> كارين طربية:
بأياديهم العارية يزيل منقذون الركام، يساعدهم متطوعون ورجال من القرية، وعلى الرغم من أنهم يعلمون يقينًا أن جثث ثلاثة أشخاص من نفس العائلة لا تزال عالقة هناك لكنهم يصرون على عدم توقف أعمال إزالة الردم.
زرنا القرية في أول يوم فُتحت الطرقات إليها.
- "أنقذنا خمسة عشر شخصًا"
يقول حسن الذي يتكأ على عكازات وهو يتنقل بين كومة ردم وأخرى: "أنا وأربعة شباب آخرون نجونا بأعجوبة أنقذنا بأيدينا نحو خمسة عشر شخصًا بعد وقوع الزلزال. بعد وقوع الزلزال، انتقلنا من منزل إلى آخر ننادي على أهل المنزل بالاسم، تجاهلنا المنازل التي لم تخرج منها أصوات، انتقلنا من دار إلى آخر وتمكنّا من إنقاذ عدد من الناس".
يشير حسن إلى خزانة ثياب من خشب ويقول: "عثرنا تحتها على ثلاثة أشخاص، جدّ ووالد وصبي بالثانية من عمره، كانت طبعًا مدفونة تحت الأنقاض، انتشلنا الطفل حيًا، والجد نجا على الرغم من أن التراب كان يطمره حتى أنفه، أما الوالد فوجدناه ميتًا، سقط عليه عمود خشبي أصابه في الرأس".

أنقذ حسن هو وأربعة شباب آخرون نحو خمسة عشر شخصا بعد وقوع الزلزال
الوحيدون الذين خرجوا أحياء من تحت الركام هم هؤلاء الذين أنقذهم شباب البلدة.
"ثم جاء فريق إسباني مع كلاب مدرّبة ولكنهم لم ينتشلوا أحدًا"، يقول مرزوق محمد الذي تطوّع في أعمال الإغاثة مع الجيش الملكي وعمال من شركة التنقيب عن الفوسفات.
يقول شاب من المنطقة: "الكلاب الذين أحضرهم الإسبان مدربّة على إيجاد أحياء عالقين تحت الركام، لا على الجثث".

الدمار في البلدة
هو فعليًا كان يدلني على مكان محدد على يساره، ويقصد منزلًا محددًا ولكن كل ما أراه ركامًا كله يشبه بعضه.
- "عائلة واحدة"
يؤكد لي السكان أنهم ثلاثة رجال وأنهم - بلا أي شك - تحت الركام، قائلين: "هذه القرية عائلة كبيرة ونحن نعرف بعضنا جميعًا ونعرف من يسكن في كل منزل".
- "ناديتهم ولم يجيبوا"
ليل الجمعة كان في مراكش حيث يعمل، عندما وقع الزلزال، انطلق مباشرة على دراجته النارية. استغرق الطريق ست ساعات بسبب الانزلاقات الصخرية التي قطعت الطرقات.

118953
اد عبدالله حسين
يضيف: "وصلت إلى هنا -سطح منزله - وبدأت أنادي: يا فاطمة! يا ملاك! يا أيمن!"
لم يجب أحد فبدأ بنبش الركام، حفر حفرة بيديه العاريتين، وساعده الشبان، وانتشل كلا من فاطمة وملاك وأيمن، كانوا جثثًا.
قال وهو يجهش بالبكاء: "لا أجد ما أقول سوى الله يرحمهم، آمين، آمين، آمين".
ازدحام سيارات الإسعاف وشاحنات المساعدات والجرافات والسيارات إضافة إلى ضيق الطرقات، جعل رحلة الساعتين تستغرق خمس ساعات.
أسأل بعضهم وقد بدأت المساعدات تصل إليهم، عمّا يحتاجونه اليوم، يجيبون: "نريد منزلًا قبل الشتاء".
"بي بي سي عربية"