لامفر من الأمر الواقع

> الأحداث كل يوم تزيد وتتغير كذلك تتغير معها المواقف السياسية والعسكرية، وبين لحظة وأخرى نسمع عن الجديد وبالمقابل تحققت أهداف لبعض الاطراف وفي نفس الوقت ضاعت أهداف أخرى على آخرين ،

وهناك سلطات في الجنوب وفي الشمال وفي كلا الحالتين هناك أمر واقع حدث، يفرض نفسه على الجميع مهما كانت الطموحات أو الإصرار من البعض على إزالة أطراف أخرى من الساحة، لكنه الواقع الملموس والمفروض بالقوة لامفر منه.

الحوثي في صنعاء فرض أمرا واقعا بقوة السلاح نتيجة لتخاذل الشرعية ودول التحالف، والتأييد الخارجي (المبطن) للحوثي لذلك يحاور الحوثي الآن دول التحالف من باب القوة السياسية قبل العسكرية.

في الحقيقة وإذا كان السيناريو على نفس المشهد، التي تتخذ منه المملكة العربية السعودية حوارها مع الحوثي فإن ذلك المشهد يؤكد قيام دولة شمالية بقيادة أنصار الله في صنعاء ودولة جنوبية بقيادة الانتقالي في عدن.

ذلك أمر لامحالة منه وفارض نفسه على اليمن شمال وجنوب مهما تغنينا بشعار الوحدة، أو التأييد الدولي المؤقت للوحدة فإن ذلك واقع حقيقي سنعيشه في المستقبل القريب.

هكذا تسير الأمور وكذلك هذا مايريده المجتمع الدولي ودول التحالف حتى وإن ساور الحوار بعض الغموض السياسية التي لم تظهر بعد.

وبهذا تعتبر أهداف بعض الأطراف المحلية قد تحققت بغض النظر عن ماسيحصل للشعبين في المستقبل نتيجة لاختلاف الرؤى والأهداف والمبادئ وكثر المكونات هنا وهناك.

لكن الأهم في هذا كله أن الحوثي قد لايقبل بوجود معارضة أو مشاركة معه في حكم الشمال، كذلك طموحاته وأهدافه الواسعة في الجنوب وعبر الحدود والتي ربما فاتت أو غابت نقاطها المهمة عن المحاور السعودي.

الجنوبيون همهم إعادة دولتهم وهذا فعلا ماسيتحقق حتى لو كان ذلك بوقت مزمن، لأن الأمور تسير نحو ذلك برغبة دول التحالف كذلك عدم رغبة الجنوبين باستمرار الوحدة.

هنا في الجنوب فرض أمر واقع أيضا، قوات عسكرية جنوبية قوية منتشرة في أغلب محافظات الجنوب.

رغم وجود قوات تابعة للشرعية لكنها في الحقيقة ليست بالأهمية، خاصة وأن أعلن في الجنوب قيام نظام جديد بموجب تسوية إقليمية ودولية.

لكن الشيء الذي يمكن أن يعطل هذا كله هو اختلاف دول التحالف حول المصالح والنفوذ، وعلى ضوء ذلك ربما تتدخل دول أخرى وهذا يزيد الوضع تعقيدا، وبالتالي تبدأ الحرب من جديد وبصورة مختلفة ومتعددة الأطراف، مما يزيد الوضع سوءا في هذه البلاد وعلى كافة الصعد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى