السعودية تروج لمشاريع إعادة الإعمار والتنمية بالتوازي مع التسوية

> "الأيام" العرب:

> ​تزين مستشفى في جنوب اليمن بالورود وفرش السجاد الأحمر عند مدخله هذا الشهر في إطار مراسم حفل إعادة افتتاح جناح مرضى القلب بعد تجديده بتمويل سعودي.

وبعد ثماني سنوات من تشكيل تحالف لإسقاط الحوثيين وإعادة تثبيت الحكومة، تروّج السعودية لمشاريع لإعادة الإعمار والتنمية بمئات الملايين من الدولارات في الوقت الذي تدفع فيه من أجل السلام في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

يأتي ذلك بالتزامن مع جهود إقليمية ودولية تنخرط فيها المملكة بقوة على أمل التوصل إلى تهدئة مستدامة. وقال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر على هامش زيارة إلى عدن “هدفنا واضح: يمن آمن ومستقر ومتطور”.

وجاءت تصريحات آل جابر بعد جولة في مستشفى عدن العام والمباني السكنية القريبة ومطار عدن الدولي، وهي منشآت أعيد إعمارها بتمويل من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.

لكنّ المشهد في المستشفى يوضح أنّ تلبية احتياجات السكان الذين يعانون من آثار القصف الجوي والمعارك المحيطة بالمدن، ستكون مهمة صعبة.

وتسببت الحرب في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص إما بشكل مباشر من خلال القتال أو بشكل غير مباشر عبر الجوع والمرض، بينما نزح الملايين عن ديارهم.

والاحتياجات كبيرة جدا في عدن لدرجة أنه بدلاً من الاسترخاء خلال حفل المستشفى، شعر بعض الأطباء بالقلق بشأن عشرات المواعيد التي تعين عليهم إعادة جدولتها.

وأوضح الطبيب عبدالوهاب المطري أنّ العديد منها مخصّصة للمرضى المعدمين الذين سافروا لمسافات طويلة لبلوغ أحد المرافق القليلة التي تقدم رعاية طبية مجانية.

وتساءل المطري “هل هذا كاف؟”، مشيرا إلى أسّرة المستشفى الجديدة ومعداتها، قبل أن يجيب سريعا “بالطبع إنها ليست كذلك”.

ولم تكن السعودية تملك خيارا سوى التدخل العسكري وتشكيل تحالف في مارس 2015 وأرسلوا طائرات مقاتلة للإطاحة بالحوثيين، المدعومين من إيران، الذين أحكموا سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء قبل ذلك بأشهر قليلة.

وقد قابل الحوثيون هذا التحرك السعودي بشن العديد من الهجمات على منشآت نفطية داخل المملكة، بما في ذلك هجوم في سبتمبر 2019 على منشآت تابعة لشركة أرامكو، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه لكنه نُسب إلى إيران على نطاق واسع، ما أدى إلى خفض إنتاج أكبر مصدّر للنفط في العالم إلى النصف بشكل مؤقت.

وسُجّل تراجع في القتال بشكل كبير بعد إعلان هدنة في أبريل 2022. وهناك اليوم محاولات سعودية بدعم إقليمي ودولي للتوصل إلى تهدئة مستدامة تفتح مجالا للتسوية السياسية في اليمن.

والشهر الماضي، زار آل جابر صنعاء لإجراء محادثات مع مسؤولين من بينهم القائد الحوثي علي ناصر قرشة، الذي سبق وأدرجته الرياض على قائمة المطلوبين بتهمة ارتكابه جرائم مرتبطة بـ”الإرهاب”، وعرضت 5 ملايين دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى اعتقاله أو مكان وجوده.

وانتهت اجتماعات صنعاء دون اتفاق جديد، رغم أن آل جابر قال لوكالة فرانس برس إنه يعتقد أن جميع أطراف الحرب “جديون” بشأن الرغبة في السلام.

في الوقت ذاته، تحاول الرياض الترويج لمساعيها لإعادة إعمار اليمن، والتي أشار آل جابر إلى أنها تتضمن إيداع مليار دولار في وقت سابق من هذا العام في البنك المركزي اليمني، وصندوق مشتقات نفطية بقيمة 600 مليون دولار، ومشاريع بقيمة 400 مليون دولار مثل المستشفى والمطار.

حتى أنّ المسؤولين نقلوا مؤثّرين سعوديين مثل الممثل فايز المالكي، الذي اشتهر بشخصيته السينمائية مناحي، إلى عدن لمقابلة المستفيدين من إعادة إعمار المنازل الممولة سعوديًا.

وقالت يمنية تُدعى سماح الحسيني “هذه أوّل مرة يساعدنا أحد وأنتم دولة الخير والبركة”، في تسجيل نشره المالكي للملايين من متابعيه على تويتر وتطبيق سناب شات.

وتشدّد مجموعات الإغاثة أيضًا على ما تصفه بالالتزامات السعودية الضخمة وطويلة الأجل تجاه إعادة إعمار اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى