لحج.. مبادرة خاصة تعيد زراعة القطن في دلتا تبن

> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

> ​رغم سرقة ونهب المحلج وتوقف مصنع الغزل والنسيج

بمبادرة ذاتية من أحد التجار، لدفع العديد من مزارعي دلتا تبن لحج الى إعادة زراعة القطن متوسط التيلة التي تشتهر به المحافظة بعد انقطاع لعقود في زراعته نتيجة نهب وسرقة معدات المحلج في تبن، وتوقف مصنع الغزل والنسيج عن العمل حيث كانت سلطنة لحج تعد من أهم مناطق زراعة القطن (الذهب الأبيض) وتصديره إلى أوروبا في تلك الفترة وكان العائد المالي من أرباح القطن يذهب في إقامة العديد من المشاريع الخدمية للمواطنين.

واستمرت زراعة القطن في لحج حتى التسعينيات من القرن الماضي ليتوقف المزارعون عن زراعته والعمل على زراعة أصناف أخرى من المنتوجات الزراعية المختلفة.


وقام العديد من المزارعين بزراعة عشرات الفدانات بمحصول القطن بعد قيام أحد التجار بتوفير البذور وشراء المنتوج من الذهب الأبيض.

المزارع "بسام عبدالله صالح" أحد المزارعين الذين قاموا بزراعة القطن بناءً على تشجيع أحد التجار بمساحة خمسة فدان قابلة للزيادة متى ما توفرت الإمكانيات من قبل الجهات الحكومية المختصة وتوفير الطاقة الشمسية وغطاس للبئر.

يقول المزارع بسام إنه "كان يزرع البصل والطماطم وعدد من المنتوجات الزراعية، إلا أنه - حسب قوله - زراعتها صعبة وخسارة نتيجة متابعتها وشراء الأدوية لمكافحة الأمراض وبعد الإنتاج تصطدم بأن أسعارها لا تساوي قيمة تكلفة الإنتاج، وهو ما دفعه إلى زراعة القطن، بعد تشجيع أحد التجار بتوفير البذور وشراء المنتوج.


يشير المزارع بسام إلى أن زراعة القطن تعد أسهل من زراعة مختلف الأصناف الأخرى، فهو لا يحتاج إلى جهد كبير، وإنتاج الشجرة من القطن تستمر لأشهر وهو إنتاج مربح، يوفر عائد مالي مناسب، وهو ما دفع مزارعين كثر لزراعة القطن بمساحات مختلفة بحسب قدرة المزارعين وبيعه بالكيلو على التاجر لتتوسع في حالة استمرار هذه المبادرة من قبل التجار.

"د. باسل عبدالله سالم الكور" أستاذ محاصيل زراعية كلية ناصر للعلوم الزراعية ونائب عميد كلية الزراعة، أشار إلى أن محصول القطن يعتبر من أهم المحاصيل التي تدر على الدولة بدخل جيد وهو من المحاصيل التي  أصبح المزارعون يعزفون عنها كثيرا نتيجة عدم  تقديم الدولة لقروض من أسمدة وغيرها من الخدمات الزراعية.

وقال: "إلا أننا في الأيام الأخيرة نرى أن هناك مبادرة من بعض الفلاحين في زراعة هذا المحصول الجيد، وهذه بادرة خير نحن نأمل أن تستعيد الدولة مكانتها وتبني مصنع الغزل والنسيج، فمحصول القطن يعتبر الذهب الأبيض".


"د. فاطمة الفقيه" عميد كلية ناصر للعلوم الزراعية أشار إلى أن محافظة لحج تتميز بزراعة القطن متوسط التيلة، بحكم أن المحلج في صبر بمحافظة لحج  ويمد أيضا مصنع الغزل والنسيج في المنصورة سابقاً، مشيرة إلى أن المحلج كان مخصصا لحلج القطن متوسط التيلة (المحالج الأسطوانية) مشيرة إلى أن كثيرا من المزارعين سواءً من قبل عام 1994 أو فيما بعده يعزفون عن زراعة القطن، لأسباب كثيرة، منها أن التسعيرة التي كانت تعطى لهم كعائد لهذا المحصول لا تغطي  تكاليف إنتاجه في تلك الفترة.

وقالت: "نحن الآن نريد من الجهات المسؤولة وذات العلاقة سواءً كانت في إدارة الزراعة أو جهاز الإرشاد، وفي السلطة المحلية والمستثمرين والتجار، العمل على تشجيع التوسع في زراعة هذا المحصول، وذلك من خلال تشجيع المزارعين،  ومدهم بوسائل إنتاج لهذا المحصول، سواء كانت البذور أو الأسمدة أو المبيدات، وأيضا منحهم التسعيرة المناسبة، بحيث تتوفر قناة تسويقية لمنتجهم (تجار أو مستثمرين) أو عبر إدارة الزراعة ليكون هناك دافع لهم في التوسع بزراعة هذا المحصول  ولابد أيضا الاهتمام بزراعة هذا المحصول عن طريق تصديره إلى بلاد الجوار".


وأوضحت الدكتورة الفقيه أن هناك جهود فردية من بعض التجار على أساس تشجيع بعض المزارعين بزراعة القطن وذلك بمدهم بالبذور وشراء المنتج من هؤلاء المزارعين وإن شاء الله تكون هناك مساحات كبيرة لزراعة المحصول، لأنه يمثل المنتج القومي للبلد وتستعيد مكانته كما في السابق.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى