تحرك عربي لبحث أزمة السودان وعودة سوريا للجامعة العربية

> القاهرة "الأيام" العرب:

> ​تعقد جامعة الدول العربية في القاهرة الأحد المقبل اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية لبحث الحرب في السودان ومسألة عودة سوريا إلى الجامعة، وفق دبلوماسي رفيع المستوى.

وقال الدبلوماسي طالبا عدم نشر اسمه إنّه "تقرّر عقد دورتين غير عاديّتين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم الأحد"، على أن تخصّص الدورة الأولى لمناقشة تطوّرات الأزمة السورية ومسألة إعادة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة، في حين ستبحث الدورة الثانية الحرب الدائرة في السودان.

وسيبحث الاجتماع المخصص للسودان الوضع في هذا البلد "بأبعاده كافة، السياسية والأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية"، وفق المصدر.

وبحسب المصدر نفسه فقد "تقرّر عقد اجتماعات تحضيرية على مستوى المندوبين الدائمين السبت في مقرّ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية للإعداد والتحضير لهاتين الدورتين الوزاريّتين غير العاديّتين".

كما سيتمّ، وفقا المصدر نفسه، عقد "اجتماع تشاوري مغلق لوزراء الخارجية العرب قبيل انعقاد الدورتين غير العاديتين".

وسيرأس هذه الاجتماعات سامح شكري، وزير الخارجية المصري الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية لمجلس جامعة الدول العربية.

يأتي الاجتماع المقبل للجامعة العربية حول السودان في ظل أزمة تتصاعد وهدنات لا تكتمل بين الجانبين واشتباكات دخلت يومها العشرين منذ اندلاعها منتصف الشهر الماضي.

وتسود حال من الفوضى السودان منذ اندلعت معارك في 15 أبريل بين قائدا الجيش وقوات الدعم السريع الجنرالين عبدالفتاح البرهان محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي".

وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً في دارفور (غرب)، عن 550 قتيلا على الأقل و4926 جريحا، بحسب بيانات رسمية لوزارة الصحة يُعتقد أنها أقلّ بكثير من الواقع.

أمّا الملف السوري الذي أصبح في الآونة الأخيرة محور عدد من الاجتماعات، من المرتقب أن تتركز خلاله المباحثات على استكمال ما توصل إليه الاجتماع الأخير الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان وبحث عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

وقال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، إن عودة سوريا إلى الجامعة "واردة جدا" قبل القمة المقررة بالعاصمة السعودية الرياض في 19 ماي الجاري.

وأفاد أبوالغيط في مقابلة مع قناة "الشرق"، مساء الأربعاء، بشأن تفعيل آلية عودة سوريا للجامعة العربية، بأن ذلك "يجب أن يحدث على مراحل".

وأضاف "يبدأ باجتماع ونقاش ثم توافق (بين الدول الأعضاء في الجامعة)، وبعد ذلك تُقدم دعوة إلى سوريا".

وأردف "عندئذ تأتي سوريا وتشارك في أي اجتماع وزاري آخر، وتعود إلى كل فعاليات الجامعة العربية".

وعما إذا كان يتوقع عودة سوريا إلى الجامعة قبل قمة الرياض المقبلة، ذكر أبوالغيط "مما أرصده من نشاطات واتصالات ومتابعات وزخم، فإن عودة سوريا احتمال وارد جداً أن يحدث".

واعتبر أن ما قد يُعيق ذلك، هو "حدث كبير ما، يؤدي إلى تأجيل عودة دمشق إلى الجامعة".

والإثنين عُقد في عمّان اجتماع تشاوري بمشاركة وزراء خارجية كلّ من سوريا والاردن والسعودية والعراق ومصر، بحث خلاله الوزراء سُبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار وبسط الدولة السورية سيطرتها على أراضيها.

ومنتصف أبريل الماضي عُقد اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في جدّة شاركت فيه أيضًا مصر والعراق والأردن للبحث في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة.

وعقب اجتماع جدّة بأيام زار وزير الخارجية السعودي دمشق، في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ القطيعة بين الدولتين مع بدء النزاع في سوريا قبل 12 عاماً.

وكانت دول عربيّة عدّة على رأسها السعوديّة أغلقت سفاراتها وسحبت سفراءها من سوريا، احتجاجًا على تعامل النظام السوري عام 2011 مع "انتفاضة شعبيّة" تطوّرت إلى نزاع دامٍ دعمت خلاله السعوديّة وغيرها من الدول العربيّة فصائل المعارضة السوريّة.

وعلّقت جامعة الدول العربيّة عضويّة سوريا لديها في نوفمبر 2011.

لكن خلال السنتين الماضيتين تتالت مؤشّرات التقارب بين دمشق وعواصم عدّة، بينها أبوظبي التي أعادت علاقاتها الدبلوماسيّة، والرياض التي أجرت محادثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصليّة بين البلدين.

وتسعى الدول العربية والدول الأكثر تضررا من الصراع إلى التوصل إلى توافق حول وتيرة إعادة العلاقات مع الأسد إلى طبيعتها وشروط السماح لسوريا بالعودة إلى الجامعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى