> "الأيام" غرفة الأخبار:
وقالت أوساط سياسية يمنية لـصحيفة " العرب اللندنية"، أن الدعوة إلى استكمال ضم البقية من المناطق الجنوبية إلى سيادة الانتقالي كانت أمرا متوقعا، وأن الانتقالي لا يخفي رغبته في ضم هذه المناطق تمهيدا لإعلان انفصال دولة الجنوب عن الشمال.
ومن المفارقات أن هذا الإعلان يتزامن مع احتفاء اليمنيين بالذكرى الثالثة والثلاثين للوحدة اليمنية (22 مايو 1990)، ما يظهر أن اختيار الانتقالي لموعد الجمعية الوطنية كان مدروسا، وأن الهدف هو استعادة الزخم الجنوبي من أجل المرور إلى مرحلة الدولة.
وتسعى القوى الجنوبية للاستفادة من تطورات الوضع الإقليمي لصالحها، وخاصة رغبة السعودية في حل النزاع اليمني عبر الحوار، وهو ما يوجه رسالة واضحة إلى اليمنيين تفيد بأن المملكة تريد إغلاق الملف اليمني للتفرغ لملفاتها الخاصة بها، وأنها ستقبل أيّ صيغ واقعية تدعم هذا الحل.
وفي ظل ضعف الحكومة اليمنية والصراع بين مكوناتها المختلفة، والأجندات الخارجية التي تؤثر فيها، سيجد الانتقالي الجنوبي نفسه رقما أساسيا في الميدان، حيث يمتلك القوة السياسية والعسكرية والسند الشعبي للمضي في استعادة دولة الجنوب، وهو ما يعني أن أيّ حل سيأخذ في الاعتبار الواقع الحالي في الجنوب بقطع النظر عن وضع بقية الأطراف الأخرى.
ويسيطر الانتقالي الجنوبي على محافظات عدن ولحج والضالع وأبين (جنوب) وشبوة وأجزاء من محافظة حضرموت وسقطرى (شرق)، فيما لا تزال محافظة المهرة القريبة من سلطنة عمان ومنطقة وادي حضرموت خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وحثت الجمعية الوطنية المجلس الانتقالي على “استكمال السيطرة العسكرية والأمنية على كافة الأراضي الجنوبية وإخراج بقايا القوات اليمنية”.
وتعمل قيادات المجلس الانتقالي على طمأنة دول الإقليم بأن الجنوب سيكون طرفا مسؤولا في مفاوضات الحل النهائي، وأنه ضمانة رئيسية للاستقرار في المرحلة المقبلة، مستفيدا من تشتت أطراف الحكومة الشرعية وتناقض أجنداتها وارتهان بعض مكوناتها للخارج.