عن أي استثمار تتحدثون

> شيء عجيب أن تكتشف الحكومة هروب الرأسمال والاستثمار من المحافظات المحررة، وكأن الأمر بدا مباغتًا لهم، وهم دون شك من مهد تلك البيئة الطاردة للاستثمار والعقول البشرية.

هم من ابتكر مدن الظلام وحافظ على نسق معاناتها التي تمتد إلى ما يزيد عن عقد من الزمان.

فهل توقعوا أن ما فعلوه يمهد لحياة مستقرة، وبيئة استثمارية. حياة لا تصلح للإنسان وواقع لا يمكن احتماله، ومع ذلك يشيرون إلى الرأسمال الذي يغادرنا بعد أن سُدّت كل الأبواب، وشلت حركة الحياة وتنوعت دروب المعاناة.

ربما هي طيور الغربان وحدها التي تقطعت بها السبل، ولم تجد سبيلًا للهجرة وسط رمضاء الحياه البائسة، التي تميز بها واقع الجنوب الذي يعيش حال اللا دولة، ولا حلول سياسية في الأفق.

نعم لم تعد عدن بتلك الخصائص والمميزات لقد آل حال مينائها الشهير، إلى الجمود الذي يبلغ حد التلاشي، وهكذا حال مينائها الجوي.

وضع يمكنك أن تقيس عليه حال تجارها، وكل من كانت لديهم أنشطة تجارية، فالثابت ألا استثمارات في الظلام الذي يعم أرجاء المدن وتحديدًا عدن.

والحال يمتد إلى جوانب تشمل التعليم والصحة وكل الأمور الخدماتية، علاوة على ذلك المعاملات المنفرة، وكل مميزات الفساد التي لدينا.لا أدري هل خطر ببال الحكومة، كم من المال يتم إنفاقه على العلاج في الخارج، مع ما يلازم الحال من معاناة لا توصف.

كل هذا التردي الماحق، عكس نفسه على كل جوانب الحياة. فمن ذا الذي يا ترى يغامر بالاستثمار في حدائق الذياب والضباع، التي تتناهشك بلا رحمة.

لذا لا تتفاجأ الحكومة بما يجري فهو نتاج جهودها على مدى سنوات خلت. وقد لا نتفاجأ بحالة عزلنا عن محيط العالم بأسره، لأننا ببساطة عدنا إلى العصور الوسطى، مع ميزة اللا قيم التي أخذت تشكل طابعًا حياتيًا مخالفًا تمامًا لعاداتنا وتعاليم ديننا، وما لدينا من موروث إنساني رائع. إنه إبداع السلطات الذي يهوي بكل شيء إلى الأعماق المظلمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى