عقود من الالم

> هي عقود قاسية بالنسبة لمن تضررت حياتهم وفقدوا السكينة، وتلك الحياة البسيطة التي لم تكن تجري بوتائر ما بعد العام 1990م

ولم تكن أيضًا محاطة بهذا القدر من التعقيدات الحياتية بإيقاعاتها اللاهثة دون أن تمنحك وقتًا للتفكير، وهكذا داهمنا منجز لم يكن بالحسبان؛ بل لم يكن مرحبًّا به من الطرف الذي وجد فيه ضالته، وأخذ يحيطه بالقدسية ويربطه بكل معاني الحياة.

وعندما تختلف أهمية الأشياء تمنح وصفة القداسة؛ بل هي الحياة ذاتها عندما شكلت تحولًا في مسارهم بعد أن كانوا لا شيء، هنا وجدنا حالنا وسط دوامات لا فكاك منها، فهي الثوابت بالنسبة للظالم؛ في حين أن الضحية بمجموعهم مكمن الشرور التي تتربص بالمقدس والثابت الوطني التي تنسج حوله الأساطير عقودا لم نعشها بمعنى الحياة، تركت آثارًا واضحة على ملامحنا التي شاخت تحت وطأة أهوالها، تلتمس طريق الخلاص، ظل محكوما بحسابات شتى دون شك، لم يلتفت العالم إلى ضجيجنا، ولم نفلح في عرض واقعنا بكل ما فيه من مغالطات وظلم وصور مغلوطة.

ظل يشار إلى مأساتنا أنها تمثل نموذج وحدة العرب وغدوتها، ونموذجها الفريد، وهكذا سوق الإعلام المدفوع للملهاة كي يحولها إلى مأساة تحت شعارات عفا عليها الدهر.

مارست علينا أطراف سياسية المكر كل على طريقته، وحين تبين لهم أن إرادتنا لا تقهر تبدل المكر إلى مواقف حادة شديدة العداء، مدفوعين هذه المرة بيقين اللا إحساس، أن الجنوب قد حسم أمره باتجاه مغادرة عقود الظلم إلى رحاب مساحة تؤمّن مستقبل الأجيال وتمنع تكرار الخطأ بهذا القدر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى