معلنين حرباً دينية.. حاخامات وجنود: سنبيدهم ونعود إلى آبارنا وديارنا في “غوش قطيف”

> «الأيام» القدس العربي:

> ليئور نركيس في عرض له أمام الجيش يشتم غزة، وحنان بن آري يعِد “سنثأر لبئيري”. وجنود ينشدون بحماسة: “أحمد طيبي مات”، وآخرون: “لا نخجل، سنثأر”. قائد فرقة 36 يقود جنوده للقتال في غزة بقوله: “سنبيده (العدو) ونبيد ذكره… وسيتحقق الثأر”. وحاخام تأهيلات “الناحل” يتمنى العودة إلى “غوش قطيف” بينما يرفع المقاتلون في غزة يافطات تبشر بعودتهم إلى “الغوش”، وقائد كتيبة من قاعدة بهاد 1 يبشر جنوده على شاطئ بحر غزة: “عدنا إلى آبار المياه من البلاد التي طردنا منها قبل نحو 20 سنة”.

كل هذه الحالات هي جزء من الموجة الدينية – القومجية التي تجتاح الجيش البري الذي يقاتل في غزة.

هذه مسيرة خطيرة. لقد أطلقت حكومة إسرائيل الجيش ليقاتل في قطاع غزة ليس باسم الثأر من السكان المدنيين فيه وليس من أجل العودة للاستيطان في القطاع وإقامة مستوطنات فيه؛ بل للحاجة إلى تفكيك قوة حماس واستعادة الأمن لمواطني الدولة. كل هذا على الجيش أن يفعله تبعاً لأحكام القانون الدولي، مثلما عاد وشدد الرئيس الأمريكي جو بايدن.

دعوات الثأر والاستيطان في القطاع لا تزيف فقط أوامر الحكومة والقيادة العسكرية وتعرض للخطر ما تبقى من شرعيات دولية تمتعت بها العملية الإسرائيلية، بل ثمة تخوف حقيقي في أن تؤثر هذه الدعوة على سلوك القوات. فالجيش يعمل في أرض لا يزال فيها سكان مدنيون، وللجنود مساحة تفكر عند استخدامهم لسلاحهم. ظواهر إطلاق نار بدافع الثأر كانت في الماضي أيضاً، والآن يتعاظم الخطر عندما يعمل الجنود وهم محرضون من قادتهم، ومن الحاخامين، والسياسيين.

في الذاكرة تحذير غادي آيزنكوت على خلفية قضية اليئور أزاريا ضد “فكرة العصابات”. محظور لهذه الفكرة أن تسود في الجيش البري. الناطق العسكري ينشر ردود فعل متلعثمة عن “إنعاش الأنظمة” وعن الخروج عن “روح الجيش الإسرائيلي”، ولكن لم يسمع بعد صوت واضح من رئيس الأركان، هرتسي هليفي، ضد هذا المزاج الخطير، ولم يظهر بعد إبعاد حازم لقادة وحاخامين عسكريين انحرفوا. على القيادة العسكرية أن تصحو قبل أن تفقد السيطرة.

المشكلة أن رياح الثأر وأحلام العودة اليهودية إلى غزة تجد صدى لدى الحكومة أيضاً. على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أن يوضح بأنه ليس لهذه الأماني أي صلة بتطلعات إسرائيل، بدلاً من أن يكون قلقاً على مستقبل قاعدته وحكومته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى