​في المولد النبوي جهارا يسرقون، سرقوا المآذن والموالد، والقباب، سرقوا ضياء الفجر من عين الصغار.

المبتدأ..
جماعات اليمين الديني عمومًا ومليشيات الإرهاب الحوثية خصوصًا، ترقد وسط ترسبات هائلة من الخرافة والغيبيات وتوظف الدين توظيفًا سياسيًا وطائفيًا وتجعل منه حقول ألغام.
المولد النبوي مناسبة دينية تسخرها مليشيات الحوثي للتعبئة والتحشيد، والجباية، وتسريب أفكار الولاية والخرافة إلى جمهور أعزل عن المواجهة معزول عن المعرفة غير مسنود ولا محمي من دولة.

الخبر..
يؤسسون لمنظومة تخريب عقلي قائمة على سطوة القهر والدم، يتم تجريعها للأجيال من خلال تسليع الدين بطرق مختلفة في مزادات متعددة، منها المناسبات الموروثة، أو التي تختلق من البيئة الفارسية، يساعدهم في ذلك تفشي الفقر وغياب الدولة والحريات.

تسترزق مليشيات الحوثي بالمناسبات الدينية ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. فالتجارة بالدين هي أقصر طرق الثراء فكسبها يفوق تجارة المخدرات. فلا رأسمال لها غير شيء من خرافة وكثير من التضليل والجهل. والجهل عنصر نقيض الحرية، عنصر أحادي كالصوديوم، لا يتواجد حرًا، ويتحد مع أي شيء دون كلفة.

وعندما يكون الجهل منظمًا وله خلايا ومؤسسات تنظيمية، تكون الكارثة ويكون التدجين ببطء للشباب، كي يكتسبوا العضوية في عالم القطيع من غير شعور.

السياق..
حينما تكون رسالة المولد "نحن أبناء النبي" وهذا مولده و"أنتم خدم" تحتفلون بجدنا العظيم تكون الرسالة والاحتفال سلاليًا عنصريًا يجسد ثقافة
 "الإنسان السيد" و"الإنسان المواطن" ونحتاج عقودًا طويلة حتى يتم "أنسنة السيد".

على سبيل الختم..
لكل مجتمع هويته الخاصة، والتي تشمل خصوصيته المستمدة من تاريخه ونمط وجوده. معجم روبير الفرنسي عرف "الهوية" باعتبارها "الميزة الثابتة في الذات"، أي أن الهوية الفردية أو الجماعية مؤسسة على منطق التشابه بين حاملي نفس الهوية.
وعلى هذا يقاس أن ما تستزرعه جماعة الحوثي هو هوية مغايرة للهوية اليمنية الأم، وقد تنجح في زراعة هذه الهوية القاتلة في بعض جغرافية سيطرتها.
ذلك أن تعاقب الأيام يعمل على تجفيف ما استقر، وتأسيس بذور الموت تدريجيًا وهي معركة أخرى تحتاج الإعداد الفكري والاشتباك المعرفي وليس التوصيف العابر.