آفاق المسار السياسي اليمني في ضوء الظروف الدولية والإقليمية

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> بحث وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، التطورات في الشأن اليمني والجهود المشتركة لدعم مسار السلام.

بن سلمان أكد وقوف الرياض مع المجلس الرئاسي، وتشجيع الأطراف اليمنية على التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام، لإنهاء الأزمة اليمنية.

بدوره، أجرى المبعوث الأممي، هانس جرندبرج، في السعودية، لقاءات مع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، ورئيس المجلس الرئاسي، والسفير السعودي لدى اليمن، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وأكد أنه لا يمكن صياغة حل مستدام للنزاع إلا من قِبل اليمنيين أنفسهم، مشددا على ضرورة أن تجتمع الأطراف مع آخرين في إطار جامع لبناء مستقبل سلمي مشترك.

- استغلال الظروف الدولية

يقول الكاتب الصحفي رماح الجبري: "صحيح أن هناك محاولة للاستفادة من الظروف الدولية، لاسيما وأن اليمن باتت مهيأة لتحقيق سلام وفقا لمراعاة الظروف الإقليمية والدولية".

وأضاف: "حاليا لا يزال البحث عن إطار سلام، وإنما يمكن إعلان هدنة وفقًا لما تم الإعلان عنه من لقاءات متعددة بين الأطراف، سواء برعاية أممية أو تحت ظل الوساطة العُمانية - السعودية".

وأوضح: "يجري البحث عن هدنة تمهِّد للسلام الشامل، تتضمن أربعة ملفات رئيسية، وهذا ما يتم البحث حوله حاليا".

وتابع: "مليشيا الحوثي لا تريد حلا سياسيا، لأن الشراكة السياسية الوطنية وإنهاء الحرب في اليمن سيكبِّدها خسائر كبيرة، وفقًا لمصالحها ككيان طائفي عنصري يحقق الكثير من الأرباح بعيدا عن المصالح الوطنية".

وبيّن: "المليشيا لا تريد أي حل سياسي مهما كانت الظروف، فهي تبحث عن إيجاد آلية فقط لصرف رواتب الموظفين بما يدر عليها أموالا، وبما يهدِّئ حالة الغليان والاحتقان الشعبي في مناطق سيطرتها".

ولفت إلى أن "الظروف الدولية حاليا باتت مهيأة لفرض سلام شامل في اليمن، لأن انشغال المجتمع الدولي بالحرب في غزة، ووجود ملفات أخرى يمكن البناء عليها في إطار المصالح الدولية، وأيضا قبلها الحرب الروسية - الأوكرانية، هذا يجعل الملف اليمني ملفا هامشيا في إطار المصالح الدولية".

ويرى أن "هذه فرصة لأن يتحرك اليمنيون إن كانوا جادين في إحداث تغيير أو فرض أمر واقع لتحقيق سلام شامل".

واستطرد: "صحيح أن إيران حاليا كطرف رئيسي، أو داعم في الحرب الفلسطينية - الإسرائيلية، وتدخل إيران بطريقة أو بأخرى قد يجعلها طرفا في هذه الحرب، أو طرفا داعما لحركة حماس، أو على الأقل أن قوة إسرائيل تهدد بدرجة أولى الأمن الإيراني، ولذلك من المهم الاستفادة من الوضع الحالي لتحقيق تقدم في اليمن وفقا لما تم البناء عليه خلال الأشهر الماضية".

وزاد: "ما يهم اليمنيين، بعد ثماني سنوات من الحرب، التي سئموا منها وباتوا يريدون مخرجا بغضّ النظر عن أي ظروف، هو أن يصلوا إلى سلام شامل وفقا للمرجعيات الثلاث، التي تتمثل بها الحكومة الشرعية، بقيادة المجلس الرئاسي، ووفق ما أكده رئيس مجلس القيادة الرئاسي في لقاءاته بالأمس، سواء مع المبعوث الأممي أو مع وزير الدفاع السعودي".

واعتبر "لقاء رئيس القيادة الرئاسي بوزير الدفاع السعودي مهما جدا، لاسيما أنه جاء بعد لقائه قبل قرابة ثلاثة أسابيع بقيادات حوثية جاءت إلى العاصمة السعودية الرياض".

وأكد أن "السعودية تلعب دور الوسيط بحكم أنها تنقل وجهة النظر التي تطرحها مليشيا الحوثي، أو مطالبها، ويجعل المملكة العربية السعودية أمام المجتمع الدولي وسيطا يحاول إيجاد حلول لدعم اليمنيين بصورة أشمل".

واعتقد أن "المليشيا الحوثية لا تزال غير مهيأة لأن تكون طرفا في السلام، لأسباب كثيرة تتعلق بأهداف المشروع والأيديولوجية التي تحملها، ولا تزال تسيطر على ترسانة كبيرة من الاسلحة، أو لا تزال تمدها إيران بأسلحة متطورة ومتنوعة تجعلها في موقف قوة أمام الأطراف الأخرى، الذين يستندون بشكل أساسي على تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية".

ويرى أن "الورقتين الرابحتين اللتين بيد مجلس القيادة الرئاسي هما الاعتراف الدولي، والتأييد الشعبي الكبير، الذي يحظون به من قِبل الملايين، سواء في مناطق سيطرة الحوثي، أو في مناطق سيطرة الشرعية"

وتابع: "هاتان النقطتان الأساسيتان اللتان يمتلكهما مجلس القيادة الرئاسي تمكناه من فرض واقع جديد، خصوصا وأنه من المفترض أن يكون مستعدا لأي خيارات، وألا يهمل الخيارات العسكرية بالتعامل مع مليشيا الحوثي، سواء استمر التحالف العربي بدعم مجلس القيادة الرئاسي، أو لم يستمر".

وأردف: "رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في مؤتمر ميونخ، قال إن اليمنيين لن يقدموا، ولن يستسلموا، وإن المعركة مستمرة لمواجهة المليشيا، سواء بدعم التحالف أو بدونه، بمعنى أن الملايين من أبناء الشعب اليمني لن يسلموا رقابهم للمليشيا الحوثية".

وقال: "هذا إذا افترضنا أن هناك تخليا من قِبل تحالف دعم الشرعية، إلا أن المنطق والمصالح الإستراتيجية للمملكة العربية السعودية تقول إن مصلحتها في إيجاد يمن آمن ومستقر؛ تستطيع أن تؤمن جبهتها الجنوبية؛ لأن لديها مشروعا اقتصاديا للتطوير والتنمية والازدهار".

- تلقي الأوامر

يقول المحرر في مركز صنعاء للدراسات، مراد العريفي: "اللقاء، الذي تم، كان لقاء واحدا من اللقاءات التي جاءت على خلفية الانعقاد الأخير لمجلس القيادة الرئاسي في العاصمة السعودية الرياض، الذي حضره كل الأعضاء، واجتمعوا لمناقشة المستجدات الأخيرة، التي قد تشكِّل نقطة مصيرية في الأزمة اليمنية".

وأضاف: "السعودية وصلت إلى مرحلة أيقنت فيها أن الحرب في اليمن انتهت تماما، وهذا ما حدث في الاجتماع الأخير بين وزير الدفاع السعودي وأعضاء مجلس القيادة، وهو تتويج لمرحلة طويلة من المتطلبات، التي كانت بين المملكة العربية السعودية ومليشيا الحوثي".

وتابع: "أصبحنا ندرك أن السعودية تصر تماما على أن تذهب في اتجاه إيقاف الحرب تماما في اليمن، من خلال التفاهم مع الأطراف، بما فيهم مليشيا الحوثيين، والضغط على مجلس القيادة الرئاسي، الذي من المفترض أن يكون في طاولة التفاوض مع المليشيا كندٍ لها".

وأردف: "مجلس القيادة اليوم فقط يتلقى الأوامر من المملكة العربية السعودية، لأن الرياض توصلت إلى نقطة تفاهم مع مليشيا الحوثيين، وأن الحرب انتهت عمليا".

واستطرد: "ما حصل قبل ثلاثة أيام تقريبا، كانت هناك مشاريع جديدة سعودية في منطقة وادي أبها، التي من المفترض أن تكون مركزا ووجهة للسائحين والزائرين، وأبها تعتبر قريبة جدا من الحدود اليمنية، ولطالما كانت على مرمى من الصواريخ والطائرات المسيَّرة للحوثيين".

وبيّن أن "إنشاء السعودية لمثل هذا المشروع السياحي يعتبر دليلا على أن السعودية توصلت إلى قرار بوقف الحرب، والتفاهم مع جماعة الحوثيين، والضغط على مجلس القيادة الرئاسي للتقارب مع الطرف الآخر لإنهاء الأزمة".

"بلقيس"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى