خريجون في أبين يلجأون إلى الدراجات لتحسين معيشتهم

> ماجد أحمد مهدي

> في ظل انتشار البطالة بين أوساط الشباب وعجز الدولة عن إيجاد حلول ومعالجات في توظيف الخريجين من حملة الشهادات الجامعية، قام العديد من الشباب في محافظة أبين بالتفكير في تحسين وضعهم المادي والمعيشي، واستغلال أوقات الفراغ من خلال شراء الدراجات النارية والعمل عليها، على الرغم من ارتفاع أسعارها إلى مليون ريال، إلا أنهم حاولوا شراءها بالتقسيط أو الكاش، وكل ذلك لتحسين مستوى دخلهم.


قال مدير مكتب إعلام خنفر نايف زين ناصر: "فيما يتعلق بموضوع (الدراجات النارية) أصبح اقتناءها في هذا الوقت ضرورة ملحة، لاعتماد الشباب عليها في تحسين مستوى الدخل، لمواجهة متطلبات الحياة الصعبة في ظل انتشار البطالة ليس في محافظة أبين، وإنما في عموم المحافظات الجنوبية الأخرى، لتزايد أعداد الخريجين من جميع التخصصات والكليات النوعية، إضافة إلى توقف التوظيف لأكثر من 13عاما وحتى الآن".


وأضاف زين في ملاحظة مهمة على الجهات ذات الاختصاص عمل ضوابط معينه في تنظيم الحركة، وترقيم الدراجات النارية، وعلى سائقي الدراجات تخفيض السرعة، ومراعاة حركة المواطنين بين الشوارع وعلى طول الطرق الرئيسية.

وناشد زين عبر صحيفة "الأيام" المنظمات العاملة في محافظة أبين إلى توفير الدراجات للشباب غير القادر على شرائها، كنوع من المساعدة حيث وصل قيمة الواحدة مليون ريال".

استخدام سيء
طه العوبان
طه العوبان

وأشار المواطن طه العوبان: تعد الدراجات النارية وسيلة نقل ومواصلات ومصدر دخل لكثير من الشباب في مدينة جعار عاصمة مديرية خنفر، وكما تساعد في إنهاء البطالة لشريحة واسعه الشباب العاطل عن العمل في ظل خذلان الدولة في توفير فرص عمل للخريجين من حملة الشهادات الجامعية والمعاهد الفنية، وعلى الشباب استخدام (الدراجة النارية) استخدامًا سليمًا ومتعقلًا بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، ولكن ما نلاحظه هذه الأيام من قبل بعض الشباب يستخدمها في مآرب أخرى، تكون لها أضرار سيئة عليه وعلى المجتمع ككل".

وأضاف العوبان من الملاحظ في هذه الأيام أن بعض الأطفال القصر الذين لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات يقودون دراجات نارية بسرعة جنونية، وهذا سلوك خاطئ وقد يؤدي إلى التسبب بحوادث مرورية يذهب ضحيتها الأبرياء.


قرب المسافة

ومن جانبه قال الشاب ماجد محمد عبد السعدي: أصبح انتشار الدراجات في أسواق ومدن وقرى محافظة أبين على نطاق واسع، ونلاحظ تواجدها في كل مكان، في الجولات، وبجانب أسواق القات، ويكثر استخدامها في نقل المواطنين في المشاوير السريعة، وتعد في معظم الأحيان أفضل من السيارات، لسرعتها واقتصادها في صرفية البترول، ولكن مع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية اضطر مالكو الدراجات إلى رفع أجرة المواصلات، رغم قرب مسافة بعض المشاوير في إطار المدينة الواحدة، وهذا الشيء أثر على كثير من المواطنين، وخصوصا من أصحاب الدخل المحدود، الذي يستخدمون الدراجات النارية في تنقلاتهم الشبه يومية، بين المناطق والقرى.

طلب الرزق الشريف
موسى محمد مهيوب
موسى محمد مهيوب

وتحدث موسى محمد مهيوب: مع تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي ألقى بظلاله المباشر على المواطن، من جراء الحرب التي شهدها البلد، أصبح أكثر الشباب وحتى كبار السن في مديرية خنفر وباقي مديريات المحافظة المترامية الأطراف، حريصون على طلب الرزق والعمل الشريف لهم ولأسرهم، بواسطة الدراجات النارية أفضل من اللجوء إلى السرقة والأعمال المشينة، التي تخدش الحياء وتفقد الشباب قيمتهم في نظر المجتمع المحلي، الذي يعيشون فيه. ونامل أن تتحسن الأوضاع في أقرب فرصة، ويلمسها المواطن على أرض الواقع.

بعد تحويل سوق القات
احمد يحيى محمد عبيد
احمد يحيى محمد عبيد

وأفاد الأخ أحمد يحيى محمد عبيد سائق دراجة نارية: "كان الشغل والحركة في السابق ممتازة ولكن منذ تحويل سوق القات من الفرزة إلى السينما القديم خلف ملعب البيتي، أصاب الحركة فتور كبير وضعف الشغل، ليس معي وإنما مع الجميع، ونضطر في أغلب الأحيان القبول بأي مبلغ، لكي نكسب الزبائن وتقدير الحالة التي يمر بها المواطنون هذه الأيام، وبعض الركاب يعطيك 300 ريال وهذا المبلع الزهيد لا يساوي شيئًا مقابل ما نخسره في توفير احتياجات ومتطلبات ولوازم الدراجة، التي لا تعد ولا تحصى، ونحن نشتغل تحت أشعة الشمس الحارة، لتوفير لقمة العيش الكريمة لنا ولأولادنا، لأن الحياة صعبة بحاجة إلى مزيد من الصبر، إلى أن يفرجها الله من عنده".

التعقل أثناء قيادة الدراجات


وأشار المواطن عارف سلام: الدراجات النارية هذه الأيام تعد وسيلة مواصلات مهمة، ليس لشريحة الشباب وحدها، وإنما لكل أفراد الأسرة، فنلاحظ بعض الأسر يحرصون على اقتناء وسيلة نقل لهم، سواء سيارة أو حتى دراجة نارية، تقضي لهم مشاويرهم الداخلية، بدلا من استئجار الدراجات النارية على كل مشوار، وبعض الأسر لا تقدر على شراء دراجة نارية، لعدم قدرتهم على توفير المبلغ كاملا أو حتى بالتقسيط الشهري مع الفوائد، وندعو الشباب إلى التعقل أثناء قيادة الدراجات النارية في الحارات الضيقة، والشوارع الفرعية التي يكثر فيها المارة من الأطفال وكبار السن".

أعطال مكلفة
محمد سالم هارون
محمد سالم هارون

وأوضح سائق دراجة آخر يُدعى محمد سالم هارون: "مع اشتداد ظاهرة الفقر والعوز وكثرة الدراجات في خنفر وزنجبار، قل مستوى الدخل كثيرا بسبب ضعف القدرة الشرائية، وبعض المواطنين يتعلق مع صاحبه أو قريبه إذا نزل السوق لشراء بعض مقاضي الأسرة، خصوصا من سكان المعازيب والسواكن المحيطة بمدينه جعار عاصمة المديرية، ولكن يتحرك العمل معنا أثناء مواسم الأعياد ورمضان، والأسبوع الأول من الرواتب، أما باقي الأيام يصيبها ركود وفتور، حتى نواجه صعوبة في توفير صرفية البترول، الذي كل يوم يطلع ولا مرة نزل، وهذا يؤثر علينا كثيرا، ناهيك عن أعطال الدراجات النارية المكلفة التي يصعب توفيرها، لأن أصحاب محلات قطع الغيار كل تعاملاتهم بالريال السعودي، لهبوط العملة الوطنية، ولو نزل الصرف قليلا يعاود إلى الارتفاع مجددا، والتاجر يظل متمسكًا بالسعر السابق لأي قطعة غيار، ونسأل الله السلامة وراحة البال".

خاص "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى