العطاس.. عقل متقد ورأي صريح

> منذ زمن بعيد أتابع حصافة ونباهة وصراحة الرئيس حيدر العطاس ربما كونه من المرجعيات السياسية والرموز الجموبية الأكثر نقاء وفهما صاحب نظرة سياسية حضارية إنسانية لا يروج قط لأي أفكار لا تلامس قناعاته ولا يسعى للسلطة بشكل رخيص، هكذا كان السيد حيدر على مدى عقود نشاطه السياسي بل مرجعية لا يمكن إلا أن ترجح ما يذهب إليه كثيرا ما بدى على النقيض مع الأفكار الشططة والمتسرعة مع رفاقه في عهد دولة الجنوب، وكلما مر الزمن تبين لهم عمق الرجل ومصداقيته نعم أنه سياسي من الطراز الرفيع ومثل هؤلاء ربما يتعارضون مرارا مع أرباب العمل السياسي الذي فيه الغاية تبرر الوسيلة.

حديث العطاس مع القناة التلفزيونية بحضرموت عبَّر أولا عن ماهية الرجل الذي لا يمكنه الانجرار إلى أي مشاريع لا تخدم وطنه ثم أنه يسدي النصح بطريقه مهذبة إلى ما يمكنه أن يكون في معالجة الشأن السياسي، مشيرا إلى تجربته الغنية التي تختزنها ذاكرته السياسية بصورة مرتبة رغم مرور السنين العطاس تحدث عن الماضي بصوره المؤسفة ومحطاته التي أدت إلى ما نحن عليه، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة الأخذ بالسبل الواقعية الممكنة في نطاق الحلول السياسية ومعالجة الشؤون الجنوبية في نطاق مسارها الذي ينبغي معه الأخذ بحقائق التاريخ وخصوصياته ومنع التباينات التي لا يمكن البناء عليها بالنسبة للشأن الجنوبي على وجه التحديد.

حديث العطاس المتزن والمسؤول ربما أحيى في نفوس أبناء الجنوب أهمية وثقل مثل هذا الرمز الوطني كمرجعية سياسية حصيفة وصريحة، وأشار السيد حيدر العطاس في حديثه عن حضرموت إلى عدم أهمية البحث عن تشكيلات جديدة طالما وهناك حامل سياسي جنوبي تمكن من خلق اصطفاف واسع وأنجز ما أنجز في مسار قضية الجنوب، مشيرا إلى الجامع في حضرموت كإحدى الكيانات البارزة.

بمعنى أن الرجل لا يرى في فكرة البناء على الهدم ممكنة في هذه الأثناء وبعد عقود من نضالات شعبنا، منوها في الوقت نفسه إلى خصوصية حضرموت التاريخية التي ينبغي أن تستوعب في نطاق الجنوب.

عموما كانت حلقات حديث العطاس تحمل الكثير من النصح والحقائق النابعة من أرشيفه الغني بتجربته السياسية أو هكذا ظل ينظر إليه بما لديه من عمق الرؤية وثبات الموقف، متمنيا لشخصه الكريم الصحة آملين أن تجد أرائه عقولا صاغية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى