​سلام يا صاحبي ..!

> محمد العولقي

> لي تحفظات منطقية ، على انتخابات اللجنة الأولمبية اليمنية في الكويت ، لكنها على كل حال ، لن تقف حجر عثرة بيني وبين تهنئة الأخ العزيز خالد خليفي الفائز بمنصب النائب الأول للجنة الأولمبية، ومن
الأهمية بمكان إلقاء التحفظات خلف ظهري فليس من الذوق أن أذم عريساً ليلة عرسه والعريس الجديد للجنة الأولمبية بالطبع ، ليس الأكوع النائم ، ولا الأهجري العائم ، إنه خالد خليفي الرجل الذي يشبه المارد الخارج للتو من قمقم مصباح علاء الدين.

  وإذا كانت قائمة محمد الأهجري ، قد حوت الكثير من (الغث) في لجنته ، ذات الطابع التراثي ، إلا أن أهم وأجمل ما فيها أنها أنصفت قيادياً رياضياً جنوبياً دخل الانتخابات مغموراً ، وخرج منها مشهوراً ، ومن يكون غير خالد خليفي الذي انتصب كالطود الشامخ، في يمينه عطاياه وفي يساره ضحاياه.

  إناء مجلس اللجنة الأولمبية الجديد ، ينضح بما فيه من شخصيات هلامية ، وأخرى كرتونية ، تمضغ الفشل من زمان بنظام (لبان أبو حربة) ، لكن أحلى ما فيها هذا الخليفي العدني المنشأ المعجون بشهامة أهل شبوة .. الفارق بين خالد خليفي وغيره من رؤساء الاتحادات الرياضية كبير ، لكن يمكن اختزاله في قدرة خالد خليفي على التفكير والابتكار وتجديد الذات.

  أصعب شيء يمكن أن يمارسه الإنسان هو التفكير ، وخالد خليفي أفقه القيادي ، لا ينسد ولا يقف ، عند فضاء معين ولأنه يمارس التفكير كدليل حياة حسب وصية الفيلسوف (ديكارت) فإنه يتنقل من محطة نجاح إلى أخرى بسلاسة ويرتقي سلم القيادة الرياضية بثقة ملك، يمشي واثق الخطوة ، دون أن يخشى المسالك والانزلاقات .. مزايا خالد خليفي القيادية على أي حال كثيرة وجلها حميدة فقط يلزمه في مرحلة دقيقة كهذه المضي وفقاً وميثاق اللجنة الأولمبية الدولية ، وهذا يعني لا مهادنة ، مع الفاشلين والخاملين ولا تراخ مع من يسيسون اللجنة ، من تحت عباءة عبد الرحمن الأكوع النائم ، في كهف النسيان ، ومحمد الأهجري الذي يبل ميثاق الشرف الأولمبي منذ عقدين، ويشرب ماءه ، ويعتمد في عمله على سياسة حجر وسيري سائرة ولا تكوني حائرة.

   ويا عزيزي (خالد) الجمع بين مناصب كثيرة مرهق ، لمن يفكر ويبتكر ويخطط والهجوم الشامل على كل الجبهات فيه استنزاف للصحة ، وإرهاق نفسي للبدن ، ومهما كنت خارقاً ، مثل (السوبر مان) ، فلا يمكنك أن تضيء كل المساحات المعتمة ، تماماً مثلما أنه لا يمكنك أن تهادن طويلاً ، وتتقن سياسة مسك العصا من المنتصف .. أنصحك بترتيب الأولويات والابتعاد عن (التبعية) ، حتى ولو كنت أنت قائدها ، لسبب بسيط يا (خالد) : الدنيا دوارة والصحن يدور ، وما يصلح لترويض هذه المرحلة الانتقالية الصعبة ، لن يكون متاحاً في الغد ، الأهم الوضوح والشفافية ، وعدم دخول متاهة الحسابات السياسية المعقدة.

  الله يعينك يا (خالد) على العمل الأولمبي ضمن قوام مجلس زاخر بأكثر من نطيحة ، وحافل بأكثر من متردية ومشحون بأكثر من نائحة مستأجرة وبالطبع النائحة المستأجرة ، ليست كالنائحة الثكلى .. لا مقارنة يا (خالد) بين سابقك وتاليك ولا وجه للمفاضلة بين ماض ، كنت تلعب فيه مباريات من الحجم المتوسط، وحاضر ملعبه مليء باللاعبين، الذين تستهويهم سياسة العرقلة من الخلف ، فأنت الآن صرت لاعباً عليك أن تحسب حساباً للمباريات الصعبة التي تلعب على الجزئيات الصغيرة.

  في الماضي كنت مجرد رئيس اتحاد ، ضمن طيف لا يمكن فصله عن الكم ، أما الحاضر فأنت الرجل الأول تقريباً في اللجنة الأولمبية ، إذا أخذنا في الاعتبار ، أن (الأكوع) محنط ، وأن الأهجري مجرد (شاقي) على بطنه وفي أحسن الأحوال بائع ماء في حارة السقايين .. خلي بالك يا (خليفي) وتذكر هذه الحقيقة الكفيلة بتأليب الفاشلين ضدك : أنك تقتحم مسرحاً كبيراً لا أخلاق فيه إلا من رحم ربي تقترب بسرعة الصاروخ من عش الدبابير ، فاحرص على التدابير ، تدخل ملعباً مليء بالراقصين على رؤوس الثعابين ، فاحذر من اللدغات ولو جاءت في قالب من الكلام المعسول، إحذر يا (خالد) مليون مرة من الذين تظنهم اليوم أقرب إليك من ربطة عنقك : دخلت الانتخابات مغموراً بالكاد تقرأ طلاسم الحبكة الدرامية وخرجت منها رقماً صعباً ، منتصراً ومشهوراً ، وعندما ترى الديناصورات العتيقة ، أنك مهندس الانتخابات ، ومن حرف بوصلتها إلى الاتجاه ، الذي لا يريدون ، فاعلم أن بين السابق والمسبوق (نفخة بوق)، وقد قيل أن الحذر أهم مليون مرة من الشجاعة .. سلام يا صاحبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى