لا مؤشرات على انحسار الصراع في السودان والأمم المتحدة تحذر من "لحظة انهيار"

> ​«الأيام» رويترز:

> في الوقت الذي تقلص فيه الدول الأجنبية تدريجيا عمليات الإجلاء من السودان، حذرت الأمم المتحدة من "لحظة انهيار" على الصعيد الإنساني مع عدم توقف القتال بين الفصيلين العسكريين المتناحرين رغم تمديد هدنة بينهما الليلة الماضية.

وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين على مدى 16 يوما من القتال منذ أن تحولت صراعات قديمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى قتال في 15 أبريل .

وتبدو فرص التوصل إلى حل سريع للأزمة ضئيلة، فيما تسببت في كارثة إنسانية وألحقت أضرارا بمناطق واسعة في العاصمة الخرطوم وأثارت مخاطر استقطاب قوى إقليمية وأعادت إشعال فتيل الصراع في منطقة دارفور.

واتفق الجانبان يوم الأحد على تمديد هدنة لمدة 72 ساعة، لكن أصوات الغارات الجوية والنيران المضادة للطائرات دوت في العاصمة الخرطوم صباح يوم الاثنين.

وقال السودانيون الذين غامروا بالخروج من الخرطوم إن المدينة تغيرت تماما.

وغادر محمد عز الدين الخرطوم ثم عاد مجددا لأن تدفق النازحين تسبب في ارتفاع تكاليف الإقامة خارج العاصمة. وقال "شوفنا جثث في الشوارع. شوفنا المصانع منهوبة ومجموعة من الناس شالت تلفزيونات في ظهرها وشايلة جوالات اللي هي ناهبنها من المصانع".

ويخشى الكثيرون على حياتهم وسط صراع على السلطة في أنحاء البلاد بين قائدي طرفي الصراع اللذين تقاسما السيطرة على الحكم بعد انقلاب 2021 لكنهما اختلفا بشأن خطة العودة للحكم المدني.

وغادر آلاف السودانيين والعديد من الرعايا الأجانب الذين أجلتهم حكوماتهم خلال الأسبوع الماضي في سلسلة من عمليات الإجلاء المعقدة جوا وبحرا وبرا. وأنهت بعض الدول الأوروبية، ومنها ألمانيا، عمليات الإجلاء بينما من المقرر أن تغادر آخر رحلة إجلاء بريطانية السودان يوم الاثنين.

ويواجه من قرر البقاء في البلاد مصاعب مريرة وخطرا داهما.

وقال عبد الباقي وهو مصفف شعر في الخرطوم "لازم أشتغل وفي هذه الظروف بالذات حتي أستطيع أن آكل وأشرب... السلع في زيادة، وكل شيء في زيادة... لازم أشتغل... أحضر لكي أشتغل لي ساعتين أو ثلاث ساعات وأغلق المحل لأن البلد غير آمنة ولا يوجد شيء".

وتشهد إمدادات الطاقة والمياه حالة من عدم الاستقرار مع شح المعروض من الطعام والوقود وتوقف معظم المستشفيات والعيادات وارتفاع تكلفة النقل مما يجعل المغادرة أمرا صعبا.

واضطرت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى إلى تعليق عملها في السودان بسبب انعدام الأمن وإجلاء معظم الموظفين الأجانب لكن برنامج الأغذية العالمي قال إنه استأنف أنشطته يوم الاثنين بعد مقتل موظفين تابعين له في وقت مبكر من الحرب.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 50 ألف شخص على الأقل نجحوا في مغادرة السودان عبر الحدود مع تشاد ومصر وجنوب السودان وإثيوبيا، بينما عبر آخرون البحر الأحمر على متن قوارب.

وقالت وزارة الصحة إن 528 على الأقل قتلوا وأصيب 4599 آخرون. وسجلت الأمم المتحدة عددا مماثلا للقتلى لكنها قالت إنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

* وضع ​​محفوف بالمخاطر

قال مارتن جريفيث منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تخشى من تأثير الحرب على السودان والمنطقة ككل.

وأضاف "نطاق وسرعة ما يحدث في السودان غير مسبوقين".

وكان ثلث سكان السودان تقريبا يحصلون على المساعدات الخارجية قبل الحرب بينما يتلقى ربع السكان دعما غذائيا. وتحاول وكالات الأمم المتحدة والصليب الأحمر إدخال إمدادات طبية عبر بورتسودان لكنهما بحاجة إلى ضمانات أمنية لنقلها إلى الخرطوم.

وأعلنت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، استئناف أنشطة البرنامج في ولايات السودان التي لم تتأثر في الغالب بالصراع.

وقالت "الوضع الأمني ​​محفوف بالمخاطر للغاية".

وقالت فيكتوريا، التي كانت تبيع الشاي في شوارع الخرطوم قبل بدء القتال، إن أطفالها يحاولون بصعوبة فهم ما يحدث.

وتابعت "لازم أخاطر بنفسي وأحاول أشتغل ولو ربنا وفقه يوفر الأكل لأطفاله ولو لم يوفق يظل يحاول... البطالة لن تفيد والخوف غير مفيد".

ولا تتناول جميلة، وهي سيدة بقيت في الخرطوم مع أسرتها، سوى وجبة واحدة فقط في اليوم بسبب شح الطعام.

وتتمركز قوات الدعم السريع أمام منزلها وترفض المغادرة. وتقول جميلة "صوت القتال في آذاننا طوال اليوم".

وقال الجانبان يوم الاثنين إنهما يحرزان تقدما دون أن يعلقا صراحة على انتهاكات الهدنة.

وقال الجيش إنه قلل الفعالية القتالية لقوات الدعم السريع للنصف ومنعها من تعزيز مواقعها في العاصمة.

وقالت قوات الدعم السريع إنها لا تزال تسيطر على مواقع رئيسية في الخرطوم وتتصدى هي نفسها لتعزيزات الجيش.

ولم يتسن لرويترز التحقق من روايتي الجانبين.

ويتعرض قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي لضغوط لتفعيل الهدنة وإتاحة ممر آمن لدخول المساعدات.

ورغم ترشيحهما ممثلين لهما لإجراء محادثات بشأن مراقبة الهدنة التي وافقا عليها، فإن كلاهما لا يزال يقاتل فيما يمكن أن تكون معركة طويلة الأمد.

وقال البرهان إنه لن يجلس أبدا مع حميدتي الذي قال بدوره إنه لن يبدأ التفاوض إلا بعد أن يوقف الجيش الأعمال القتالية.

وفي الخرطوم يقاتل الجيش قوات الدعم السريع المتمركزة في الأحياء السكنية. وشهد القتال حتى الآن انتشار قوات الدعم السريع، التي تتمتع بقدرة أكبر على التنقل السريع، في أنحاء العاصمة فيما يحاول الجيش الأفضل تجهيزا استهدافها إلى حد كبير باستخدام الضربات الجوية من الطائرات المقاتلة والمسيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى