لقاء محتمل بين السيسي والأسد أواخر أبريل

> القاهر "الأيام" العرب:

> ​تمهد زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى القاهرة السبت للقاء محتمل أواخر الشهر الجاري بين الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي ونظيره السوري بشار الأسد لبحث تطبيع العلاقات وعودة دمشق إلى جامعة الدول العربية وهو ما يجرى التحضير له، وفق مراقبين، منذ فترة.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية نقلا عن مصادر لم تسمها أن الرئيس المصري ونظيره السوري قد يلتقيان نهاية أبريل الجاري. ولفتت إلى أن موعد ومكان القمة المحتملة لم يتم تحديدهما بعد.

وعقد وزير الخارجية السوري السبت مع نظيره المصري سامح شكري بالقاهرة محادثات تتعلق “بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة والعالم”. واتفق الجانبان على “تكثيف قنوات التواصل على مختلف الأصعدة في المرحلة المقبلة بهدف تناول القضايا والموضوعات التي تمس مصالح البلدين والشعبين".

ونوه شكري خلال اللقاء، وفقًا لتصريحات المتحدث باسم الخارجية المصرية، إلى أن “التسوية السياسة الشاملة للأزمة السورية من شأنها أن تضع حدًا للتدخلات الخارجية في الشؤون السورية، وتضمن استعادة سوريا لأمنها واستقرارها الكاملين، وتحفظ وحدة أراضيها وسيادتها، وتصون مقدرات شعبها، وتقضي على جميع صور الإرهاب والتنظيمات الإرهابية دون استثناء، وتتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، بما يرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق وينهي أزمته الممتدة، الأمر الذي سيعزز من عناصر الاستقرار والتنمية في الوطن العربي والمنطقة".

وتأتي زيارة المقداد إلى القاهرة وسط أحاديث عربية رسمية عن عودة سوريا عربيا وقبيل نحو شهر من انعقاد القمة العربية في الرياض. وتؤكد زيارة المقداد إلى القاهرة، وهي الأولى منذ نوفمبر 2011، أن مصر جزء من مشاورات لفتح الطريق أمام عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، فالزيارة هي أحدث مؤشر على محاولات إصلاح العلاقات معها.

وتأتي المحادثات في ظل مساعٍ عربية لإعادة العلاقات مع النظام السوري في تطورات سريعة تعيد تشكيل الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط. وبعثت الإمارات والسعودية ودول عربية عديدة برسائل إيجابية عبّرت جميعها عن انفتاح أكبر تجاه دمشق وتهيئة الأجواء لتعامل المجتمع الدولي مع نظامها الحاكم بلا حاجة إلى استبداله حاليا بعد أن سقطت نظرية المعارضة لتغييره.

وتعليقا على الزيارة، قال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي إن “احتضان الدولة السورية مرة أخرى من قبل الدول العربية أمر وارد الحدوث في المرحلة القادمة ومصر تلعب دورا مهما في ذلك".

وبدوره قال حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية إن "الزيارة لها أهمية كبيرة" مشيرا إلى أن "رد الفعل العربي والتضامن مع سوريا بعد أحداث الزلزال كان نواة لحلحلة الأزمة السياسية بشكل كبير، وبمثابة نقطة تقارب بين الحكام العرب وبين السلطة السورية، وبين الدول العربية وسوريا".

ويقول المراقبون إن الظروف الإنسانية العصيبة، حتى وإن وفرت الحافز لإنهاء المقاطعة، إلا أن الحاجة إلى إيجاد مقاربة أخرى للأزمة في سوريا كانت هي الدافع الرئيسي وراء إنهاء عزلة دمشق عن العالم العربي، لاسيما وأن إيران استغلت الفراغ لتفرض المزيد من النفوذ في البلاد.

ووجهت آمال عبدالحميد عضو مجلس النواب المصري مؤخرا مقترحا إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس يقضي بتبني مصر موقفًا يدعو إلى إجماع عربي على عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية منذ عام 2011.

وقالت النائبة في مقترحها “تمثِّل سوريا عبر التاريخ أهمية كبرى من الناحية الجغرافية والسياسية والإستراتيجية (…) وتاريخيًا لعبت دورًا عربيًا من المحيط إلى الخليج لا ينساه أحد لدمشق من مواقف تجاه قضايا أمتها العربية، كما أن الانتصارات التي حققها العرب على مدار تاريخهم كانت سوريا لاعبًا رئيسيًا فيها".

وأضافت “تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية على خلفية الأحداث التي شهدتها في عام 2011، كانت له مبرراته آنذاك، ومع ذلك رغم مرور قرابة عقد من الزمان على تعليق عضوية سوريا، فإن ذلك لم يساعد على الوصول إلى حل للأزمة، بل زادها تعقيدًا".

وشددت على أن سوريا بموقعها الجغرافي والإستراتيجي تُمثّل إضافة إلى عناصر القوة العربية والجناح الشرقي للوطن العربي إذا ارتبطت بمحيطها العربي، كما أن لها أهمية بالغة بالنسبة إلى الأمن القومي المصري بصفة خاصة؛ ذلك أنه من الناحية الإستراتيجية والأمنية يبدأ الدفاع عن مصر من الشمال.

وأشارت إلى أن عودة سوريا إلى محيطها تخدم مصلحة العرب، فأمن العرب يبدأ من إدلب وشرق الفرات، واستمرار غياب سوريا عن معادلة توازن القوى في المنطقة العربية يعني المزيد من ضعف العرب وكشف جناح أمنهم الشرقي، ويساهم في فتح الباب أمام الأطماع الإقليمية المتنافسة التي تريد مد نفوذها إلى ما هو أبعد من حدود سوريا، وغياب العرب عن سوريا لن يملأه إلا أعداء العرب. كما أن التحديات الراهنة التي يشهدها العالم، وخاصة المنطقة العربية، تلزم بالتكاتف العربي وتستوجب عودة دمشق إلى محيطها الأم لمنح عناصر الأمن العربي المزيد من القوة.

وتغير الموقف المصري من الملف السوري إلى النقيض بعد سقوط الإخوان في مصر. وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تنسيقا أمنيا وصل إلى حد أن رئيس المخابرات المصرية عباس كامل زار دمشق سنة 2020.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى