كلما تقال من تصريحات بشأن الكهرباء كاذبة ولا مؤشرات لأي حلول حال الكهرباء في الشتاء أسوأ مما كان عليه الحال صيفًا والعمل جاري على تصعيد الضغط على الجنوب بصورة جلية وواضحة، ملفات تستخدم لتحقيق أغراض سياسية ويجري العمل عليها وتعطيل أي جهود للحل أمر يتلازم مع ارتفاع سعر الصرف بصورة خيالية وعلى الجانب الآخر ارتفاع أسعار النفط ومشتقاته أي أن الهدف خلق عجز تام عن مدارة المواطنين لأمورهم، هذا العجز واضح يولد شلل تام في الجنوب تبلغ فيه حالة سخط الناس مستويات تؤدي حتمًا إلى انفجار الشارع وصعوبة السيطرة عليه وهي ساحه تختلق بهدف في نفس يعقوب بمعنى أن موجة الفوضى ستمكن أطراف من تحقيق غاياتها السياسية إنكار أن الخطر قادم هو نمط من مغالطات للذات.

الأوضاع جنوبًا تتداعى بشكل ملحوظ ولم تعد أمام الناس أي تدابير فحالة الغلاء والبطالة بأعلى المستويات حتى من يدارون حياتهم عبر الأنشطة الخاصة أصبح وضعهم حرجا جراء انعدام الخدمات الأساسية: كهرباء مياه وفي نفس الوقت يتعذر شراء المازوت للمولدات كما هو حال من يعملون في وسائل النقل الكل بات على شفا مجاعة تامة.

وضع يشكل تجاهله خطرًا حقيقيًا فالمسألة لا تحل بالإقناع وشرح المبررات بل نحن أمام واقع مزري مخيف للغاية وكل وسائل الصبر نفذت وهنا يكمن عمق الخطر الذي لم يكن قد أتى جراء مشاكل اقتصادية أو ضغوط وقتية بل هو نتاج إمعان أخذ وقتًا طويلًا وها هي مساوئه تتكشف بشكل غير مسبوق.

هي ممارسات لا إنسانية ولا أخلاقية بحق ملايين السكان، أنه الحصار الماحق الذي يمارس عبر سنوات خلت، بل هي سبل إذلال وعقاب حولت الساحة الجنوبية إلى ماهي عليه من بؤس ومازال الحبل على الجرار فلا حكومة معنية ولا مجال لأي حلول أخرى.

إذن ماذا بعد، هل يموت الناس جوعا وسط صمت مريب وتجاهل الجوار الإقليمي لما يجري وصمت العالم عن مأساة تفوق ما يجري في غزة وكن هنا بلا قارح ولا دخان؟