بعد 18عامًا من الغياب.. فنانين ينفضون غبار الحرب بسهرة فنية "حبًا في أبين" ودعمًا للزراعة والإنتاج

> زنجبار «الأيام» خاص:

> ردفان عمر صحفي وموسيقي وأحد مبدعي محافظة أبين وجمعية الفنانين بالمحافظة، وهو من أوائل الشباب الذين التحقوا بالفرق الشبابية وبمكتب الثقافة بالمحافظة، وشارك في العديد من المهرجانات الثقافية والفنية والشبابية المحلية والعربية والدولية، باسم محافظة أبين، وخلال الفترة السابقة تابعنا ما يقوم به من تحرك لحلحلة النشاط الثقافي والفني، وتابعنا عددا من المشاريع التي تصب في الصالح الإبداعي ورعاية الإبداع والمبدعين، وحصيلة لكل تلك الجهود قيام الجمعية بإنتاج سهرة العيد بعنوان (حُبًا في أبين) حول سهرة العيد وعدد من المشاريع والمعوقات والهموم.


قال رئيس الجمعية الصحفي والفنان ردفان عمر: "في البدء أشكر جهود فناني أبين لحلحلة الحياة الثقافية والفنية بمحافظة أبين، وتجاوز آثار الحروب على المحافظة، والعمل على إنعاش هذا الجانب، الذي يعد عنوانا لحالة متقدمة من الطمأنينة والاستقرار "حبًا في أبين".

وأكد ردفان عمر أن آخر الأنشطة الفنية، هو قيام الجمعية بتنفيذ سهرة فنية بمناسبة عيد الأضحى المبارك بعنوان (حبًا في أبين )،بعد انقطاع دام أكثر من 18 سنة من السهرات الفنية من داخل المحافظة، وذلك في إطار برنامج الشراكة الذي سعينا لها في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة بديوان المحافظة مع جمعيه فناني محافظه وقناة عدن الفضائية، وعدد من المواقع ومنصة حمير. والسهرة أو البرنامج أو المهرجان العيدي الذي نفذناه بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، طبعا كان أكبر بكثير من مجرد سهرة للرقص والغناء، ولكنها السهرة الفنية العيدية التي حملت رسالة إعلامية سامية لربط الفن بالإنتاج، وتوجيه الفن لنشر الحب والسلام، ودعم كافة قطاعات العمل، منها قطاع الزراعة، وتم تخصيص حيز كبير من السهرة، لدعم قطاع الزراعة، وتشجيع المزارعين على زراعة القطن، ودعم مشروع إنشاء سد حسان، من خلال الأعمال التي تم إعدادها بعناية لهذا القطاع، الذي شهد تحسنا ملحوظا في ظل قيادة المحافظ أبو بكر حسين سالم، بعد أن أحرقت الحرب البنية الزراعية التحتية، ودمرت الآبار والمزارع والمصانع، منها محلج القطن، الذي عاد إلى الإنتاج مجددًا.


وأشار" تضمنت السهرة مجموعة من الأعمال الفنية الجديدة، التي تغنت بأبين، وعمل فني جديد عن العيد وأغانٍ للفنان الراحل محـمد علي ميسري، مثل عمل (فلاحة فوق السوم) وأغنية "شي معك لي أخبار" وعمل جماعي بعنوان (أرضك يا مزارع ذهب) على إيقاع الرزحة، كلمات الشاعر الشعبي الكبير كور سعيد عوض، ألحان عبد الباسط قاسم، وحرصنا على تقديم أصوات جديدة وأخرى معروفة على الساحة الغنائية في الأعراس الشعبية، وأصوات لأول مرة تظهر في مثل هكذا مناسبات، مثل الفنان فتحي الدهشلي.

شارك في السهرة الفنان المخضرم وهيب المسلماني والفنانون ردفان عمر ووجدي عبدالله وهجير النخلي وفتحي زيد وعمر يحيى، و تعثرت مشاركة عدد من الفنانين لارتباطهم بفعالية تكريم فنان الوطن الكبير محـمد محسن عطروش، الذي أقيم بمحافظة تعز وقد تم تنفيذ السهرة برعاية محافظ المحافظة اللواء الركن أبو بكر حسين سالم، ومالك مشروع مدينة الخليج العربي المستثمر وليد السعدي، بمساهمة من الشيخ عمار بليل السعيدي شيخ مشايخ آل سعيد، والقائد طلال الكلدي.

