> عدن "الأيام":
يبدو منطقيًّا أن تأزيم الأوضاع يزيد من معاناة الناس، لكن حين تطول الأزمة وتتفاقم حالة الفقر والجوع، فإن التمسك بالمداراة يصبح موقفًا أخلاقيًّا غير مبرر، وبات من الواجب، في لحظة كهذه، أن يكون هناك تحرك جاد يعيد رسم المعادلة، حتى لو جاء بثمن مرتفع، لأن آخر العلاج الكي، كما يقال.
الجنوب يعيش واقعه الخاص، حيث تستمر معاناة الناس في ظل تدهور الأوضاع وغياب القرار الفاعل، الأمر الذي يجعل من استمرار "الانتقالي الجنوبي" في مربع الانتظار نوعًا من التواطؤ غير المباشر مع الفشل. لقد بات ضروريًّا، بل واجبًا، أن يغادر الانتقالي مربع المداراة والمراعاة لمواقف الشرعية اليمنية، التي أثبتت عجزها مرارًا.
التغيير الجذري يتطلب قرارات جريئة وانتقالًا فعليًّا من مرحلة رد الفعل إلى الفعل المبادر، لأن الجنوب لا يملك ترف الانتظار، ولا قدرة للناس على الاحتمال، لذا فإن استعادة القرار الجنوبي وتمكين المؤسسات ضرورة وطنية، وأي تأخير هو مساهمة مباشرة في استمرار المعاناة وتكريس الفوضى.