> «الأيام» وكالات:
بعد فترة أشبه بركود الطين في القعر، تعود الولايات المتحدة الأمريكية للصيد في بركة الشرق الأوسط المليئة بالوحل والكنوز، خلال هذه الفترة تمكنت الصين من رعاية تقارب سعودي إيراني كان من ثماره إنعاش الدبلوماسية الإقليمية واستمرار الهدوء النسبي في جبهات القتال الرئيسية في اليمن وسوريا وليبيا، وما عدا اشتعال حرب في السودان مؤخرا، تشهد المنطقة العربية هدوءا نسبيا تفاءل به سكان البلدان التي تشهد حروبا أو أوضاعا سياسية مضطربة، ليكون أساسا لاستقرار مستدام.
لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية غائبة عن المنطقة ليقال إنها عادت، لكنها بدت خلال الشهور الماضية كما لو أنها في إستراحة لترتيب أوراقها، وهو ما كشف عنه جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن في حديث أدلى به في 4 مايو الجاري خلال فعالية لمعهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية.
- خمسة عناصر أساسية
وبعد أن عدّد مستشار الأمن القومي ما اعتبرها إنجازات إدارة الرئيس بايدن، من ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل إلى تثبيت الهدنة في اليمن (على مدى 14 شهرا)، وإنهاء الحرب في غزة، و"التقارب بين تركيا والإمارات العربية المتحدة، وتركيا وإسرائيل، وقطر والبحرين، والإمارات العربية المتحدة وقطر"، وحتى التقارب الدبلوماسي الأخير بين السعودية وإيران"، بعد هذا التعديد تحدّث سوليفان عن استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنها تقوم على خمسة عناصر أساسية قال إن "العمل الجديد لمشاركة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط" سيُبنى عليها: "الشراكات، الردع، الدبلوماسية وخفض التصعيد، التكامل والقيم"، مفصلاً في حديثه شرحا لكل عنصر على حدة.
- ما هي تحالفات (I2U2)
بحسب ما قاله سوليفان في سياق الحديث عن هذه التحالفات، فهي تتضمن "شراكة مع الهند وإسرائيل والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة"، لافتا إلى أن "الفكرة الأساسية لها، هي ربط جنوب آسيا بالشرق الأوسط بالولايات المتحدة"، بطرق تعزز تقنية أمريكا الاقتصادية ودبلوماسيتها، "لدينا بالفعل عدد من المشاريع قيد التنفيذ وبعض الخطوات المثيرة الجديدة التي نتطلع إلى تنفيذها في الأشهر المقبلة." أضاف سوليفان، مردفا: "نبحث عن حلول عملية للمشكلات التي تشغل بال سكان المنطقة: المياه، الفضاء، الصحة، الأمن الغذائي، تغير المناخ والأمن الإقليمي".
- موقع اليمن في هذه الاستراتيجية
عند وصوله في حديثه إلى الحرب في اليمن والهدنة، توقف جيك سوليفان لمزيد من التفصيل واصفا اليمن بالمكان الذي يتفاعل فيه عنصران من الاستراتيجية الأمريكية: الردع والدبلوماسية، وأن كلا منهما يعزز الآخر لا سيما في السنتين الأخيرتين.
وذكّر سوليفان بخطاب الرئيس جو بايدن في الخارجية الأمريكية خلال الأيام الأولى لتوليه منصبه، وحديثه عن إنهاء الحرب في اليمن، وقال إن إدارته عملت على "تهيئة الشروط للهدنة بوساطة الأمم المتحدة، وتشجيع المحادثات المباشرة مع الحفاظ على ضغط العقوبات على كل من الحوثيين وداعميهم الإيرانيين". وتابع: "لقد عملنا على مساعدة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في الدفاع عن نفسيهما ضد التهديدات القادمة من اليمن وأماكن أخرى مع الامتناع أيضاً عن دعم العمليات الهجومية، وزيادة وضع الحظر لدينا ضد الشحنات غير المشروعة المتجهة إلى اليمن".
وفي حين تطرق إلى المفاوضات الجارية بين السعودية والحوثيين، قال إن أجندة زيارته إلى المملكة ستشمل نقاشات عن مفاوضات السلام في سياق جهود المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج الذي سبقه إلى السعودية في الأول من مايو الجاري، وأشار سوليفان إلى ما سماها "دبلوماسية المحقق الخاص" التي قال إنها كانت "أساسا للعمل الجاد والنشط من قبل الولايات المتحدة والشركاء المقربين الآخرين"، وجزءا مهما من استراتيجية الردع وخفض التصعيد، إضافة إلى كونها "جزءًا من فكرة أوسع مفادها أن الدبلوماسية وخفض التصعيد يصبان أساسا في مصلحة منطقة أكثر استقرارا وفي مصلحة الولايات المتحدة".