شارك في السهرة قرابة 36 مشاركا بينهم فنانون وموسيقيون، وإنشاد، وفرقة الرقص الشعبي.

تم تسجيل السهرة بقاعة الفقيد مطهر الكوني بديوان عام المحافظة.

وهي من إعدادي أنا ردفان عمر، تقديم صالح شنظور. بثتها قناة عدن الفضائية. ولم تتعاون قناة عدن المستقلة في بثها بالرغم من تسليمها السهرة من قبلنا لمراسل القناة في أبين عبد الرقيب السنيدي، الذي بدوره أرسلها لقيادة القناة، ولكن لم يتم بث السهرة على شاشة قناة عدن المستقلة.


والسؤال ما زال قائما، لماذا يا إعلامنا الجنوبي!!! إذا ذهبنا إلى قنوات أخرى قلتم هؤلاء ليسوا منا.

وأردف: "نستطيع القول إن تنفيذ سهرة العيد من أبين كانت محاولة لتجاوز تبعات الحربين، التي شهدتها المحافظة، ومحطات من المواجهات الدامية وتداعيات التجاهل والتهميش والتقسيم، بالرغم من جهود مكتب الثقافة، إلا أن الركود الفني كان هو سيد الموقف، وهو أيضا وإن كان أقل، إلا أنه قد أصاب ديمومة الحياة الإبداعية على مستوى الوطن، لكثير من الأسباب أهمها: الحرب الدائرة التي قتلت الإبداع والإنتاج، وأنعشت الفساد والخيانة والاتجار بالوطنية والضمير، ويأتي هذا الركود في إطار منظومة الحياة المشلولة في بلادنا. وفي أبين عشعش الركود الفني منذ زمن طويل، حتى قبل الحربين التي شهدتها أبين في الأعوام 2011 /2015م، وبين حين وآخر كانت المحافظة تشهد بعض المحاولات لحلحلة هذا الجانب الإبداعي، وأنا أتذكر جيدا آخر ظهور وحضور لمبدعي أبين، من خلال مكتب الثقافة الذي سجل أكثر من تسعين عمل فني لقناة اليمن بصنعاء -أيام نظام صالح- بعد ذلك بدأ الشتات الفني وتغييبه، بالرغم من أن أبين كانت وما زالت منجما من الثروة الثقافية والفنية، التي تأثرت بالحرب، وتم إهمالها وتجاهلها من قبل القائمين، حتى بداية العام 2017م الذي بدأت فيه بعض المحاولات لإنعاشه، وسط غياب تام للدعم المركزي، ممثلا بوزارة الثقافة، وتجاهل الإعلام لهذا الجانب الذي كان –أحيانا- يسهم في تحريك هذا النشاط الفني، على الرغم من قيام بعض المحاولات لاستعادة أنفاس الفن في أبين، مثل قيام الاحتفالات الوطنية الموسمية، إلا أن الوضع الفني بأبين ضل كما هو، الأمر الذي دعانا لتأسيس جمعية فناني محافظة أبين عام 2014م، بعد الحرب الأولى على أبين، وكان أملنا أن نلقى الدعم كمنظمة مجتمعية تعنى بشأن الثقافة والفن والإبداع والتراث، إلا أننا لم نتلقَ أي دعم أو اهتمام من الدولة، ولا من المنظمات التي غيبتنا من الدعم، لإنعاش حياتنا الثقافية والفنية، والزيارة الوحيدة التي قام بها معالي وزير الثقافة –آنذاك- الأخ مروان دماج خلال سنوات وزارته هي زيارته لمديرية لودر لشراء بعض قطع الذهب التي أعلن عن العثور عليها في أطراف المديرية، للعلم أنني راسلته شخصيا لمعرفتي به كزميل كان في صحيفة الثورة، وقدمت له عددا من المشاريع لإنهاض حياتنا الفنية، إلا أنه لم يُعِر أبين اهتماما، في الوقت الذي كان يشتري فيه أدواتا موسيقية لجهات، ويرمم مسارح في عدن، ويدعم منتديات، ويرعى المبدعين في عدن ومحافظات أخرى، ومع كل ذلك الخذلان بقينا في الجمعية صامدين بدون مقر، وقد خصصت نصف منزلي مقرا للجمعية.


