​العملية السياسية وليست التسوية السياسية

> ​أفضى مؤتمر حوار صنعاء إلى ما كان يعتقد المشاركون فيه أنها تسوية سياسية تم الانقلاب عليها ثلاث مرات.
 
الانقلاب الأول:
عندما سحب من قاعة الحوار شكل الدولة المنشودة أساسًا للتسوية السياسية إلى مقيل الشيخ، وتم تكليف الرئيس هادي  بتنفيذ ما اتفق عليه في المقيل، وبدوره أوكل المهمة للجنة اختارها لوحده بعناية  فائقة، فأنجبت شكل الدولة بأقاليمها الستة، في حين فوضت بإقليمين أوستة أ ما بينهما.
 
الانقلاب الثاني:
عندما تم التوقيع على اتفاق السلم والشراكة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وأنصار الله الحوثيون، بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة حينها، جمال بن عمر، والذي تضمن في بنده العاشر إعادة النظر في شكل الدولة، وهو أساس التسوية السياسية، كما أشرنا إلى ذلك أعلاه.

الانقلاب الثالث:
عندما تم تفجير الحرب وزحفت قوات الحوثي من جبال مران باتجاه صنعاء ثم عدن، وخرجت الحكومة ورئيس الدولة خارج البلاد. وسيطر الحوثي على المركز صنعاء، وسارت الحرب باتجاه إعادة تموضع القوى والشعبين حتى عادت الحدود بين الدولتين اللتين أعلنتا الاتحاد بينهما في 22 مايو 90م.

فسقطت التسوية السياسية من قبل صانعيها، ناهيك عن شعب الجنوب الذي كان خارج تلك التسوية، والذي لم يعترف بها وطالب بفك الارتباط من خلال عملية سياسية سلمية ترعاها الامم المتحدة، يشارك فيها شعب الجنوب ممثلًا بالمجلس الانتقالي الجنوبي وفي إطار خاص بقضية شعب الجنوب (تفاوض جنوبي - شمالي) كما أقر في مشاورات مجلس تعاون دول الخليج العربي في الرياض، لهذا فإن مضمون الحوار أو التفاوض القادم هي عملية سياسية وليست تسوية سياسية، قد تكون تسوية سياسية داخل الشمال، وتسوية سياسية داخل الجنوب نفسه، يتم من خلالها اتفاق شعب الشمال وقواه السياسية على شكل الدولة الذي يرونه  مناسبًا، كما سبق وتوافق شعب الجنوب في الحوار الوطني الجنوبي على شكل الدولة الجنوبية الفيدرالية، ووقعت القوى السياسية الجنوبية على الميثاق الوطني الجنوبي،  وهكذا يمكن فك التعقيد الذي تواجهه العملية السياسية في اختلاف المرجعيات للعملية السياسية القادمة، والذي يمكن أن تكون مرجعيتها العامة هي التفاوض على إحلال السلام وفك الارتباط بين الجنوب والشمال، واستعادة الدولتين لما قبل 22 مايو 1990م.

وبالنظر إلى الاختراقات الشجاعة والتوافقات الضرورية، فقد سمعنا تصريحات  علنية وعلى قنوات وصحف عالمية لقيادات في المجلس الانتقالي، حول  استفتاء على ثلاثة خيارات هي:
فك الارتباط بين الجنوب والشمال.
دولة اتحادية من إقليمين.
دولة اتحادية من سته أقاليم.

وهذا يمكن أن يندرج ضمن مفهوم تسوية سياسية، ورغم أن هذا الإفصاح قد كان سياسيًا بامتياز، وفتح آفاقًا سياسية أمام المجلس الانتقالي، ومد جسور سياسية مع عدد من القوى والمكونات الداخلية والخارجية، فهو لا يعني بأي حال من الأحوال تنازل المجلس الانتقالي الجنوبي عن هدف فك الارتباط، واستعادة دولة الجنوب، لكن يمكن النظر إليه كمسار من المسارات التي تفضي إلى تحقيق هدف فك  الارتباط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى