمة وداع للمستحيل تكراره(الوحدة ). اعلموا علما يقينا أن حل قضية الوحدة اليمنية المتعثرة من عدم، هو حل يمني لا حل من الخارج.                                  

إن عالم المصالح بوده أن يطول ويستمر الصراع بأدوات أبنائه الريموتية، وسيشهد التاريخ أنهم سبب الفشل وتعذيب وقهر الأمة. لقد قدم أكثر من مشروع لإصلاح البيت اليمني، منذ مشروع الإصلاحات المبكرة لرئيس الوزراء حيدر أبو بكر العطاس في 1993م ،مرورا بوثيقة العهد والاتفاق، ومؤتمر القاهرة الأول الجنوبي عام 2011م، وإلى اليوم، يطرح القلقون على مصير الوحدة خيارا دون جدوى. و هاهنا تطرح رؤية الضباط الأحرار، ورجال من مناضلي اليمن مشروعا وطنيا جبهويا، عسكري، سياسي، شعبي، للكل ومن أجل الكل، وهو المسار الفاصل باتجاه، إما وحدة حقيقية تعبر عن ضمير الأمة والعيش الكريم، وإما فك ارتباط سلميا بالتراضي. نعم، شيء مهول أن يقف يمني وراء قتل فرص توافق كهذه؟ مع حقيقة نفاد صبر الشعب. وحقيقة أن الجنوب فعلا أقوى من ذي قبل، وقوته نابعة من قضيته العادلة، ونواحه على دولة النظام والقانون قبل الوحدة، وفي ذلك اتضح للداخل والخارج أن وحدة الطرشان، بطبيعتها المحمارية صارت ضم و إلحاق، وإقصاء ،واستبعاد، صبر عليها الجنوبيون حبا في الوحدة، أكثر من ثلاثة عقود رغم أن الجنوبي يعوم في بحر من علقم..

يا أحرار اليمن اتحدوا، عسى ولعل نفوز بيمن كبير وقوي. ميزانه الأفضليات (على فك الارتباط) في العيش الكريم للمواطن الشمالي والجنوبي.
هيا بنا..!. ثمنوا وقدروا هذه الفرصة، جبهة إنقاذ وطني تحفظ ماء الوجه للجميع. تعالوا نجرب مسار وحدوي جديد.

لا تصدقوا زفة و طبل و مزمار، قادمون يا صنعاء، إنه ليس سوى زواج المسيار لعريس من الخارج. لا ولم يرد لنا.لا فك ارتباط، ولا وحدة يمنية حقيقية ليمن كبير سيصبح سيد الجزيرة والخليج. لا تصدقوا أيها الأحرار عزف الخارج للوحدة اليمنية وعودة الشرعية لصنعاء، ولا كذبة الاستيلاء على حكم اليمن بالقوة. و اعلموا أن طنين الخارج بشأن الوحدة هي وحدة يريدونها لهم  قرارا وثروة، لا لليمنيين.
اذن ما المطلوب من الجميع منا؟ أكثر من وحدة الصف لإنقاذ الأمة من موت سريري، فكروا من أين الطريق إلى باب الخروج من حيسة كهذه؟

عميد دكتور محمد فريد مستشار وزير الدفاع

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى