معركتنا اليومية!!

> تبقى معركتنا مع الريال اليمني اللعين المهين المعركة الأشد ضراوة وفتكًا وتأثيرًا وملامسة بشكل يومي ومباشر لحظة بلحظة حتى دخنا دوخنا في كل يوم سبع دوخات.

وفي ظل انعدام ضوابط وقوانين مالية ومصرفية تحد من تدهور هذه العملة الملعونة التي تلاعبت بها أكثر من جهة وفي مقدمتها حكومة الشرعية التي طبعت من الأوراق المالية النقدية وبلا غطاء مالي تريليونات الورق التي هوت بسعر الصرف تسع مرات متتالية في أقل من عشر سنوات، وفي المقابل تضاعف أعداد دكاكين الصرافة إلى مستويات مهولة وغير معقولة.

أضحت تنافس دكاكين البقالات ومسالخ الدجاج، المصيبة الكبرى أن حالة تدهور العملة لا يتوقف عند مستوى معين كما هو في الطرف الآخر، حوثي صنعاء الذي فرض سعر صرف شبه ثابت وقد ترتب على كل هذا التدهور المريب في محافظات حكومة الشرعية المدعومة والمعترف بها دوليًا الكثير من المرارات التي يتجرعها مواطنو مناطق سلطتها بطعم العلقم المر والجرح المؤلم.

معه تلاشت الطبقة المتوسطة بقياسنا إلى الدرك الأسفل، أفلس التجار الصغار وتلقوا ضربات موجعة ومعهم فئة الموظفين في جهاز الدولة وحتى أساتذة الجامعات التي باتت مرتباتهم لا تلبي عشر احتياجاتهم اليومية الضرورية في أحسن الأحوال، أما فئة المواطنين المعتمدين على الأجر اليومي وما في مستواهم فصاروا طبقة المعدمين والغلابة المنكوبين حقًا اتسعت مساحة الفقر والبطالة والتدهور المعيشي إلى مستويات مهولة وكل السبب يعود إلى أجواء الحرب بكل مشتقاتها وحرب العملة في المقدمة ناهيك عن حرب الكهرباء والخدمات وحرب الإرهاب وحرب والفساد لتجد نفسك وسط دائرة حروب يومية تحاصرك من كل الاتجاهات.

لهذا تحمل المواطن البسيط كل تبعات الفشل في حسم الحرب وفي وقف تدهور العملة والخدمات وكل ما يتعلق بمفاصل ومتطلبات الحياة اليومية التي لم تعد تحتمل إطلاقًا، المصيبة أن كل يوم يمر يذهب بنا إلى ما هو أسوأ معه تتلاشى كل فرص الحل ووقف التدهور

وتعتقد معه أمور الحياة إلى مستويات الفشل الذريع.

كنا نعتقد أن حكومة وسلطة شرعية معترف بها دوليًا ستجعل من حياتنا نعيم في توفير الخدمات وتحسن العملة ما يعكس نفسه في جعل عدن كعاصمة والمحافظات المحررة نموذجًا يحتذى به ولو فعلوا هذا لسقطت سلطة الحوثي سقوطًا مدويًا ولكن هذا ما لم يحصل عندما تناسلت كل الحكومات المتعاقبة والرئاسات المتعاقبة الفشل المركب وباتت كل المعالجات والقرارات الصادرة في ظاهرها رحمة وفي باطنها نار النار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى