حكومة تأتي وأخرى ترحل

> ذلك ما جبلنا عليه على مدى سنوات العقد المنصرم، وهو تكرار مشهد التغيير الحكومي بدون أي نتائج تذكر، أي تكرار التجربة لتعطي نفس النتائج للأسف، وكانت مسارات التفكير محكومة بهذا المسار ولا خيارات أخرى حتى أن مرشحي رئاسة الحكومة لا يخرجون عن نطاق مسميات معروفة، اللافت أن سلطة الحكومات المتعاقبة مساحتها البنك المركزي وصلاحياتها المالية التي تجيد استخدامها لا أكثر. ولب المشكلات هو الفساد، مع أن المال السايب يعلم السرقة، وفي مسألة السرقات لدينا أرقام فلكية، ولا يمكنك أن تشير إلى محاسبة الفساد العارم سواء في نهب الأموال وسواء في استخدامها والتوظيف الأسري بما يصاحبه من امتيازات..

عموما الأبواب مشرعة لفعل ما تريد طالما وأنت بمكانة مرموقة في السلطة التي لا تمتلك نهجا تمارسه في واقع يصعب معه الحديث عن صلاحيات تلك السلطات في وضع بلد مركب فيه عملتان وسلطات عدة، فما عليك إلا أن تدير مهامك اليومية بطرقك الخاصة، والمهم أن تصلك مخصصاتك، وهذا كل شيء، يعاني الناس ما يعانون، فمن وجهة نظر السلطات فهذا واقع باتوا يتعايشون معه وأزمات مضت عليها سنون وهكذا هو لسان حال الحكومات المتتالية.

وعلى الرغم من يقين الجميع بأن الأمر لا يمكن تجاوزه من خلال الأخذ باختيار حكومة جديدة إلا أن المضي في نفس الطريق يبدو قدرا لا فكاك منه، خصوصا على صعيد الجنوب الذي تداعت أوضاع السكان فيه معيشيا بصورة كارثية ناهيك عن انهيار شبكة الخدمات الأساسية.

وضع نعيش تحت قسوته الشديدة منذ ما يزيد عن عقد من الزمان، وكما يقال استمرار الحال من المحال، الناس سئمت الكذب والوعود؛ بل نفذ الصبر تماما، والإمعان في الاستمرار يعني تداعيات مؤسفة تمنح الأطراف المتربصة فكرة إحياء مشاريعها المتنوعة، فهل وصلتم إلى يقين أن الحل السياسي الحقيقي والواقعي هو السبيل لتجاوز كل ما مضى، وأن نسخة أي حكومة جديدة لا يمكنها أن تكون سحرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى