هآرتس: بايدن يدعو لـ”حل الدولتين” ونتنياهو ينتظر ترامب لتحقيق “الهدف الثالث”.. أيهما يغادر أولاً؟

> «الأيام» القدس العربي :

> ضحايا مذبحة السبت الأسود هم ضحايا سياسة نتنياهو الرامية لإحباط حل الدولتين من خلال تعزيز قوة حماس وإضعاف السلطة الفلسطينية، وتقسيم الفلسطينيين بين قطاع غزة والضفة الغربية. قام نتنياهو برعاية حماس بغية منع إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. تصريحات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منذ بداية الحرب، خطياً وشفوياً، توضح بأن إقامة الدولة الفلسطينية ستعزز أمن إسرائيل وتساعد على منع تكرار مثل هذه المذبحة في المستقبل. من هنا، حسب رأيه، فإن المذبحة حدثت أيضاً بسبب مشروع حياة نتنياهو – منع إقامة الدولة الفلسطينية.

هناك تصادم أيديولوجي مباشر بين بايدن ونتنياهو حول هذا الشأن. يبدو أن بايدن يعتبر إبعاد حماس من غزة فرصة تاريخية لبعث حلم الدولتين. ويرى فيها خطوة أولى لتحقيق إعادة السلطة الفلسطينية (بعد تنظيمها) مجدداً للحكم في غزة. في حين أوضح نتنياهو في خطابه الأخير للأمة السبت الماضي، بأن الهدف الثالث للحرب، إضافة إلى إبعاد حماس وإعادة المخطوفين، هو منع إعادة السلطة للحكم في غزة؛ أي إحباط سياسة بايدن المعلنة لليوم التالي.

يجب الانتباه: أرسل نتنياهو من ناحيته الجنود للتضحية بأرواحهم والموت في غزة في سبيل إحباط إقامة الدولة الفلسطينية. هذا حرفي وبشكل واضح. منذ بداية العملية البرية لاحتلال القطاع، تعوّد الجمهور على شريط متحرك لجثث الجنود التي تخرج من غزة. وهذا أصبح أمراً طبيعياً. إبلاغ الجمهور عن موتهم وعن هويتهم أصبح حفلاً وطنياً في التلفزيون. يُبلَّغ الجمهور يومياً عن موت جنود ومدنيين إسرائيليين تجندوا ويرتدون الزي العسكري على مذبح مشروع حياة نتنياهو، وهو منع إقامة الدولة الفلسطينية، وكأنه يقول بأن الموت من أجل عدم قيام فلسطين هو موت مقدس. الجيش الإسرائيلي أيضاً يقتل الآلاف من المدنيين في غزة، الذين هم في معظمهم غير مشاركين في القتال، من أجل تحقيق هدف نتنياهو العلني وهو “لا لإقامة دولة فلسطينية”.

هل لدى الجمهور الإسرائيلي اتفاق واسع حول أهمية الحرب لمنع إقامة الدولة الفلسطينية؟ إن حكم الاستعداد للموت والقتل من أجل أمن الإسرائيليين ليس مثل حكم الاستعداد للموت والقتل من أجل منع إقامة الدولة الفلسطينية. وهذا يبرز على خلفية استنتاج لا يمكن تجنبه، وهو تصميم بايدن على تحقيق حلم الدولتين، الذي يشمل الادعاء بأن السياسة التي تستهدف إحباط حلم الدولتين هي أحد العوامل الأساسية للمذبحة وكارثة المخطوفين.

إذا كان الأمر هكذا، فيجب أن يكون واضحاً كالشمس بأن لنتنياهو مصلحة واضحة في مواصلة الحرب، إلى أن يقصي ترامب بايدن من البيت الأبيض من أجله. فهذا سيساعده على تحقيق لاءاته الثلاث: لا لتحمل المسؤولية، ولا للانتخابات، ولا لدولة فلسطينية. قد يعتقد نتنياهو بأن بايدن هو الرئيس الأمريكي الأخير – بعد كارتر وكلينتون وأوباما – الذي سيعمل على الضغط على إسرائيل من أجل الموافقة على حل الدولتين. وسيأتي بعده رئيس مريض نفسياً، لا تهمه حقوق الإنسان وحياة الناس أكثر من مضرب الغولف. هكذا ستضمن هذه الحرب استمرار بقاء مشروع حياة نتنياهو: الهذيان حول استئصال الحركة الوطنية الفلسطينية.

ليس نتنياهو وحده من ينتظر ذهاب بايدن. فبايدن أيضاً يأمل في ذهاب نتنياهو. كل منهما ينتظر نزول الآخر عن منصة التاريخ. وما الذي يريده الإسرائيليون؟ كالعادة، هم يفوتون فرصة تفويت الفرصة من أجل النجاة من دائرة الموت. لأن “معاً سننتصر” هي رؤيا الدولتين.

روغل الفر
 هآرتس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى