​رغبة الصين في تأمين طرق تجارتها تدفعها للانخراط بحل أزمة اليمن

> «الأيام» الأناضول:

> نجاح الصين في تحقيق اختراق مهم في الصراع بين أكبر قوتين إقليميتين في الخليج (إيران - السعودية) فتح شهية بكين لاستثمار هذا النجاح في التوسط في قضايا أخرى، أبرزها الحرب في اليمن، كما يقول تقرير لوكالة الأناضول.
فبينما تدعم إيران جماعة الحوثيين، التي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المحافظات الشمالية، يقاتل الجيش السعودي جنبا إلى جنب القوات اليمنية الحكومية، المسيطرة على عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وعلى أغلب المحافظات الجنوبية.

وما دامت الصين نجحت في إقناع السعودية وإيران باستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، فإنها قطعت نصف الطريق نحو إنهاء الحرب بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين، فبعد ثماني سنوات من الحرب، لم يتمكن أي طرف من هزيمة الآخر بشكل حاسم في اليمن، وفي مثل هذه الحالات، لا بد من مفاوضة "العدو" الذي لا يمكنك القضاء عليه.

فالقوات اليمنية الحكومية، المدعومة من التحالف العربي، لم تتمكن من دخول صنعاء، بينما يعاني الحوثيون من حصار خانق، وأزمة غذاء ودواء تجعل السكان المقيمين في مناطق سيطرتهم يقتربون يوما بعد يوم من المجاعة، الأمر الذي قد يقود الى اتفاق بين الحكومة الشرعية والحوثيين لتقاسم السلطة، على طريقة اتفاق الطائف (1989)، الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان.
تدَخُّل الصين لإنهاء التوتر في الخليج واليمن، لن يكون من باب الترف الدبلوماسي بقدر ما هو ضرورة استراتيجية لتأمين طريق الحرير وإمدادات النفط، عبر مضيقي هرمز وباب المندب.

فالصين، التي تعد أكبر مستورد للبترول الخام في العالم، بأكثر من 10 ملايين برميل يوميا، تستورد قرابة ثلثي احتياجاتها النفطية من الخليج بما فيه إيران والسعودية والعراق، ومعظم هذه الشحنات تمر عبر مضيق هرمز.

فعندما تعرضت المنشآت النفطية السعودية لهجوم كبير بطائرات مسيرة في مارس 2022، تبناه الحوثيون، تسبب ذلك في انخفاض إنتاج السعودية بنحو 5.7 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل أكثر من نصف إنتاجها، وهذا الأمر أضر بالصين بطريقة غير مباشرة.
ما يدفع للاعتقاد أن الصين ستتوجه إلى اليمن للوساطة بين أطرافه المتنازعة، إطلالة البلاد على مضيق باب المندب، الفاصل بين البحر الأحمر وخليج عدن، والذي تمر عبره 20% من التجارة العالمية، الجزء الأكبر منها تستحوذ عليه الصين.

فمضيق باب المندب يقع على طريق الحرير البحري، ما يشكل أهمية استراتيجية للصين، وهو ما يفسر إقامتها لأول قاعدة عسكرية لها خارج البلاد في جيبوتي المطلة على المضيق من الضفة الغربية، بينما اليمن الواقع على الضفة الشرقية، ما زال يرزح تحت نار الحرب.
بل إن الحوثيين هددوا بخوض حرب بحرية، حيث زرعوا ألغاما جنوبي البحر الأحمر، واستهدفوا سفن شحن تجارية، وقطعا عسكرية بحرية سعودية، وقصفوا موانئ نفطية يمنية مطلة على خليج عدن والبحر الأحمر.

هذا الوضع المتوتر في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب، وكلها ممرات تعبرها سفن الشحن الصينية، لا يمكن أن تقبل به بكين، لأن تصعيد الحرب اليمنية من شأنه أن يهدد "مبادرة الحزام والطريق".

فتدخل الصين لحل الأزمة اليمنية لن يكون ترفا بقدر ما هو ضرورة لتأمين خطوط تجارتها البحرية، والتي يقوم عليها اقتصادها، الذي يستعد ليتجاوز الولايات المتحدة في غضون عام 2030، ما يجعل الصين تدافع بشراسة عن مصالحها في اليمن والمنطقة، ولو تطلب منها ذلك مناطحة الولايات المتحدة في مناطق نفوذها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى