لا تفسير...

>
يمكنك أن تجد جوابا شافيا عن ثقب الأوزون والأسباب التي أدت إلى الاحتباس الحراري، الذي يهدد الأرض ومن عليها، لكنك لن تجد جوابا شافيا عن ثقب كهرباء عدن، ولا عن ظاهرة الأدخنة المتصاعدة في سماء المدينة المنكوبة، التي تعيش الصيف العاشر تحت سطوة حرارة غير مسبوقة، أودت بحياة عدد من سكان المدينة.

في حين أن كل الأسئلة لا تجد لها جوابا، حتى مع ما تشكل من لجان، تكون النتائج ضبابية، لا يمكنها -قطعا- أن تحدد الأسباب وأطراف المشكلة. ملف غريب عجيب، وسلطات على قدر من الكياسة في ردودها، التي تتكييف حتى مع تبدل الوجوه، هكذا تتيه في خضم متاهات لا حدود لها، إذا ما كان الأمر متعلقا بالخدمات.

ربما تسأل نفسك هل كل مايجري يحدث مصادفة؟ بمعنى عندما تخرج المولدات عن العمل إلا جزءًا منها يستقبل هذا المتبقي نوعا عجيبا من الوقود الرديء،علاوة على انبعاثاته شديدة الضرر على السكان، بحسب الخبراء في هذا المجال.

في ظل حرارة الصيف في أرجاء مدينة، يكاد كل شيء فيها أن يكون منطفئا، لايمكنك أن تجد سبيلا، لتحديد أولوياتك، ربما تتلمس لحظات، يبلغك فيها شيء من التيار الكهربائي، كي تستعيد أنفاسك المخنوقة، في تلك اللحظات، ربما تكون الأدخنة في سماء مدينتك، من الأمور التي لا تلفت نظرك كثيرا، من منظور ما تواجه، من أنوار حياتية، لا تمنحك وقتا للتفكير، إلا بكل ما يتصل بأمورك المحصورة في الخدمات، التي من بينها الكهرباء والمياه، أن تحصل على شيء منها، فذلك حدث ربما يسقط كل هواجس الخوف من التلوث، ربما لأننا نعلم سلفا أننا بتنا في مرمى العبث والجور والقهر والسحق والإلغاء.

فعن أي حياة آدمية ينبغي أن نتحدث؟

 تلك خصوصية، لم تبلغها عدن أو الجنوب، عموما في أي من تاريخها.

فهل من فسحة أمل؟ يمكننا كتابة فصولها بدموع أطفالنا المحشورين في جوف المأساة.

في حين أننا جميعا نعاني من حالة تشوش ذهني وتوهان، بحكم نمط التعذيب الذي يمارس بحقنا، مع ما يلازم ذلك من تجاهل، لنمط عقابي يمارس بحقنا، ربما يسجل التاريخ فصوله الموجعة بعد أن يبلغ مداه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى