خلافات تعقد مباحثات السعودية الحوثية في صنعاء

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> أعلنت قيادات حوثية بارزة رفضها التعامل مع الرياض كوسيط في الأزمة اليمنية، مشددة على ضرورة أن تكون السعودية طرفا رئيسيا في أي اتفاق يتم التوقيع عليه مع الحوثيين، في الوقت الذي جددت فيه قيادات حوثية تهديداتها باستئناف الحرب ومهاجمة المصالح الاقتصادية السعودية، في محاولة للابتزاز ورفع سقف المطالب في الساعات الأخيرة من زمن المباحثات.

وبحسب ما ذكرته جريدة العرب اللندنية أمس فإن "وفد الوساطة العماني اضطر إلى إجراء مباحثات إضافية مع عدد من قادة الجماعة الحوثية الذين أبدوا موقفا مناهضا لبعض تفاصيل الاتفاق مثل محمد علي الحوثي ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية أبوعلي الحاكم.

وأشارت المصادر إلى أن حالة الانقسام التي تسربت إلى وسائل الإعلام وكشفت عنها تصريحات بعض القيادات الحوثية، تسببت في عرقلة جهود وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق بين رئيس الوفد السعودي وسفير الرياض لدى اليمن محمد آل جابر ورئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشَّاط.

وأمس الأربعاء ذكرت مصادر محلية في صنعاء أن محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى بالمنظومة العدلية، ورئيس ما يسمى اللجنة الثورية للحوثيين، سابقا، تراجع عن اعتراضه على اتفاق السلام بعدما كاد يتسبب في تقويض مفاوضات التسوية السياسية في اليمن.

ومنذ الأحد الماضي، يجري الوفدين السعودي والعماني، مباحثات مع قيادات حوثية، بغية التوصل لاتفاق سلام بين اليمنيين، عقب التقارب الأخير بين الرياض وطهران.

وقدم القيادي الحوثي اعتذارا للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر بإعادة نشر تغريدة سابقة له بشأن الجهود الإقليمية والدولية لإيقاف الحرب في اليمن، قائلا "أمام كل نداء لإيقاف الحرب كنا مرحبين، بل ذهبنا لأبعد من ذلك بإعلان مبادرات متعددة وكان منها التوقف من طرف واحد".

وأضاف "وكل ما ذهبنا إليه في ذلك وما قدم من أجل السلام كان وما زال عن قناعة بأن ثمرة أي حرب ليست إلا الدمار، وأن مصيرها - مهما طالت - الحوار في النهاية، وقد قلناها في مناسباتنا".

ويأتي هذا التراجع بعد تصرفات "بلطجية" قام بها محمد الحوثي، حسب وصف الصحافي أسامة الشرمي، الذي كشف قيام القيادي الحوثي بالدخول عنوة إلى القصر الرئاسي، وأهان ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشَّاط، والناطق الرسمي لجماعة الحوثي ورئيس وفدها التفاوضي محمد عبدالسلام عندما عرف بتفاصيل الاتفاق بينهم مع الوفد السعودي والعماني.

وقال الشرمي في تسجيل صوتي "كانوا قد اتفقوا على عودة المشاورات اليمنية - اليمنية، وتثبيت الهدنة وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ووقف إطلاق النار، والنقاط التي تم الاتفاق عليها في مسقط، وتمت موافقة المشَّاط وعبدالسلام والإيرانيين وحتى زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي نفسه.

وأضاف "لكن عندما وصلت الوفود إلى صنعاء، لإثبات جدية السعوديين والعمانيين للوساطة ما بين الشرعية وجماعة الحوثي، طرحت نقاط الاتفاق، دخل عليهم محمد علي الحوثي وأهان المشَّاط ومحمد عبدالسلام، باعتبارهما "زنابيل" بينما محمد علي الحوثي "هاشمي"، ابن عم عبدالملك".

وأشار الشرمي إلى أنه "تم إلغاء الاتفاق بعد إهانة الحوثي للمشَّاط وعبدالسلام، لكن بعد ضغط كبير جدا وبعدما كانت الوفود على وشك المغادرة، التزم محمد علي الحوثي بأخذ ثور وتحكيم السفير السعودي ويبدو أن العملية ستعود وسنسمع أخبار جيدة خلال الايام القادمة".

وشهدت الساعات الأخيرة من مباحثات الوفدين السعودي والعماني، الجارية مع الحوثيين بصنعاء، تعقيدا جديدا، إثر اشتراطات وتعنّت حوثي، تزامن مع تصعيد عسكري جديد من قبلهم، في محافظات مأرب ولحج والحديدة وأبين.

وأثار تلكؤ الحوثيين الجديد في المحادثات التي لا تزال جارية بصنعاء، مخاوف لدى اليمنيين من تعثّر التقدم الذي يشهده المسار الإنساني، في ملف الأسرى والمختطفين، الذي يعدّ اختبارًا لحسن النوايا ودافعًا أمثل لأي تقدم سياسي.

وفي محاولة للتناغم مع المواقف الحوثية المتباينة إزاء اتفاق تمديد الهدنة الأممية، ورفض التعامل مع الدور السعودي كوسيط بل كطرف في الحرب، لوح القيادي في الجماعة الحوثية محمد البخيتي بعودة الحرب في حال انهارت المفاوضات دون تلبية الشروط الحوثية.

وقال البخيتي في تغريدة على تويتر "إذا لم تنجح المفاوضات الجارية في صنعاء بوساطة عمانية فإن هذا يعني عودة الحرب بين طرفي الصراع بشكل أكثر ضراوة؛ حيث سيعاود الطيران السعودي قصف اليمن وستعاود القوات الجوية والصاروخية اليمنية قصف السعودية، فهل من المقبول عقلا تسمية السعودية وسيطا؟".

وفي السياق ذاته نشر رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ في نسختها الحوثية ونائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين، نصرالدين عامر، تغريدة على تويتر تتضمن تهديدا باستئناف الحوثيين الهجمات على منشآت شركة أرامكو السعودية.

وكتب "من سيرعى الصلح بين البركان اليمني وأرامكو السعودية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى