ثورة شعب الجنوب التحررية.. التلازم والاستمرار

> إن الجبهة القومية عند نشأتها الأولى كانت قد تألفت من عدد من الفصائل الجنوبية، أبرزها حركة القوميين العرب وتنظيم الضباط الأحرار وجبهة الإصلاح اليافعية، وتشكيل القبائل وأبرز قادته راجح بن غالب لبوزة.

ويوم 14 أكتوبر 1963 انطلقت شرارة الثورة من جبال ردفان الشماء وسقط أحد أبرز قادة الجبهة القومية أسد ردفان البطل المغوار راجح بن غالب لبوزة شهيدًا، أنار بدمائه الطاهرة درب الحرية والخلاص الوطني من الاستعمار البريطاني. واستمرارًا لهذا النهج التحرري واستلهامًا له انطلقت ثورة الجنوب الثانية السلمية من عدن الشامخة من ساحة الحرية بخور مكسر يوم 7/7/2007م، فيما تأسس مجلس الحراك السلمي الجنوبي من عدد من المكونات أبرزها حركة نجاح لاستعادة دولة الجنوب والمجلس الوطني لتحرير الجنوب والهيئة الوطنية للاستقلال وعلى خلفية جمعيات: المتقاعدين - الشباب - المناضلين واستيعابًا لها، وفي رفض شعبي وسياسي ومدني للاحتلال الثاني عام 1994م. على أن الفارق بين الاحتلالين أن الأول "البريطاني" كان حضاريًا وعصريًا ومدنيًا ترك بعد رحيله بنية تحتية ونظامًا ماليًا وإداريًا حديثين، ومؤسسات إدارية وعسكرية وأمنية، فيما الاحتلال الثاني -احتلال قوى حرب عام 94م همجيًا- قبليًا غشوم ومتخلف دمّر البنية التحتية والمؤسسات الإدارية والعسكرية والأمنية وكل ماكان جميلًا في الجنوب ونهب الجمل بما حمل.

ورفضًا لعصابة صنعاء التي اجتاحت الجنوب واحتلته بقوة السلاح، واستمرارًا في مقاومته وامتدادًا لنضالات وتضحيات شعب الجنوب ولقوى حراكه السلمي، ومقاومته واستيعابًا لها، تأسس المجلس الانتقالي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي يوم 4 مايو 2017م، بتفويضه تفويضًا شعبيًا لاستعادة دولة الجنوب كاملة الحرية والسيادة والاستقلال على حدود ما قبل 1990م.

وبما أن التنظيم السياسي للجبهة القومية كان قد دعا للحوار مع فصائل العمل الوطني، اتحاد الشعب الديمقراطي وحزب الطليعة الشعبية، وكان حوارًا مضنيًا وبنّاءً تكلل بالاتفاق على وحدة الصف، وانعقد المؤتمر التوحيدي عام 75م في كريتر في قاعة سينما بلقيس لاحقًا (قاعة فلسطين)، نتج عنه دمج المكونات الثلاثة في التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية، بإضافة مسمى الموحد إلى التسمية السابقة، التنظيم السياسي للجبهة القومية، وتم الدمج التنظيمي والمشاركة في الهيئات والقيادات التي كانت قائمة في التنظيم السياسي الجبهة القومية، وفقًا للنسب التي تم التوافق عليها حينها.

اليوم المجلس الانتقالي فتح وقاد حوارًا داخليًا وخارجيًا مع المكونات المؤمنة بهدف شعب الجنوب، وحقه في استعادة دولته، وبعد لقاءات وحوار طويل ومثمر تكلل بالنجاح، انعقد مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي وأقر ميثاق الشرف الوطني الجنوبي ضرورة وأهمية توحد مكونات وشخصيات الجنوب، وأثناء المؤتمر أعلنت غالبية المكونات الجنوبية اندماجها في المجلس الانتقالي الجنوبي، وتم إقرار ضم أبرز الشخصيات الجنوبية ضمن الهيئات القيادية للمجلس، وفق منهج إعادة هيكلة المجلس حسب الآلية التي أقرها الرئيس عيدروس الزبيدي.

وبما أن يوم الـ 30 من نوفمبر 67م تم فيه إعلان استقلال الجنوب وقيام دولته، نأمل أن يكون يوم الـ30 من نوفمبر من هذا العام موعدًا لإعلان فك الارتباط الشعبي بين الدولتين، اللتين توحدتا عام 1990م، بالنظر لما يجري من استعدادات لتشكيل لجان تحضيرية في محافظات الجنوب، لفك الارتباط الشعبي سيتم إشهارها خلال أسبوعين، وفقًا لما نشرته صحيفة العرب اللندنية، وأعادت نشره صحيفة "الأيام" في عددها يوم السبت 15 أكتوبر 2023م.

فإرادة الشعوب هي المنتصرة أبدًا ومهما كان الظلام حالكًا لابد أن يشعشع الفجر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى