مساعي لعقد قمة ثلاثية بين السعودية وإيران وتركيا

> طهران "الأيام" وكالات:

> ​قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأحد إن "المملكة العربية السعودية أعربت عن استعدادها لعقد قمة ثلاثية مع إيران وتركيا لبحث التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية”.

وأثار صدور هذا الإعلان في وقت ما تزال فيه العلاقات بين الرياض وطهران تتلمس طريقها نحو التطبيع الفعلي وعودة الثقة بين الجانبين وسط غابة من التعقيدات والعوائق يلخّصها عدد من الملفات الخلافية المعلقة على رأسها الملف اليمني، الأسئلة عن المدى الذي يمكن أن تأخذه المصالحة المزدوجة التي أنجزتها السعودية مع كل من إيران وتركيا وصولا إلى نوع من التنسيق الثلاثي ينبئ بنشوء محور جديد مشكّل من القوى الإقليمية الثلاث الوازنة ديموغرافيا واقتصاديا.

وركّز المراقبون أسئلتهم على موقف الولايات المتحدة الحليفة التقليدية للسعودية في حال مضت الأخيرة في إنشاء محور شرق أوسطي جديد لا يمكن إلا أن يكون على حساب نفوذ ومصالح واشنطن في المنطقة.

وقال هؤلاء إنّ واشنطن لا يمكن إلا أن تنظر بعين الريبة إلى انضمام الرياض تباعا إلى تحالفات ومحاور جديدة حتى وإن تظاهرت بعدم الاكتراث بخطوات انضمام السعودية إلى تجمع بريكس.

وعلى الجانب الآخر توقّع المراقبون لـ "العرب" أن تسير السعودية بحذر شديد في أي تعاون يخرج عن الصيغة الثنائية ليأخذ بعدا ثلاثيا إلى جانب كل من إيران وتركيا كونها لا ترغب في استثارة الولايات المتّحدة من جهة، وكون العلاقات مع إيران وبدرجة أقل مع تركيا لم تبلغ بعد مستوى الثقة الكاملة رغم التطورات المتحققة بالفعل في تحسين تلك العلاقات أو على الأقل في خفض التوتر كما هي الحال مع الجانب الإيراني.

وأدلى عبداللهيان بتصريحه بشأن القمّة الثلاثية المفترضة في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، وذلك بحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ للأنباء. وكان الوزير الإيراني قد استقبل نظيره التركي في وقت سابق الأحد في طهران.

وبحث الجانبان في هذا اللقاء القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا الإقليمية وأهم القضايا الدولية، بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية “إرنا”.

وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها وزير الخارجية التركي إلى طهران بعد تعيينه في هذا المنصب.

وكانت العلاقات السعودية – الإيرانية قد شهدت خلال الأشهر الأخيرة قفزات نوعية لم تكن متوقّعة خلال سنوات قليلة سابقة بين البلدين المتضادين في التوجهات والسياسات والمصالح، بل المتصارعين بالوكالة في أكثر من ساحة إقليمية على رأسها اليمن ولبنان والعراق.

ولم يتردّد المراقبون في الإشارة إلى وجود الولايات المتّحدة نفسها في خلفية ما أقدمت عليه السعودية من مصالحة مع كل من تركيا وخصوصا إيران، بعد أن أيقنت الرياض عدم جدية واشنطن في حماية أمن ومصالح حلفائها واتباعها سياسة رخوة مع مهددي تلك المصالح.

وذهب البعض إلى حدّ القول إنّ السعودية بتصالحها من إيران إنّما أرادت الإفلات من احتواء مزدوج جديد، وذلك في إحالة على السياسة التي كانت الولايات المتّحدة قد اتّبعتها في إدارة الصراع بين العراق وإيران والتي قامت على استنزافهما معا منعا لصعود أي منهما على حساب الآخر وتحوّله إلى قوة إقليمية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى