إسرائيل تستبعد وساطات التهدئة وتركز على الرد على هجوم حماس

> أنقرة/عمان "الأيام" وكالات:

> ​شددت إيريت ليليان سفيرة إسرائيل لدى تركيا، الأحد، على أن أولوية إسرائيل حاليا هو الردّ على الهجوم الذي شنته حماس السبت في الداخل الإسرائيلي وأنه من المبكر الحديث عن وساطات للتهدئة.

وأضافت أنه من السابق لأوانه الحديث عن عروض وساطة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، فيما يجري قادة المنطقة اتصالات بهدف وقف التصعيد بين الجانبين.

جاء تصريح السفيرة الإسرائيلية بعد أن أعلنت تركيا أنها على اتصال بجميع الأطراف وعلى استعداد لوقف التصعيد.

وتابعت "تأتي الوساطة في وقت مختلف. الآن نحن، للأسف، نحصي القتلى ونحاول معالجة الجرحى، ولا نعرف حتى عدد المواطنين المخطوفين. نريد عودة جميع المخطوفين إلى ديارهم ونريد عودة الهدوء والسكينة إلى إسرائيل والمنطقة... بعد ذلك يمكننا الحديث عن وساطة ومن سيقومون بأدوار في هذه الوساطة".

واعتبرت ليليان أن الهجمات تظهر أنه لا ينبغي أن يكون لحماس أي وجود في تركيا أو في أي مكان آخر.

وكانت حماس ترتبط بصلات وثيقة مع تركيا لكن العلاقات بين الجانبين تمر بحالة فتور بعد انخراط أنقرة في مسار مصالحات من بينها طي صفحة الخلاف مع إسرائيل، ما دفع الحركة الإسلامية الفلسطينية إلى تصحيح علاقاتها مع النظام السوري للتموقع ضمن ما يعرف بمحور المقاومة فيما غادر بعض قادة الحركة الأراضي التركية إلى سوريا بعد قطيعة دامت نحو عقدين وبعضهم الآخر توجه وفق تسريبات سابقة إلى قطر.

ولم يعد معلوم على وجه الدقة مدى تأثير  تركيا على قادة حماس أو حتى تأثيرها على قادة إسرائيل لدفعهما للتهدئة، بينما تجري جهود أخرى بقيادة مصر وبتنسيق مع الأردن وبالتشاور مع السعودية لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.

وعندما سُئلت عما إذا كانت العلاقات ستتأثر قالت "أرى أنه من الصعب بعض الشيء قول ذلك"، مضيفة أن بعض التصريحات من جانب أنقرة كانت "مفاجئة، مضيفة "أعتقد أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا والتي بدأت تشهد بعض الدفء، يجب ألا تتأثر بهجوم أمس والحرب الدائرة على الإرهاب".

وأردفت أيضا أن السفارة الإسرائيلية على تواصل مع السلطات التركية في ما يتعلق بتهديدات ودعوات لتنظيم مظاهرات وأعمال عنف.

وجاءت تصريحات الدبلوماسية الإسرائيلية بعد يوم من شن حماس هجوما مباغتا على إسرائيل برا وبحرا وجوا في سابقة ومفاجأة لم تكن يتوقعها الجيش الإسرائيلي ولا الحكومة الإسرائيلية التي تواجه انتقادات عنيفة بسبب الفشل الأمني والاستخباراتي، فيما تعهدت الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو "بانتقام ساحق" ردا على ذلك. وقُتل مئات الفلسطينيين والإسرائيليين فيما وصفتها إسرائيل بأنها حرب.

ويأتي الصراع في وقت تستضيف فيه تركيا التي دعمت الفلسطينيين فيما مضى، أعضاء في حماس وتدعم حل الدولتين وتعمل على إصلاح العلاقات مع إسرائيل بعد سنوات من الخصومة، بينما لم تستجب لدعوات إسرائيلية باعتبار الحركة الإسلامية الفلسطينية "حركة إرهابية".

قالت ليليان ردا على سؤال حول وجود أعضاء من حماس في تركيا، إن القيادي البارز في الحركة صالح العاروري يُشاهد أحيانا في فعاليات بتركيا، مضيفة أنه يجب محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وتابعت "أعتقد أن ما يحدث يعزز وجهة نظرنا بأنه لا ينبغي أن يكون لحماس مكتب أو أي نوع من الأنشطة في تركيا ولا في أي مكان آخر بالعالم... لا يوجد مكان للإرهابيين لتوجيه أوامر أو تعليمات من أي بلد في العالم".

وقال رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش اليوم الأحد بينما يكرر دعوة سابقة لضبط النفس، إن الفلسطينيين عانوا منذ فترة طويلة من الظلم لا سيما في ما يتعلق بالمسجد الأقصى بالقدس الذي وصفه بأنه "خط أحمر".

وقالت ليليان إن إسرائيل كانت تتوقع مزيدا من التعاطف من جانب تركيا التي تعاني من هجمات مسلحة منذ عقود، لكنها أضافت أن الحوار "البناء المناسب" بين البلدين "فيما بعد" سيلقي الضوء أكثر على مسألة التقارب في العلاقات.

وفي تطور آخر بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأحد في اتصالين هاتفيين مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني سبل "وقف التصعيد الخطير" بين إسرائيل وحركة حماس، حسب ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.

وقال البيان إن الملك عبدالله أكد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي "ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لخفض التصعيد الخطير في غزة ومحيطها، ودفع الجانبين لضبط النفس وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني".

كما أكد على "أهمية العمل معا لتفادي تفاقم الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي ستكون لها تداعيات خطيرة على كل جهود التهدئة الشاملة وعلى أمن المنطقة واستقرارها".

وأشار الملك عبدالله إلى أن "هناك تواصلا مع الشركاء الإقليميين والدوليين لبحث تحرك دولي عاجل لوقف التصعيد وحماية المنطقة من تبعات دوامة عنف جديدة".

وفي اتصال مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أكد العاهل الأردني "ضرورة تعزيز التنسيق العربي لوقف التصعيد في غزة ومحيطها ودعم الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة".

ولفت خلال الاتصال إلى "ضرورة العمل معا لتفادي تفاقم الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مؤكدا "أهمية ضبط النفس وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي والإنساني"، مجددا قوله أن "هناك تواصلا مع الشركاء الإقليميين والدوليين لبحث تحرك دولي عاجل لوقف التصعيد".

وكان الملك عبدالله قد دعا في اتصال هاتفي مساء السبت مع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى "تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد في غزة ومحيطها وحماية المنطقة من تبعات دوامة عنف جديدة"، محذرا من أن "استمرار التصعيد سيكون له انعكاسات سلبية على المنطقة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى