هنا يكمن ضعفكم

> ا أتحدث هنا عن خطوات الجنوب النوعية والمؤثرة المسنودة بقوة الحق التي لاشك أربكت الآخر وجعلته يطلق الكلام على عواهنه، متجاوزا حقائق التاريخ وكل المعطيات التي يمتلكها الطرف الجنوبي، الذي يتعاطى مع الأمر من منظور واقعي بعد عقود من الصبر والمعاناة، ومحاولة مجاراة تلك الأطراف التي كان كل عطائها هو الوهم وكل ما لديها من أحاديث إنشائية ربما استغرقت عقودا من الزمن.

هولا يعيدون حديثهم عن الوحدة كحق مكتسب يمكن أن يصل عائده حتى فنادق إقامتهم أحزاب وشخصيات خرجت تتحدث عن إنجاز الوحدة التاريخي ولم يمروا بمحطات الحروب والاجتياحات التي طالت الجنوب ولا النهب الذي أعقب تلك الحرب وحالة الإقصاء التي طالت الجنوبيين.

لم يتحدثوا عن آبار النفط والمناجم وعائداتها التي توزعت بين أطراف الفيد. لم يشيروا إلى القمع الذي واجهوا به ثورة الجنوب.

كل تلك محطات يجري تجاوزها من منظور فكر تأصيل الوحدة بنمط الضم والإلحاق الذي شكل خيار تلك الأطراف المستفيدة.

لا يمتلكون ما يسيرون إليه كإنجاز في تلك العقود المؤلمة بالنسبة للجنوب.

متجاهلين في ردود خطابتهم التشنجية بكل ما فيها من ألفاظ نابية تستفز مشاعر أبناء الجنوب.

نسوا أمرا مهما وهو أن الجنوبيين ليسوا اليوم بتلك التلقائية والعاطفة بعد أن دفعوا ثمن ذلك كثيرا.

بمعنى لا مجال متاح أيضا للنيل من التلاحم الجنوبي والعزف على الماضي في حين أن فرصة وضع العراقيل عبر مشاريع مختلفة، فكرة تجاوزها التوافق الجنوبي وتحديد شكل الدولة، وما تخلقت من وثائق تشكل قواعد يتم العمل عليها في بناء مستقبل الجنوب.

كل تلك التحديات تواجه المتباكين على اللبن المسكوب، ناهيك عن قوة الحق وحقائق التاريخ، التي لايمكن تجاوزها.

الجنوب حسم أمره وحدد خياراته وهو أقدر على بناء دولة عصريه حضارية تضمن حقوق كل أبنائه، وتحمي المصلحة العامة، ولايمكن العودة إلى مربعات الوهم بأي حال كان. وزوابع التهديد والوعيد لايمكنها إلا أن تزيدنا إصرارا على النجاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى