واشنطن والانجرار لحرب في الشرق الأوسط.. يدٌ على الزناد وعينٌ على المصالح

> «الأيام» العين الإخبارية:

> هل يمكن أن تنجر الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى الحرب الدائرة بين إسرائيل وقطاع غزة، في حال انخرطت إيران بشكل مباشر في هذا الصراع؟

سؤال يجيب عنه هذه المرة الجنرال الأمريكي المتقاعد، باري ماكافري، في مقابلة مع قناة MSNBC الأمريكية، قبل أيام.

ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، رأى الجنرال المتقاعد بالجيش الأمريكي، أن مثل هذا التصعيد لن يحدث على الأرجح إلا إذا شارك جيران إسرائيل في الشرق الأوسط بشكل كبير.

والأمر الآخر ، بحسب ماكافري، هو الانتظار لرؤية ما إذا كان سيتدخل حزب الله ليخرج من لبنان بصواريخه التي يبلغ عددها 100 ألف؟ وهل ستشتعل الضفة الغربية؟ وماذا سيفعل السوريون والمصريون؟".

وقال  "أود أن أخبركم أن دعمنا لإسرائيل سيكون مطلقا، وإذا رأينا تدخلا عسكريا سوريا أو تدخلا عسكريا إيرانيا نشطا، فسنذهب إلى الحرب".

وفي السابع من الشهر الجاري، شنّ مسلحو حماس، هجوما مباغتا، على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، ما أسفر عن مقتل 1400 شخص وأسر العشرات، في تصعيد جرّ القطاع إلى حرب يحذر مراقبون من اتساع رقعتها.

مخاوف زادت حدتها مع إطلاق حزب الله صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه بلدات إسرائيلية، وإعلان الحوثيين إطلاق مسيرات وصواريخ قالوا إنها "استهدفت مواقع إسرائيلية"، إلى جانب جبهة لا تقل اشتعالا في الجولان المحتل.

والأسبوع الماضي، وجّه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان تحذيرا، شدد فيه على أنه ما لم تتوقف "الاعتداءات الوحشية" على السكان في غزة، فإن "لا أحد" يمكنه "ضمان السيطرة على الوضع" خصوصا إذا شنت إسرائيل هجوما بريا على القطاع.

وفي أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة، أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات ثانية إلى شرق البحر المتوسط، في إطار ما وصفته واشنطن "ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع الحرب".

كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، وضع نحو ألفي جندي "في حالة تأهب قصوى"، تحسبا لانتشار محتمل في الشرق الأوسط.

أكثر من مجرد استعراض للقوة

وتعليقا على هذا، اعتبر مكافري، الذي خدم في حرب الخليج وقاد القيادة الجنوبية للولايات المتحدة في الفترة من 1994 إلى 1996، أن التعزيزات الأمريكية هذه "هي موجودة لأكثر من مجرد استعراض للقوة أو إجلاء محتمل لغير المقاتلين".

ويشير مكافري إلى أن هذا هو تقييمه الخاص للصراع، مضيفا "ما أقوله هو أنه إذا كان وجود دولة إسرائيل على المحك، وإذا تدخل الجيش السوري، وإذا بدأ حزب الله في التغلب على الإسرائيليين، في رأيي، في تلك المرحلة، فإننا سنفكر في التدخل بنشاط باستخدام القوة الجوية والبحرية".

لكنه لفت إلى أنه من غير المرجح أن ترسل الولايات المتحدة قوات إلى إسرائيل، نظرا للقدرات البرية لقوات الدفاع الإسرائيلية.

وعندما سئل عما إذا كان حلفاء الولايات المتحدة وإسرائيل الآخرون سيتدخلون أيضا، قال مكافري إنه من السابق لأوانه مناقشة مثل هذه المسألة مع مشاركة حماس فقط بشكل مباشر.

وأعرب عن اعتقاده "بأن عامل الردع هو ما تسعى إليه إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن في الوقت الحالي. إنهم يريدون التأكد من عدم دخول الجيش السوري وحزب الله في هذه المعركة". "إذا فعلوا ذلك، فسيكون ذلك بمثابة تهديد قاتل لوجود إسرائيل".

وفي أحدث تعليق رسمي من الولايات المتحدة على مؤشرات انضمامها للحرب من عدمه، في حالة اتساع رقعة الصراع، حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمس الأحد، من أن بلاده لن تتردد "في التحرك" إذا تم استهداف مصالحها.

وإزاء مخاطر اندلاع نزاع إقليمي، أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن محادثات هاتفية مع قادة كل من ألمانيا وكندا وإيطاليا وبريطانيا، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي سيجري غدا الثلاثاء زيارة لإسرائيل.

حسابات معقدة

وما بين محاولات كبح جماح النار المستعرة في غزة واستعراض القوة على ساحات المعارك رسم خبراء تحدثت معهم "العين الإخبارية" ملامح مستقبل يكاد ضباب الأزمة الراهنة يخفيه.

يقول محمد قواص الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، المقيم في بريطانيا، إن "المنطقة تتهيأ لمرحلة ساخنة، وربما لسيناريوهات قاتمة، حيث إن مخاطر الانجرار إلى حرب شاملة أمر حاضر، فيما تحاول العواصم الكبرى حتى الآن، ألا تنفلت الأوضاع وتخرج عن السيطرة".

لكن قواص يرى أن إيران "لديها مصلحة مباشرة ألا تتدخل في الحرب بشكل مباشر، وتحريكها لجماعات موالية لها في العراق وسوريا ولبنان، أمر لا يزال تحت السقف، أو ضمن قواعد الاشتباك.. وتلويحها بمناوشات فصائلها للقول إنها حاضرة بقوة في المعادلة".

وبالنسبة للمحلل السياسي اللبناني، فإن طهران "تريد بين الحين والآخر أن تبعث برسائل بأنها موجودة وشريك في مآلات المعركة، وأنها تستطيع أن تشاغب دون أن يؤدي ذلك إلى تدخل مباشر أو حرب شاملة".

كما أنه "لا إسرائيل ولا أمريكا راغبتان في الدخول في حرب شاملة أيضا حتى الآن لاعتبارات المصالح في المنطقة" وفق قواس الذي رجّح أن تكون المعركة طويلة نسبيا في غزة.

مستدركا "إلا أن تداعيات الصراع الحالي تبقي فرصا لتفاعل غير مسحوب، أو خطأ ميداني قد يشعل حربا شاملة".

أما سعيد عكاشة، الخبير في الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فيرى أن إيران أمام 3 خيارات صعبة هي؛ ترك "حماس" و"الجهاد" تواجهان خطر تدمير قدراتهما، وإنهاء حكم الأولى في قطاع غزة.

وثاني الخيارات، هو دفع حزب الله اللبناني لفتح جبهة الشمال للتخفيف عن الجبهة الجنوبية.

أما الثالث فهو أن تبادر طهران بالانخراط في الحرب مباشرة بقصف إسرائيل، ودفع قوات حزب الله للدخول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية والقتال من داخلها.

ومن وجهة نظره، يحمل الخيار الأخير مخاوف من تعرض الأراضي الإيرانية لهجمات غير مسبوقة من أكثر من جبهة، في ظل عدم التيقن من استعداد روسيا والصين للوقوف إلى جانب إيران في مثل هذه الحرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى