​هل الجنوب أمام اجتياح جديد؟

>
حين ننظر إلى طبيعة الاعتداءات الحوثية المستمرة على عدد من الجبهات لا بد أن ندرك أن فكرة اجتياح جديدة ربما تعتمل في أذهان قيادة تلك الجماعات من منظور وعيها الذي يصور إمكانية تحقيق ذلك وبالتالي اختزال ما تعتبره تلك الجماعة ملف الجنوب المعقد الذي هو لبس ضمن نطاق دولتها بغض النظر عن تجربة الاجتياح المريرة التي دفعت ثمنها سابقا اللافت أن البعض يستبعد الأمر من منظور أن الحوثيين بصدد استكمال هيمنتهم على الشمال ومن الغباء التفكير بالجنوب من زوايا عدة منها قدرة الجنوب على مواجهة مثل هذا العدوان وعدم وجود حاضنة اجتماعية وعدم قبول أطراف كثيرة بذلك من منظور مصالحها التي منها أهمية الممرات المائية في منطقة باب المندب

 وعلينا أن لا نكون بقدر من الطمأنينة رغم تلك العوامل، فالأمر بالنسبة للجنوب تتلخص مؤشراته من خلال استمرار محاولات اختراق مناطق هامة مثل جبهة كرش والضالع ومكيراس وكلها جبهات تشكل سبيلا إلى العاصمة عدن ثم أن الوثوق بوعود الكثير من الأطراف الدولية يعتبر تكرار لمأساتنا ألم تكن عدن خط أحمر في حرب 1994؟ فما الذي فعل العالم أثر الاجتياح والنهب والتدمير الذي حصل؟
بمعنى أننا أمام واقع ربما أكثر تعقيدا مما كان عليه الحال حينها والحوثي لم يعد نسخة مختلفة هو جزء من ذات الأطماع والعقلية بل أن تحالفات شتى هي من تجمع على الاجتياح الجديد بدليل الحشود العسكرية في مناطق الأطراف ونوعية الأسلحة ناهيك عن قوى التطرف والإرهاب التي هي على صلة بكل ما يعتمل.

الأمر الوحيد الذي يمكنه منع أي اعتداء جديد قدرة الجنوب على حماية أراضيه، وأن لا نقلل مما يجري فكل المؤشرات توحي بعدوان جديد يحمل في مضمونه كل معاني الاجتياحات السابقة وهنا تكمن خطورة الأمر.
اللافت أن الهدنة مع الحوثيين لا تبدو متصلة بالجنوب بدليل أن كل الجبهات مستعرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى