نصرة غزة مظلة أخرى للتنسيق الإخواني الحوثي في اليمن

> "الأيام" العرب:

> ​شكّل التضامن مع سكان قطاع غزّة والوقوف إلى جانب حركة حماس في حربها ضدّ إسرائيل مظلّة إضافية للتواصل والتنسيق بين الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن ممثلة بحزب التجمّع اليمني للإصلاح الذي كثّف بشكل ملحوظ من تحرّكه صوب جماعة الحوثي بالتوازي مع تسارع الجهود الإقليمية والدولية لإطلاق عملية سلام جادّة لإنهاء الصراع الدائر في البلد منذ أكثر من تسع سنوات، وذلك في ظاهرة عكست رغبة قيادات الحزب في تأمين مكان لها خلال الوضع الذي قد يستجّد بالبلاد في مرحلة ما بعد الحرب.

والتقى ممثّلون عن حزب الإصلاح بممثلين عن جماعة الحوثي في مكتب حركة حماس بصنعاء في اجتماع حضره ممثل الحركة في اليمن معاذ أبوشمالة، ووضع تحت عنوان التضامن مع الحركة وتأييد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها في أكتوبر الماضي.

واعتبر أبوشمالة أن زيارة الحوثيين والإخوان إلى مقر حركته “تمثل تطلعات الأمّة للوحدة والسير نحو هدفها الأساسي ومؤازرتها في معركتها الراهنة، قائلا إنّ “صورة الوحدة في الوفد المشترك ترفع معنويات شعبنا وعزيمته في المعركة ضد العدو الصهيوني”.

ويُعتبر حزب الإصلاح عمليا في حالة حرب ضدّ الحوثيين باعتباره كان جزءا من السلطة التي أزاحها هؤلاء من حكم اليمن سنة 2014، وباعتباره أيضا جزءا من السلطة الحالية التي يقودها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.

وللحزب أيضا قوات تابعة له منضوية تحت لواء الجيش التابع للسلطة المعترف بها دوليا، وقد شاركت في عدّة معارك ضدّ قوات الحوثيين من بينها معركة مأرب، المحافظة التي تعتبر من أهم معاقل حزب الإصلاح في اليمن.

ومع ذلك تقول أطراف يمنية منتمية إلى المعسكر المضاد للحوثيين أن الإخوان في اليمن لم يقطعوا تواصلهم مع الحوثيين طوال سنوات الحرب وأنّ الطرفين عقدا عدّة صفقات في ما بينهم.

وفي أوائل أكتوبر الماضي  كشف المجلس الانتقالي الجنوبي تفاصيل صفقة عقدها حزب الإصلاح مع الحوثيين تضمنت تبادلا للأسرى في محافظة البيضاء، مشيرا إلى أن الحزب قدم قائمة بنحو 13 قياديا غالبيتهم من تنظيم القاعدة مقابل إطلاق سراح أسرى من جماعة الحوثي.

ويرى مراقبون أنّ التواصل المباشر بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي رفع الحرج عن قيادات حزب الإصلاح وأخرج تواصلهم مع القيادات الحوثية إلى العلن.

ويتجاوز التواصل بين الطرفين الطابع الظرفي والمزاج الاستثنائي الذي أشاعته الأحداث الدامية في قطاع غزة، حيث سبق أنّ ظهر القيادي الاصلاحي فتحي العزب في مناسبات سابقة مع قيادات الحوثيين في صنعاء حيث ما يزال يقيم منذ بداية الحرب ويعتبره المهتمون بالشأن اليمني جسر تواصل بين الإخوان والحوثيين.

ويرى مراقبون أن ظهور قيادات مهمة من حزب الاصلاح في صنعاء إلى جانب قيادات حوثية يمثّل تحولا مهما في خارطة التوازنات السياسية باليمن، كما يكشف عن وجود خطة تعاون بين الطرفين في سياق العمل على ايجاد برنامج تحالف سياسي بينهما.

ومثّل الحوثيين في الاجتماع الأخير مع الإخوان في صنعاء كل من محمود الجنيد رئيس مجلس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية في الحكومة الحوثية الموازية، ومحمد البخيتي القيادي البارز في الجماعة، بالإضافة إلى عضوي المجلس السياسي الأعلى علي القحوم وأحمد المنيعي، في ما مثّل حزب الإصلاح فتحي العزب ومكرم اللاّلي وعلي جباري وعبدالله الفرزعي.

وبارك الوفد الحوثي – الإخواني الزائر لمقر حماس عملية طوفان الأقصى، وأثنى الجميع على ما وصفه أعضاؤه بـ”تدخل القوات المسلحة اليمنية بعمليات عسكرية نصرة لأهل غزة”، مؤكدين أن “الشعب اليمني بكل أطيافه يقف مساندا للشعب الفلسطيني”.

ولاحقا حاول العزب تبرئة حزبه من الالتقاء بالحوثيين قائلا إنّ زيارته إلى مقر حماس تمّت بصفته الشخصية “تلبية لواجب الدعم والنصرة لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”. لكنّ أوساطا سياسية يمنية اعتبرت اللقاء المشترك في مقر حماس مظهرا لتطور علاقة الإخوان بالحوثيين وبلوغها مرحلة متقدمة.

ورأى نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح أنّ “ما يجري في صنعاء، يؤكد ما سبق طرحه حول التنسيق الخفي بين جماعتي الحوثيين والإخوان المسلمين”.

وقال “يجب ألا ننسى أن حزب الإصلاح، أول من ذهب إلى كهف مرّان والتقى عبدالملك الحوثي، كما قرر الحزب عدم المقاومة بعد دخول الحوثيين إلى صنعاء، وقام بتسليم الفرقة الأولى مدرع، ودخلت قيادات الإصلاح في حوار مباشر لطيّ صفحة عبدربه منصور هادي وقتئذ”.

وفي السابع من نوفمبر الجاري دعا عضو المكتب السياسي في حركة أنصارالله الحوثية محمد البخيتي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وتحديدا حزب الإصلاح، إلى “وحدة الصف وإنهاء الصراع بينهما”، وأضاف إن “الدافع ليس تحقيق مكاسب سياسية من خلال طرح مطالب تعجيزية، بل يعود إلى تكالب الباطل في العالم على غزة، بهدف إبادة أهلها وكسر إرادة مقاومتها”، داعيا إلى “تأمين ظهر محور المقاومة في اليمن وسوريا والعراق من خلال التنسيق لتهدئة الأوضاع الداخلية، بهدف تحقيق الاستقرار والتقارب والإعداد للتحرك المشترك في حال اتساع رقعة المعركة، وتشجيع تركيا على اتخاذ مواقف أقرب إلى محور المقاومة منها لأميركا وحلف الناتو”.

وبحسب المحلل السياسي صلاح السقلدي فإن “العلاقات واللقاءات لم تنقطع بين الحوثيين وقادة حزب الإصلاح وقنوات التواصل مفتوحة منذ بدء الحرب وذلك لمصالح مشتركة”، مؤكّدا أنّ “حزب الإصلاح لم يكن مقتنعا بخوض حرب عسكرية مباشرة مع الحوثيين، وآثر مبدأ السلام، ورفع شعار لن ننجر”، مشيرا إلى أن “الإصلاح يعتقد أن بوسعه استخدام التحالف العسكري الذي قادته السعودية كجسر عبور للوصول والعودة إلى سدّة الحكم في صنعاء”.

ولا يستبعد مراقبون أن يتم الاعلان في أمد منظور عن دمج الإخوان في حكومة جديدة يتزعمها الحوثيون تجسيدا لمخرجات الاجتماعات التي شارك فيها حزب الاصلاح في أوائل أكتوبر الماضي مع عدد من الأحزاب الموالية  لجماعة الحوثي.

وفي المقابل تتحدّث مصادر يمنية عن عدم وجود إجماع داخل حزب الإصلاح حول طبيعة العلاقة مع الحوثيين، متوقّعة أن يفضي ذلك إلى حصول انشقاق في الحزب بين المتبنين لفكرة المصالحة والتعاون مع جماعة الحوثي والمناهضين لها، وذلك على غرار ما حصل لحزب المؤتمر الشعبي العام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى