توافق سعودي عماني على خارطة طريق لا تمثل سلاما كاملا
> «الأيام» غرفة الأخبار:
>
والأربعاء الماضي اختتم جروندبرج زيارة إلى السلطنة عقد خلالها مباحثات حول دفع عملية السلام في اليمن شملت مسؤولين عمانيين وكبير مفاوضي جماعة الحوثي محمد عبدالسلام.
وفي اليوم نفسه أعلنت جماعة الحوثي أنها قطعت مع التحالف الذي تقوده السعودية شوطًا مهمًّا في طريق السلام.
- مصادر:جهود السلام باليمن وصلت إلى منعطف حاسم
> كشفت تحركات المبعوث الأممي، هانس جروندبرج، الأخيرة بين الرياض ومسقط عن مرحلة حاسمة وصلت إليها الجهود الأممية والإقليمية لإحلال السلام باليمن، يبدو أن جوهرها اقتصادي وإنساني مع تغييب للمحور السياسي.
ولا تزال المعلومات عن الاتفاق بشأن السلام اليمني شحيحة. لكن المؤكّد، وفق بعض المصادر، أنّ مداره الأساسي إنساني واقتصادي بالدرجة الأولى وأنّه لا يشكّل اتفاق سلام مكتملا بقدر ما يمثّل تمهيدًا للبدء لاحقًا في عملية أوسع نطاقًا تشمل المسائل السياسية وطريقة إدارة البلاد وتقاسم السلطة.
وعلى الرغم من عدم حسم الاتفاق المرتقب للمسائل الجوهرية فقد رأت مصادر يمنية أنّ ما سيعلن عنه خلال الفترة القريبة القادمة يشكّل خطوة لا يستهان بها لجهة كونه يلغي عامل القوّة واستخدام السلاح لحسم الصراع في اليمن، بعد توصّل أهم الأطراف المتدخّلة فيه إلى قناعة بعدم إمكانية تحقيق انتصار ساحق من شأنه أن يشل حركة الطرف المقابل وينهي دوره بالكامل.
ومع ذلك لا يخلو المسار الذي سلكته جهود السلام في اليمن من نقاط ضعف، لعلّ من أبرزها عدم إشراك عدّة جهات يمنية فاعلة قد لا تكون موافقة بالضرورة على ما تمّ التوصّل إليه، ومن ثَمّ قد تشكّل حجر عثرة في طريق تنفيذه.
ولم تتأخر الاعتراضات على اقتصار محادثات السلام على جهات يمنية دون أخرى، في الظهور حيث أصدر التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية بيانًا قال فيه إنّ “تغييب المكونات الوطنية عن المشاركة في صنع التوافقات لا يمكن أن يفضي إلى تحقيق سلام حقيقي ومستدام”.
وأضاف التحالف الذي يتشكّل من عدّة أحزاب مختلفة المشارب والتوجّهات في بيانه أنّ “أي جهود إقليمية أو دولية أو أممية لا ترتكز على مشاركة القوى الوطنية الحقيقية المعبرة عن الكتلة الشعبية لن تنجح وستهدر المزيد من الفرص التي يجب التنبيه بأن ضياعها سيجلب مزيدًا من المآسي على اليمنيين وعلى الإقليم وعلى الأمن العالمي”.
وأبدى خطاب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج في جولته الأخيرة بين العاصمتين العمانية والسعودية تفاؤلًا واضحًا، حيث كانت له لقاءات بمسؤولين عمانيين وممثلين لحكومة الحوثيين، فضلًا عن لقائه في الرياض بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.
وتعليقًا على الحراك الأممي المتسارع بشأن الملف اليمني، قال وزير الخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي عبر حسابه في منصّة إكس إنّ لقاءات جروندبرج في عُمان وحرصه على إنهاء ملف الأسرى واستعجال ذهابه إلى الرياض تشير إلى أن المملكة السعودية قد استكملت تفاهماتها مع صنعاء لتسلم التفاهمات إلى المبعوث الأممي من أجل وضع الآلية التنفيذية لها، مع احتمال الإعلان عنها أو التوقيع عليها في أوائل ديسمبر الجاري.
وكان الأمير خالد قد استقبل جروندبرج إثر زيارة الأخير إلى سلطنة عمان التي تقود وساطة بين السعودية والحوثيين مكّنت من تحقيق قفزات في الملف اليمني أهمّهما جمع الطرفين في لقاءين مباشرين، جرى الأوّل في صنعاء خلال شهر أبريل من العام الجاري، وجرى الثاني في الرياض خلال شهر سبتمبر الماضي.
وعلّق وزير الدفاع السعودي على لقائه الأخير بالمبعوث الأممي بالقول عبر منصة إكس "التقيت جروندبرج واستعرضنا جهود المملكة لدعم السلام وخارطة الطريق بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة، تحت إشراف الأمم المتحدة، يحقق السلام الشامل ويضمن استدامته”
ومن جهته قال جروندبرج في بيان إنه ناقش في العاصمة الرياض "التقدم المحرز نحو اتفاق أطراف النزاع في اليمن على إجراءات من شأنها تحسين الظروف المعيشية لليمنيين، ووقف مستدام لإطلاق النار يشمل عموم البلاد، واستئناف عملية سياسية يمنية – يمنية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة”.
وقامت سلطنة عمان، بفضل احتفاظها بعلاقات جيّدة مع جماعة الحوثي وكذلك مع إيران التي تقول جهات يمنية وإقليمية إنّها تدعم الجماعة وتؤثّر بشدّة في قراراتها، بدور كبير في إحداث تقدّم ملحوظ في جهود السلام باليمن.
وفي اليوم نفسه أعلنت جماعة الحوثي أنها قطعت مع التحالف الذي تقوده السعودية شوطًا مهمًّا في طريق السلام.