وأتذكر أنه عندما كانت أبين تشهد مواجهات عام 2015 وحصارا أسسنا جبهة إعلامية وفنية لدعم المقاومة، وأعدنا للفن احترامه بين الناس، بعد أن جرمته جهات وجعلته عيبا ومن المحرمات، حيث كان المقاوم يذهب إلى الجبهة ونحن في جبهتنا الإبداعية ننشد ونغني ونكتب القصيدة، وبصوت عالٍ، وقد عملنا أكثر من مئة قصيدة غنائية جمعناها في إطار كتاب أسميته (طلقات من فن المقاومة الجنوبية في أبين ) وغنينا لأبين أجمل الأغنيات في الحب والزرع والحرية، كما قدمنا نحن في جمعية فناني محافظة أبين، خلال الفترة السابقة للأخ اللواء الركن أبو بكر حسين سالم محافظ المحافظة تصورا بإقامة مهرجان نسير للثقافة والفن والتراث (سبولة).

حقيقة كان سعيدا بالفكرة ولكن الأحداث والمؤامرات على أبين كانت تتوالى ولم تُعطِنا الفرصة.

وقال إن غياب الدعم والاهتمام لمجمل الأنشطة الإبداعية، منها الثقافية والفنية، ثم عدم اكتمال زوايا المكون الفني لبعض الفرق أو المنتديات الفنية، بسبب غياب وانعدام التأهيل والتدريب للمواهب، لتحل محل القدماء حيث شاخ بعضنا، ومات البعض، في الوقت الذي كان يحتضر فيه آخرون. عدم توافر الأدوات الموسيقية، وهل تصدقون أن مكتب الثقافة أصبح غالبية منتسبيه مُحالًا للتقاعد. والفراغ يهدد النشاط بالمكتب، وهنا أناشد الأخ المحافظ بتوفير وظائف جديدة للخريجين في هذا المجال في مكتب الثقافة.

واختتم تصريحه بمناشدة وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الأرياني أن يعطي أبين حقها في استعادة فنها وثقافتها، والعمل على إعادة تأهيل قصر الثقافة، الذي دمرته الحروب، وتحرير المبدعين من تبعية صندوق التراث بعدن، من خلال اعتماد صندوق مستقل يراعي الإبداع والمبدعين في المحافظة.

وهو نفس طلبي أوجهه للأخ المحافظ أبو بكر حسين سالم أن يبذل المزيد من الدعم لهذا الجانب، على الرغم من أنه قدم الكثير من الدعم لفناني وشعراء أبين، منهم الفنان الكبير محمد محسن عطروش، الذي تم تكريمه بحفل تكريمي رئاسي كبير، وزار ودعم الشاعر والملحن عبدالله مقادع، والشاعر كور سعيد عوض، الذي ما زال يعاني الأمراض. والفنان عوض أحمد والفنان مسكين علي حيدرة وآخرين.


في الوقت الذي ما زال بعضهم يعاني، وهناك الكثير من الذين يحتاجون إلى دعم.

كما أتمنى من كافة المشتغلين في هذا الجانب أن نعمل سويا، بعيدًا عن السياسة، من أجل خدمة المشهد الفني والثقافي، ومراعاة أحوال المبدعين، والعمل على تحسين أحوالهم، وتشجيع الإبداع والعمل على عودة البريق الفني والألق الثقافي إلى سابق عهده، في محافظة أعطت الوطن فنانين كبار كالعطروش، وعوض أحمد، ومحـمد علي ميسري وآخرين، وتعد موطنًا للفن والثقافة والموروث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى