تاريخ لايقبل التزييف

> تقف قيادة الجنوب حاليا أمام مفترق طرق إما أن تمضي باتجاه إرادة شعبها مجسدة حقائق تاريخها الممتد منذ بداية العصر الإسلامي، أو أن ينتصر طرق من يسعى بكل وضوح لتجسيد فكرة تزييف التاريخ، باعتبارها مسلمات تعكس ما تشكل لديه من وعي جمعي، يؤمن بضرورة أن يظل الجنوب تحت سطوته وسيطرته، من أنه الجزء الذي ينبغي له أن يخضع لسيطرة الأصل.

وهو الخيار الذي يتجاوز التاريخ بكل فجاجة.

ويستحيل أن يكون له أدنى قبول في واقع الجنوب، الذي واجه كل محاولات طمس هويته وتجاوز كل المؤامرات التي استهدفت ثورته.

في هذه الأثناء لم يعد التعبير الشائع لديهم أننا جماعات مارقة، لكنهم يلتقطون ما لديهم من أنصار، وهم عدد لايذكر، باعتبارهم كل وجهاء الجنوب وثقله، نسوا أن الحشود البشرية التي تظهر في كل محافظات الجنوب تلقي ما يزعمون.

أشاروا لحضرموت كما لو أنها المنجدة، فكان أن أظهرت تلك المحافظة الجريحة جراء ممارساتهم، زخما إلى جانب قضية الجنوب بصورة عامة،

روجوا بأنهم مع حضرموت كدولة، فسحبت توافقاتنا البساط من تحت أقدامهم.

غير مدركين ثقافة أبناء حضرموت تلك التي وردت في كل حقائق التاريخ والجغرافيا، وفي صدر رسالة الإسلام كحضرموت، بل أتى وفد حضرموت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بقيادة الرهوي هو من فرش له الرسول رداءه وبارك لهم.

جوانب من حقائق يستحيل حقا تجاوزها، لأنها جزء من تاريخ أمتنا الإسلامية، إزاء كل ما سلف لايملكون إلا إطلاق شتائمهم، وجمع أنصار في حالة وهن وشعور مسبق بالهزيمة، علهم بتلك القشة يطيلون البقاء في حضرموت، التي تتأهب للخروج من ماضٍ موجع، ليس في ثناياه إلا ما تجسد من نهب وتدمير ومحاولات طمس هوية وتاريخ يمتد للآلاف السنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى