قراءة في الفكر الاقتصادي في خطاب الكاف السياسي

> استمعتُ إلى جميع الكلمات والخطب التي ألقيت في فعالية أسبوع المال العالمي ولكن ليس من المعتاد أن نسمع خطابا كهذا من أحد رجال السياسة أو الاقتصاد بهذه الشفافية والجراءة وهو رجل سياسة أقرب إلى الاقتصاد يمثل السلطة في فعالية اقتصادية، ومن تابع خطاب الكاف وقرأ حركته لوجد أن لغة الجسد حاضرة ومعبرة بل وشديدة التعبير حيث كانت نبرات صوته موحية قوية تمزح بين الحزن والغضب واللوم والحث، فكانت أكثر تعبيرا عن الناس والمأساة التي يعيشها الناس، فإن النبرة لم تحمل استجداء أو توسلا بل مطالبة بحقوق معيشة بالغة الصعوبة يعيشها الناس، فقد حمل الحكومة مسؤولية ما يتعرض له المجتمع من غلاء وهبوط في العملة في المحافظات المحررة.

كان الوكيل الكاف يستخدم حركة اليد أحيانا، كعامل مكمل للتعبير الكلامي أو لإرسال رسالة مفاداها إن الوضع غير مطمئن وإن القبول به لربما يأكل الأخضر واليابس ولم ينفع الندم في يوم لا ينفع الندم فيه، وفي بعض الفقرات كان متهجما في دليل على أنه "بلغ السيل الزبى" وأن الصبر قرب أن ينفذ من قبل الناس والمجتمع.

ووجه رسائل إلى حكومة المناصفة ودعوتها بالشراكة مع القطاع الخاص وإنشاء شركة قابضة، والاهتمام بالتعليم لخلق تنمية حقيقية، وشدد على اتّباع السياسة النقدية الحكومية وتفعيل الرقابة المالية من قبل البنك المركزي، كما لامس خطابه معانات الشعب حاثا مسؤولي الدولة بأن يكون قريبين من الشعب ويعيشون همومهم وأن يبادروا من ذات أنفسهم بالدعوة إلى استلام رواتبهم بالعملة المحلية للحفاظ على استقرار العملة المحلية، شاكرا قيادة البنك المركزي في خطواتها الإيجابية مستندا إلى خبرته القيادية السياسية والاقتصادية وموهبته الارتجالية في الخطابة التي تصاحبها سلامة اللغة وشفافية الطرح وبساطته بحيث تصل الكلمة إلى المتلقي جلية مكتملة بنبراتها وإيحاءاتها كما لها أن ينبغي.

وفي حالة خطاب الوكيل الكاف فقد وصلت الرسالة كاملة من خلال لغة الخطاب القوية المتماسكة والتعبير عن معانات وهموم الناس المتسلحة ببلاغة اللغة من حيث الشفافية ومن حيث الطرح، في تناغم وانسجام بين قوة الخطاب كسلطة للكلمة وفضاء الخطاب السياسي، وبذلك حقق الخطاب أهدافه بامتياز كرسالة.

وإن الصبر كاد أن ينفذ جراء ما يعانيه الشعب في ظل هذا الصمت المطبق من قبل الوزراء والحكومة والذي شجع ضعاف النفوس في غيهم، وهم مطمئنين للموقف الحكومي.

أما تجاوب الحكومة مع هذا الخطاب يجب أن يكون تجاوب إيجابي وتعتبر الخطاب بمثابة خارطة طريق لها، ويحتاج إلى آليات متابعة من المستويات السياسية والمالية والاقتصادية لأننا نتحدث عن أبعاد وردت في الخطاب سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية وحقوقية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى