مدير أمن دار سعد لـ"الأيام": النزاعات العرقية بين المهاجرين الأفارقة تسببت بزعزعة أمن عدن

> عبدالإله حميد راشد

> لدينا سجناء عليهم أحكام قضائية من سنتين إلى 4 لم يستوعبهم السجن المركزي ولا البحث الجنائي
> تجمعات كبيرة للأفارقة في منطقة البساتين والمباني السكنية المهجورة

> أجرت "الأيام" يوم أمس الأول، لقاءً موسعًا مع العقيد ركن صالح سعيد عبدالرحمن الحازمي مدير أمن المنطقة الأمنية السابعة، لمعرفة حال الأوضاع الأمنية في مديرية دار سعد.
صالح سعيد الحازمي
صالح سعيد الحازمي


وقال العقيد صالح الحازمي "المشكلات والأحداث التي حصلت مؤخرًا في مديرية دار سعد، وتحديدًا بمنطقة البساتين، من خلال وجود المهاجرين الأفارقة، وقيامهم بزعزعة الأمن والاستقرار، حيث نشبت نزاعات عرقية فيما بينهم، ومن جانبنا قمنا بتأمين المنطقة، والحفاظ على سلامة المواطنين ومعداتهم، بعد أن تبيَّـن لنا أنهم توسعوا في الصراع في مناطق أخرى كـدوَّار القاهرة، وكذا مديرية الشيخ عثمان".

وأوضح مدير أمن دار سعد بأن قيادة أمن المديرية قامت بتأمين عدد من المواقع، ومنها منطقة (جعولة)، حيث عملنا على إرسال أفرادنا، والذين قاموا بالانتشار الأمني في المنطقة، بمشاركة طقم من الحزام الأمني وطقم آخر من طوارئ أمن المديرية، للحفاظ على أمن تلك المنطقة، ومنع تسرب الأفريقيين القادمين من محافظة لحج، قبل دخولهم إلى العاصمة عدن، حيث تبيَّـن لنا أن مجاميع أفريقية قادمة من منطقة صبر في محافظة لحج، كانت وجهتها إلى العاصمة عدن، وتم توقيفها في منطقة جعولة (ليل الأحد الماضي) وعملنا على تجميعهم بجانب أحد (الأحواش) وأبقيناهم حتى صباح أول من أمس الإثنين.

وحول المشكلات والصعوبات التي تواجهها المنطقة الأمنية السابعة، أوضح العقيد ركن صالح سعيد الحازمي، بأنه توجد في منطقة البساتين تجمعات كبيرة للأفارقة (الأورمو) وتحدث مشكلات بينهم، وهناك تكتلات كبيرة لهم في المباني السكنية المهجورة (العمائر العظم)، بحجة الجلوس فيها والنوم بها، ونحن بدورنا نحث الأجهزة الأمنية في منطقة البساتين، أن يتم التعقيب على هذه الأماكن التي يبقى فيها الأفريقيون بكثرة، ونحث قيادة قسم شرطة البساتين على تنفيذ دوريات ليلية، للرفع إلى قيادة شرطة العاصمة عدن، ممثلةً باللواء الركن مطهر علي ناجي الشعيبي مدير عام شرطة العاصمة، ونائب مدير عام الشرطة، وهم يتواصلون معنا باستمرار حول هذه الظاهرة، التي أصبحت ذات خطورة، مشددًا على أنه إن لم يتم ترحيلهم أو إيوائهم في أي مخيم خارج العاصمة عدن، فإن بقاءهم سيؤدي إلى حدوث إشكالية كبيرة علينا، لأن جرائم السرقات كثرت، والابتزاز في الشوارع بسلب المواطنين ممتلكاتهم، ثم يفرون هاربين، وكذلك قيامهم بالتسول خاصة من النساء الأفريقيات أمام المطاعم، ونحث منتسبي الأمن على النزول إلى أماكن المتسولين ومنع هذه الظاهرة.

وبخصوص تعامل أمن مديرية دار سعد مع النازحين الأفارقة، الذين كانوا يحملون عصي وهراوات وأسلحة بيضاء، لفت مدير أمن المديرية إلى أنهم تناولوها نتيجة النزعات العرقية التي كانت بينهم، فقام رجال الأمن بفض تلك النزاعات، وضبط بعض الأدوات التي كانت تستخدم في تأجيج الاضطرابات، حتى لا يتسببوا بسفك الدماء فيما بينهم.

وتابع حديثه بأن قيادة أمن المنطقة الأمنية السابعة، وجَّـهت أقسام الشرطة في المنطقة، بأخذ الحيطة والحذر من حشود الأفارقة، والبقاء في حالة تأهب واستعداد وجاهزية لفض الاشتباكات.

وكشف العقيد ركن صالح الحازمي بأن المهاجرين غير الشرعيين اعتدوا على طقمين عسكريين تابعين لأحد الألوية العسكرية، في أول ليلة من اندلاع النزاع بمنطقة الإنشاءات، وطلبنا من قائد اللواء أن يُـبلِّـغ في قسم الشرطة بخصوص هذه الحادثة.

أما فيما يتعلق بآلية استلام البلاغات من المواطنين، أشار مدير أمن مديرية دار سعد إلى أنه يتم التحقق من البلاغات أولًا بأول، عبر النزول الميداني مع صاحب البلاغ والتأكد من محلها، عندما يأتي أي مواطن إلينا في قيادة أمن المنطقة الأمنية السابعة، نقوم بتحويل بلاغه إلى قسم الشرطة المختص، من أجل الاطلاع على الشكوى وحلها، فإن لم يحل القضية مدير القسم يعود إليَّ فأقوم بتكليف أحد الضباط لدي بالنزول إلى قسم الشرطة المعني بالموضوع، ويلزم مدير قسم الشرطة بحل مشكلة المواطن.

وفيما يخص قسم شرطة البساتين قال العقيد صالح الحازمي: بأن مدير أمن العاصمة عدن اللواء الركن مطهر الشعيبي وجَّـه مدير قسم الشرطة قبل شهر رمضان الماضي وبعده، بإجراء صيانة للقسم، وإجراء بعض الترميمات، ومن ثم بادرت إحدى المنظمات بمنح قسم شرطة البساتين أدوات مكتبية، عبارة عن منظومة طاقة شمسية، وطاولات، وكراسي، وبعض المستلزمات المكتبية، كما نعمل على مضاعفة اهتمامنا بقسم شرطة البساتين، نتيجةً لازدياد أعداد المهاجرين الأفارقة واللاجئين في المنطقة.

وأضاف العقيد ركن صالح الحازمي بأن المديرية تشهد بين فترة وأخرى إقامة نقاط غير ثابتة أو في أوقات المساء:-

  1. لغرض الحفاظ على الأمن والسكينة العامة للمواطنين.
  2. تحسبًا لأي أعمال تخريبية من الأفارقة غير الشرعيين.
  3. لمنع أي زعزعة للأمن والاستقرار والسلم الأهلي.
  4. لمكافحة تهريب السلاح أو أي أمر يخل بالأمن.

وفيما يخص نزلاء السجون أفاد مدير أمن مديرية دار سعد، أنه في السابق لم يكن هناك وجود للمساجين في سجون أقسام الشرطة بالمديرية أكثر من أسبوع، لكن في الوقت الراهن هناك مساجين تتم محاكمتهم وتصدر الأحكام القضائية بحقهم، وهم ما زالوا يقضون مدتهم من سنتين إلى ثلاث سنوات في سجون أقسام الشرطة، على أساس أن السجن المركزي ممتلئ بالمسجونين، وكذا عدم مقدرة سجن البحث الجنائي على استيعابهم، مضيفًا أن أي مرتكب جريمة في الماضي، يتم تحويل المحضر خلال 24 ساعة، ولكن إن تأخر ضابط التحقيق في استكمال الإجراءات أو جمع الاستدلالات، يتم تمديد بقاء السجين إلى 48 ساعة فقط، ومن ثم يُـحوَّل إلى النيابة العامة للبت بالقضية، ولكن الذي يحصل حاليًا من صعوبات هو أن أكثر السجناء الموجودين لدينا هم من المحكوم عليهم في المحاكم.

ولفت مدير أمن مديرية دار سعد إلى أن هناك قضايا غير جسيمة، تعمل اللجان المجتمعية في المديرية على حلها بين طرفي النزاع، بشكل ودي بالتنسيق مع قيادة أمن المديرية، وهي التي تُـعْـرَف بأنها قضايا بسيطة كـ (الديون). فعندما يتعثر صاحب المشكلة (السجين) عن تسديد ما عليه من التزام، يتم التنسيق بشأنه مع أي منظمة، أو جهة، أو فاعل خير، للبحث عن مبلغ نقدي لسداد الدين الذي على المعسر السجين، ليتم الإفراج عنه بعد استكمال الإجراءات اللازمة.

واختتم العقيد ركن صالح الحازمي حديثه لـ "الأيام" قائلًا "أود أن أبعث برسالة إلى اللواء الركن مطهر علي ناجي الشعيبي مدير عام شرطة العاصمة عدن، بالتوجيه إلى من يلزم الأمر لمتابعة سياق شؤون المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، واحتواءهم وتجميعهم وترحيلهم، حيث باتت مديرية دار سعد بشكل عام ومنطقة البساتين على وجه الخصوص الأكثر تضررًا منهم".

خاص "الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى