​شاركوا بواجبهم وكافأوا أنفسهم على طريقتهم

>
كثيرون هم الذين يتسابقون لتأدية واجبهم نحو شعبهم حين يتطلب الأمر حمل السلاح دفاعًا عنه، وهي رسالة شرف وانتماء، ينالون بها اعتزاز وتقدير شعبهم، ويستحقون عليها التكريم المناسب. غير أن البعض وهم القلة يسيئون لأنفسهم ويثيرون غضب الناس ويفقدون احترامهم؛ عندما يقومون بتكريم أنفسهم بأنفسهم من خلال الاستيلاء والتصرف بما ليس لهم، وبالمخالفة الصريحة للقانون. وهي ظاهرة دخيلة وخطيرة على الجنوب ونسيجه الاجتماعي، ولا بد من وضع حد لذلك قبل فوات الأوان، ويخرج عن السيطرة ويتحول إلى انفلات كامل وفوضى مجتمعية، ويصبح التسابق من أجل الإثراء غير المشروع شيئًا مألوفًا وطبيعيًا، ويصير الالتزام بالقانون والحفاظ على شرف المسؤولية وقواعد الأخلاق أمرًا مستغربًا. فالأمانة في تأدية الواجب بعيدًا عن الأنانية، وجعل ذلك مقترنًا بالحصول على منافع ومكاسب غير مشروعة، وبطرق مستهجنة مجتمعيًا.

فتأدية الواجب وبإخلاص وفي أي ميدان يتطلب المشاركة فيه، هو شرف وقيمة ثمينة لمن يقوم به، ويحظى أصحابه بتقدير واحترام مجتمعهم قبل المسؤولين عنهم. لذلك فإن وقفة ومراجعة جادة لهذه الظاهرة وعبر أكثر من وسيلة، تحصينًا للمجتمع وحماية للبعض من أنفسهم، قبل أن تذهب بهم تصرفاتهم غير المنضبطة والمتهورة وغير المدركة للعواقب السيئة بعيدًا، ولتأثيرها السلبي على مسيرة شعبنا نحو بناء الأسس السليمة والمتينة لبناء دولته الوطنية المستقلة، التي يكافح من أجل استعادتها، فالسلوك الذي تتحكم به النوازع الذاتية تجعل صاحبها يسرع مهرولًا، وبإرادته إلى نقطة اللاعودة، وحينها لا ينفعهم الندم ولا يشفع لهم الشعور بالذنب والخطأ من سطوة القانون ولو بعد حين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى