الكتاب يبان من عنوانه

> هكذا بدت الأمور في مختلف اللقاءات التي تهدف لتسوية الأوضاع في اليمن عمومًا، إذا لم يأتِ ذكر الجنوب إلا في مسار التسويفات الضبابية، فهي ليست محط تفاوض أصلًا، وكلما يجري هو بين الشرعية والطرف الآخر-أعني الحوثي- الذي استطاع لفت الانتباه.

ما جعله محط رضى الأطراف التي يقال إنها تدير تسويات سياسية تضمن من خلالها تحييد الحوثيين من الدخول في نطاق حرب إقليمية، تضر بمصالحهم وتخلط الأوراق في المنطقة،

ناهيك عن أولية أخرى تضمن لهم عدم تهديد الملاحة في البحر الأحمر، وعدم استمرار تهديد دول الإقليم.

كلها تمنيات جعلت فكرة إجماعهم على ممارسة الترضية من خلال الجنوب، رغم ما يعيشه سكانه من واقع مأساوي، وما تخلقه عوامل التسويف تجاه قضيته من آثار نفسية وسياسية، تهدد نسيجه الاجتماعي، بل وفقدان الثقة بالانتقالي الذي يتحمل كل تلك الانعكاسات، التي مردها مرور الكثير من الوقت دون أن تظهر ملامح المستقبل.

واللافت أيضًا ما واجه عقب تحقيق توافقاته الداخلية من حملات إعلامية وتشويه، وصولًا إلى تفريخ كيانات تحدث الخلط وتمارس عبرها ضغوطات على القيادة الجنوبية. كما يجري في كل مسارات التسويات التي لا يأتي فيها إعطاء الجنوب حقه وثقله.

بمعنى أننا أمام تداخل في مصالح الإقليم والعالم، الحال الذي جعل مساعي الحلول لا تأخذ بثقل الجنوب بل يتم تجاهله بصورة موسفة.

وما يقال إنها حلول لا يمكنها إلا أن تكون نسخة محاولات سابقة، كانت ترتكز على مضامين غير واقعية.

ما جعلنا نخوض في دواماتها ردحًا من الزمن لنجد أنفسنا في أتون معاناة غير مسبوقة.

وما آل إليه الحال في السنوات الأخيرة خير دليل على مسار تسويات غير عادلة، ولم تأخد بالأسباب التي آلت باليمن إلى ما وصل إليه.

فهل نحن أمام فصل جديد من ممارسة الضغوط والتسويف بشأن قضية شعبنا، الذي طال أمد معاناته ونفد صبره.

إزاء معايير مختلة في التعاطي مع الوضع،

وربما حلول لا يمكنها أن تصمد بحكم معاييرها التي تأخذ بمصالح الآخر، وتتجاوز أصحاب الحق بصورة سافرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى