مسؤول حكومي لـ"الأيام": ترحيل 59 أفريقيا لتحريضهم على العنف في عدن

> عدن «الأيام» ريام محمد مخشف :

> قال مسؤول حكومي رفيع في العاصمة عدن، أمس الأحد إن السلطات الأمنية رحّلت مؤخرًا نحو 59 مهاجرًا أفريقيا من مدينة عدن، بعد أن ثبت تورطهم في أحداث العنف غير المسبوقة التي حدثت قبل عشرة أيام بين عرقيتين إثيوبيتين، من قومية الأورمو وآخرين من قومية الأمهرة.

وأكد المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه وصفته في تصريح خاص لـ "الأيام" أن التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية كشفت عن تورط نحو 59 شخصًا من المهاجرين الأفارقة أغلبهم من منطقة الأمهرة في افتعال الأحداث الدامية الأخيرة التي لم يسبق لمدينة عدن أن شهدتها وأثارت هلع المواطنين في المدينة الساحلية المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.

كما تم ترحيل 270 مهاجرًا عبر برنامج العودة الإنسانية عبر المنظمة الدولية للهجرة، ليصل إجمالي عدد من تم ترحيلهم منذ بداية العام الجاري إلى أكثر من 6300 لاجئ أفريقي من أصل 90 ألفًا وصلوا إلى سواحل الجنوب خلال 2023 وفقًا لما قاله المسؤول.

وكشف أن التحقيقات أظهرت تورط جهات محلية ودولية لم يسمها في عملية التحريض على أعمال العنف في عدن ودفع بعض المهاجرين الأفارقة إلى افتعال تلك الأحداث المؤسفة لإظهار عدن وهي مقر الحكومة بأنها غير آمنة ومستقرة.

ووقعت يوم الجمعة قبل الماضية الموافق 8 سبتمبر الجاري في إحدى الشوارع الرئيسة في عدن، اشتباكات وصدامات عنيفة بين أكبر جماعتين عرقيتين في أثيوبيا من المهاجرين غير الشرعيين، أسفرت عن مقتل شخص واحد من الأورمو وإصابة العشرات من الطرفين.

وبدأت السلطات الأمنية في عدن على الفور حملة واسعة لاحتواء الصدام الدامي بين المهاجرين الإثيوبيين، من خلال نقل المئات من المهاجرين المنتشرين في مختلف شوارع عدن، إلى منطقة قريبة من أحد مخيمات اللجوء في ضواحي المدينة الساحلية، مع إطلاق سراح من يحملون بطاقات لجوء.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة، يوم الثلاثاء أنها تشعر بقلق بالغ بشأن الاعتقالات الأخيرة ضد المهاجرين الأفارقة من قبل سلطات الأمن في عدن.

وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان وصل إلى لـ"لأيام"، بأن الاحتجاجات والاشتباكات وقعت إلى حد كبير بسبب شعور المهاجرين بالإحباط لأنهم يعيشون في ظروف مزرية ويريدون العودة إلى بلدهم الأصلي.

وتظاهر قبل يوم من الاشتباكات، عشرات المهاجرين من إقليم أمهرة الإثيوبي في عدن، احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية، مطالبين بالعودة إلى وطنهم، وذلك عقب إيقاف المنظمة الدولية للهجرة برنامج العودة الطوعية لآلاف من المهاجرين إلى منطقتي تيجراي وأمهرة في إثيوبيا بسبب نقص التمويل.

وأكد المسؤول الحكومي أن محافظ عدن أحمد حامد لملس، خصص قطعة أرض كبيرة في غرب المدينة لإقامة مركز إيواء جديد لاستيعاب الأعداد المتزايدة من تدفق المهاجرين الأفارقة إلى عدن، إضافة لتشديد مراقبة السواحل لضبط عصابات تهريب الأفارقة إلى مناطق جنوب البلاد.

وأوضح أن استمرار تزايد تدفق عدد المهاجرين الأفارقة الواصلين إلى اليمن يحمل الحكومة والسلطات المحلية، أعباء إضافية في توفير احتياجاتهم الأساسية، خاصة مع تزايد أعدادهم خلال العام الجاري لأكثر من 270 ألفًا ما يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن التي تقول الأمم المتحدة أنها الأسوأ بالعالم.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة إنه على الرغم من استمرار الصراع في اليمن منذ تسع سنوات، لا يزال هذا البلد المصنف كأحد أفقر الدول العربية، محطة ونقطة عبور للمهاجرين الأفارقة إلى دول الخليج الغنية، خاصة السعودية التي تربطها حدود برية واسعة مع اليمن، بحثًا عن حياة أفضل، ويقطعون في سبيل ذلك رحلات صعبة في ظروف قاسية.

كما تؤكد المنظمة أن آلاف المهاجرين أصبحوا غير قادرين على مواصلة رحلتهم نحو الحدود اليمنية مع دول الخليج؛ حيث يحاولون التسلل إلى هناك، كما لم يعد بمقدورهم العودة إلى بلدانهم الأصلية، ويعيشون حاليًا في أوضاع إنسانية مزرية، وظروف محفوفة بالمخاطر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى