حلول ترضي الجميع.. من هم وكيف؟!

> تتحدث الأخبار والتسريبات على السواء بأن التسوية القادمة ستكون على قاعدة إرضاء الجميع.. فمن هم الجميع؟ هل هم الأطراف الإقليمية التي اتفقت في بكين ونعني المملكة وإيران ومن وراءهما؟ أم الأطراف الداخلية؟ أم كليهما الداخل والخارج؟.

من المعلوم أن الخارج يبحث عن نفوذ ومصالح لا غير ويتبعها حلفاء يكونون مرتبطين بسياساته على الدوام. وهذه من السهل الحصول والوصول إليها على قاعدة المناصفة مثلا، والمقايضة ملف بملف مثل نفوذك في العراق وسوريا ونفوذي في اليمن، وبشيء قريب من ذلك.

لكن الصعوبة والعقبة الكأداء هي في رضا الأطراف الداخلية، إذا أنها مختلفة الأهداف والغايات.

فالجنوب لا يمكن أن يقبل بغير استعادة دولته، والحوثي لا يمكن أن يقبل أن يكون رقم داخلي مثل بقية الأرقام؛ بل سعى ويسعى لأن يكون الرقم الوحيد الأوحد حسب الوصفة التي ينتهجها وهي "الحق الإلهي في الحكم".. فكيف سيتم إرضاء الجميع كما يشاع عن اتفاق الشقيقة وإيران.

المسألة صعبة والوصول للرضاء يبدأ في اعتراف الإقليم والمجتمع الدولي بعودة الوضع السياسي والدولي السابق - وضع الدولتين - وعدم فتح المسائل المتعلقة بصراعات ماضي الدولتين داخليا الآن، بل تركه للدولتين لتحل تبايناتها الداخلية بنفسها وطريقتها وبطريقة ديمقراطية من خلال العدالة الانتقالية وجبر الضرر استكمالا لتحقيق التصالح والتسامح في كلا الدولتين.

وبعد حل هذا الإشكال يتم تسوية الخلافات بين الدولتين الجارتين على طريق استكمال مشروع شراكة كبيرة لدول شبه الجزيرة العربية كاملة في تعاون استراتيجي بعلاقات سياسية واقتصادية وامنية على قاعدة المصير المشترك.

ودون الالتفات دوليا وإقليميا للحل على هذا الأساس فإن السلام لن يتحقق داخليا، لأن رضا الإقليم والمجتمع الدولي ليس متناسقًا مع ما سيرضي الداخل، وهنا سيظل السلام متعثرًا والاستقرار كذلك، وفي بقعة هي من أهم وأخطر بقاع العالم وتقع على طريق مشروع العصر الجديد الضخم "طريق الحرير الجديد" والذي وافقت عليه ما يقرب من 151دولة حتى الآن.

الرضاء بالحلول على مقاس ومزاج الخارج الإقليمي والدولي لن يتم إذا كان يتجاهل قضايا مصيرية لشعب لن يقبل بالانتقاص من حقه في استعادة دولته.. وكذلك للشعب في الجانب الآخر والذي لن يقبل بالاستكانة لخرافة الحق الإلهي في الحكم.

بداية الحلول السليمة تبدأ بإقرار حق الشعوب في اختيار ما يناسبها وليس بالفرض عليها بما يناسب الآخرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى