"نساء من أجل التحرير" للأديبة والكاتبة العدنية سعاد العلس

> صدر مؤخرا كتاب "نساء عدن: تنوير وتحرير" للكاتبة والأديبة العدنية المتميزة سعاد عقلان العلس، وهوعبارة عن بحث استقصائي لنضالات المرأة العدنية والجنوبية، في مرحلتي التحرر من الاستعمار ومرحلة بناء الدولة الوطنية.

الكاتبة:

يمكن التعرف على الأستاذة سعاد العلس من خلال كتاباتها، فهي كاتبة تأسرك لغتها الشعرية، وتمكنها من أدوات الكتابة الأدبية الرفيعة، وأنت تقرأ لها نصا أو جملة واحدة، ستكتشف أن لها قدرة عجيبة على الإدهاش والتخيل.

الكتاب:

بحث نوعي توصيفي، يهدف إلى إلقاء الضوء على الدور الاجتماعي - السياسي للمرأة العدنية، في المراحل الزمنية التي شملها البحث. وينطلق البحث من خصوصية مدينة عدن التي بدأ فيها التعليم الحديث مبكرا، مقارنة مع المحيط العربي. ومنذ الخمسينيات من القرن العشرين كانت عدن قد شهدت تطورا ملحوظا، إذ شهدت قيام الشركات والصناعات الخفيفة وافتتاح أول مصفاة، وساهم الميناء بموقعه الاستراتيجي ( ثالث ميناء عالمي بعد نيويورك وليفربول) في إحداث نهضة كبيرة في مجال التنمية. وترتب على قيام الشركات والبنوك ظهور النقابات العمالية، والأحزاب السياسية والنوادي الثقافية وتعدد الصحف والمطابع.

"نساء من أجل التحرير" للأديبة والكاتبة العدنية سعاد العلس
"نساء من أجل التحرير" للأديبة والكاتبة العدنية سعاد العلس

وكانت نوادي النساء العربيات والأجنبيات قد حققت قفزة في وعي المرأة العدنية، ومهد لها القيام بأدوار تاريخية عظيمة. فقد تعرضت النساء المناضلات للسجون، كما هو حال المناضلة رضية إحسان التي أضربت عن الطعام في سجون الاحتلال البريطاني، مما اضطرهم إلى الإفراج عنها.

ذلك كله كان قد خلق وعيا ثقافيا، وساعد على أن يكون للمرأة دور بارز، في عملية التنوير وفي النضال الوطني التحرري ضد الاستعمار البريطاني.

صعوبة موضوع البحث؛

التاريخ لنضالات المرأة اليمنية والعربية قليل من حيث المصادر، وتكمن الصعوبة في أن نضال المرأة يأتي في سياق النضال الاجتماعي عموما، في عدن تحديدا كان لوعي المرأة والمرحلة الليبرالية التي عاشتها عدن في فترة الأربعينيات وحتى الاستقلال، كانت للمرأة أدوار بارزة، لم توثق بالكامل، ولم تكن وسائل التوثيق كما هو الحال اليوم. كما أن الكتابة عن نضال المرأة كان محصورا في عدن وحدها، وهنا استطاعت الباحثة أن تتقدم لتوثيق نضال المرأة في المناطق المحيطة بعدن، مثل أبين ولحج وبين المناطق الأخرى. ونجحت إلى حد كبير أن تجمع ما استطاعت، ليكون الكتاب موثقا ومعبرا عن نضال المرأة الجنوبية متكاملا.


إن معظم الرائدات في التنوير والنضال الوطني قد فارقن الحياة منذ زمن، دون أن تكتب أي منهن مذكراتها الشخصية. وهذا مما يزيد من صعوبة البحث، لكن الكاتبة قد بذلت جهدا استثنائيا، للوصول على قدر معقول من المعلومات، التي تكمل الصورة عن نضالات المرأة ودورها في التنوير.

المقدمة
كتب المقدمة الناشط الحقوقي والمفكر العراقي د. عبدالحسين شعـبان. وقد استطاع أن يلم بكل مفاصل الكتاب وعرضها عرضا جميلا ووافيا. ولذلك فإن المقدمة أنصفت المؤلفة والكتاب معا. ولن أزيد، فالدكتور عبدالحسين شعبـان واحد من ألمع الشخصيات العربية، الذي انشغل بقضايا الحقوق والمواطنة والقضايا العربية عموما.

البداية
بداية الكتاب كانت ممهدة وشارحة للموضوع المراد بحثه، فلا بد للقارئ غير اليمني أن يعرف عن عدن وتاريخها العريق والعظيم، وإن التطور الذي جرى في وعي المرأة وراءه مدينة استراتيجية، تمتلك تاريخا متقدما عن مثيلاتها من المدن العربية المحيطة. فقد سبقت عدن مدن الخليج ثقافة وتحضرا بكثير، بل كان الخليجيون يتسوقون في عدن وكانت -بحق- مدينة عاصمة للإقليم كله، وقيل إنها كانت تأتي الثالثة بعد القاهرة وبيروت في عصر الستينيات من القرن الماضي. استندت الكاتبة إلى المصادر الجغرافية والتاريخية التي تفيدها في توضيح صورة عدن خلال الفترة، التي أرخت فيها لنضال المرأة اليمنية.

المتن
تكلمت عن إرهاصات الحركة الوطنية. وتوقفت عند المرأة والصحافة. وهنا تحدثت عن أولى الصحافيات الرائدات. ومكانة المرأة في المجتمع العدني، ومن الطبيعي أن تتحدث الباحثة عن التعليم والمرأة. فوعي المرأة ونشاطها الكبير في المجتمع جاء نتيجة ازدهار التعليم الحديث.

وكان من الجوانب المهمة في هذا البحث هو نشاط المرأة العدنية، وهنا دخلت في صلب الموضوع. الجمعيات النسوية، مثل نادي سيدات عدن 1943م. ثم جمعية المزأة العدنية يناير 1956م.


وتعمقت أكثر في نضال المرأة الميداني مع ظهور الحركة الوطنية التحررية، وهنا تحدثت الكاتبةعن تظاهرات طالبات كلية البنات خورمكسر، وموقف الهيئات النسائية من هذه التظاهرات.

تعرضت لدور المرأة في الزحف على المجلس التشريعي ورفض الاتحاد الفيدرالي.

اعتصام النساء بمسجد العسقلاني من 27 ديسمبر 1963_ 10 يناير 2964م وذلك في مواجهة الإجراءات البريطانية المشددة، واعتقالات المناضلين خصوصا بعد قنبلة المطار التي قتل فيها المندوب السامي وعدد من الوزراء.

نضال جمعية المرأة العدنية ورائدتها ومؤسستها المناضلة رضية إحسان الله 1933-2020م. ثم يسطر الكتاب تاريخ المناضلات العدنيات والجنوبيات واحدة واحدة.

الكتاب يغطي مرحلة مهمة من تاريخ النضال الوطني، فيما يخص نضال المرأة. وهو الكتاب الذي له يكتمل به تاريخ مرحلتي النضال ضد الاستعمار وبناء الدولة، حتى العام 1990م. بجدر بنا القول إن هذا الكتاب مادة غنية للباحثين، وأصحاب الرأي والمناضلين والأجيال، التي يجب أن تتعلم هذا التاريخ الناصع للمرأة العدنية.

تحية وتقدير للباحثة والأديبة المبدعة سعاد عقلان العلس، وتهاني وتبريكات لهذا الإنجاز الجميل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى