واشنطن بوست: إلغاء برنامج مهدي حسن.. وذنبه نقد الحزب الديمقراطي وإسرائيل

> «الأيام» القدس العربي:

> نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا لبيري باكون جي أر، تساءل فيه عن الرقابة التي مارستها شبكة “أم أس أن بي سي” على واحد من أشهر المذيعين فيها، مهدي حسن.

وقال إن إلغاء برنامج حسن، هو الأخير في سلسلة من التحركات التي قامت بها الشبكة. ويجب على القناة أن تلغي قرارها بشأن حسن، وتوضح أنها لا تزال ملتزمة بالنقد التقدمي للرئيس بايدن وبقية قادة الحزب الديمقراطي.

ويقدم حسن برنامجا يبث يوم الجمعة  في الساعة الثامنة حسب توقيت شرق الولايات المتحدة، ويحصل البرنامج على مشاهدات تصل إلى نصف مليون، بنسبة أقل من المشاهدين ما بين 25-54 عاما، وهي نسبة يفضلها المعلنون في تلك الساعة، أكثر من برامج “سي أن أن” و”فوكس نيوز”.

وفي مقابلة أخيرة لحسن مع مارك ريغيف، الذي عمل بمناصب بارزة في الحكومة الإسرائيلية، حصلت على 6 ملايين مشاهدة في منصة إكس.

ويعتبر حسن أمرا نادرا في القنوات التلفزيونية على “الكابل”، فالمذيع البالغ من العمر 44 عاما، والمولود في بريطانيا لمهاجريْن من الهند، هو واحد من عدد قليل من مقدمي البرامج المسلمين على شبكات “الكابل” التلفزيونية، وهو ميال نوعا ما لليسار وليس متحزبا للديمقراطيين، وعادة ما تتسم مقابلاته مع مسؤولي إدارة بايدن وبقية الديمقراطيين بالعداء (على خلاف المقابلات الأخرى في أم أس أن بي سي)، ولكنه يطرح عليهم أسئلة من اليسار وليس الوسط أو اليمين كما تفعل بقية الشبكات معهم.

وأظهر في الأسابيع الماضية نقدا حادا للعملية الإسرائيلية في غزة، والتي دعمتها إدارة بايدن بشكل واسع. ولكن ما يميز حسن هو أسلوبه، فهو بارع في مناقشة الناس. ولهذا فحواراته مع الديمقراطيين والجمهوريين غالبا ما تؤدي إلى تشنجهم عندما يكشف عن تناقضاتهم وضعف جدالهم، فحواراته فيها متعة ومعلومات.

ولم تكشف الشبكة عن سبب إلغاء برنامج حسن، ولا نعرف إن كان بسبب مواقفه المتعلقة بالسياسة. وكان القرار جزءا من إعادة جدولة برامج نهاية الأسبوع. وعادة ما يستضيف مقدمو برامج الشبكة ضيوفا من أصحاب الميول اليسارية، خاصة كريس هيز، الذي كان ناقدا للقصف الإسرائيلي على غزة، وعادة ما يستضيف رموزا من اليسار.

وسيملأ أيمن محيي الدين، وهو مسلم، الفراغ الذي سيتركه حسن وسيقدم برنامجا من ساعتين ليلة الأحد. ويشك الكاتب في علاقة القرار بنسبة المشاهدات والعوائد، فبرنامج ساعة ليلة الأحد يستضيفه حسن لا يحتاج لكلفة من شبكة كبيرة مثل “أم أس أن بي سي”، فالموارد والسمعة عادة ما تحدد من خلال البرامج الصباحية وساعة الذروة أيام الأسبوع.

ويقول الكاتب الذي ساهم عبر الهواء مع الشبكة ما بين 2011- 2016 أن هناك الكثير من الأسباب التي تدفع للحفاظ عليه وليس عزله.

وتقول الشبكة إن حسن سيظل محللا وضيفا، لكن هذا الدور لا يعطيه الفرصة لكي يسهم في تشكيل البرنامج واختيار نقاط تركيزه والضيوف بالطريقة التي يتمتع بها في برنامجه الأسبوعي. وكتب دان فروكمين في مدونته: “يمكن لأم أس أن بي سي الزعم أن انتقاد حسن لإسرائيل ليس سبب عزله، لكن لا شيء يزيل الرائحة العفنة لهذا القرار إلا عودة حسن إلى مكانه الصحيح في برنامجه”.

ويقول الكاتب إن التقليل من مكانة حسن هي آخر إشارة عن الانحراف المثير للقلق الذي تعاني منه الصحافة السياسية. فحركة “حياة السود مهمة” وفترة دونالد ترامب، دفعت الصحافة نحو الاتجاه الليبرالي ما بين 2017 – 2020. ومع وجود بايدن في البيت الأبيض، حاولت الكثير من شبكات التلفزة تعديل مواقفها خاصة “سي أن أن” التي دفعت الكثير من الصحافيين للخارج، لشعورها أنهم معادون للجمهوريين.

وأوقفت أبل برنامج جون ستيوارت، لخوفها على ما يبدو من مواقفه اليسارية. وتعتبر “أم أس أن بي سي” معادية تماما للجمهوريين، لكنها ليست محصنة من هذا التوجه.

ومع خروج الأخبار عن إيقاف برنامج حسن، فقد تمت تسمية مايكل ستيل، الرئيس السابق للجنة الوطنية في الحزب الجمهوري، كواحد من مجموعة لتقديم برنامج على “أم أس أن بي سي” يوم السبت وصباح الأحد. وقطع ستيل علاقاته مع الحزب الجمهوري، وأصبح من أشد الناقدين له، ولكنه لن يخرج وينتقد إدارة بايدن من اليسار.

وهناك تحول آخر في الشبكة، وهو تعيين رموز سابقة ليس كضيوف ومحللين، كما هو شأن محطات التلفزة الأمريكية، ولكن كمقدمي برامج ويطرحون الأسئلة. وستكون سيمون ساندرز تاونسند التي كانت مسؤولة بارزة في حملة بايدن، جزءا من برنامج سيقدمه ستيل بشكل مشترك. وتلعب جين ساكي، المتحدثة السابقة في الأبيض دورا في “أم أس أن بي سي”.

ويقول الكاتب إنه يرفض الوصف بأن الشبكة هي نسخة ليبرالية عن فوكس نيوز، فهناك أشكال متشابهة بينهما، (فبعض العاملين في فوكس نيوز أجبروا على الاستقالة أو طردوا بسبب نقدهم لترامب، وتم تعيين آخرين ممن عملوا مع الرئيس السابق). ومن خلال تكبير الأكاذيب والتضليل النابع من قادة الحزب الجمهوري، لم تعد فوكس نيوز مؤسسة إعلامية حقيقية.

ولأن الحزب الديمقراطي يعتمد على الحقائق والبيانات، فشبكة تقف مع الحزب يمكنها أن تقدم صحافة دقيقة بشكل سهل. وهناك نقد لبايدن في “أم أس أن بي سي” أكثر من نقد فوكس نيوز لترامب. ومن خلال تهميش حسن، الذي يعتبر من أكثر ناقدي الديمقراطيين فيها، وفي الوقت نفسه تعزيز مكانة العاملين الملتزمين بخط الحزب، فإن الشبكة تعطي الموظفين رسالة أن الطريق للنجاح هو أن تكون من الموالين للحزب، والنقد هو طريق محفوف بالمخاطر.

وهذه ليست أخبارا جيدة، فالكاتب قلق من تحول قنوات التلفزة على “الكابل” إلى قناة واحدة “فوكس نيوز” والتي تغطي كل قصة من خلال إطار أن الجمهوريين جيدون وأن الديمقراطيين سيئون. وظهور قناة “أم أس أن بي سي” يشير إلى أن الديمقراطين جيدون والجمهوريون سيئون، وثالثة مثل “سي أن أن” تشير في رسائلها أن الديمقراطيين والجمهوريين هم سيئون بالتساوي وفي كل موضوع.

وأحسن نسخة لشبكة ميالة لليسار هي التي يتفق فيها الضيوف على أن ترامب يجب ألا يكون رئيسا، وغير ذلك، فهم أحرار في عدم الاتفاق ومناقشة أي موضوع من دور الولايات المتحدة في غزة، إلى بايدن، وإن كان يدير حملة إعادة انتخاب ناجحة. ولن يكون نقاش كهذا عميقا إلا بوجود صحافي ماهر كحسن، يبحث عن عيوب كل نقاش بدلا من مسؤول بارز سابق عمل مساعدا للرئيس الحالي.

ولا تزال “أم أس أن بي سي” تقدم  نقاشات داخلية قوية، لكن ميليسا هاريس بيري، وتيفاني كروس وحسن هم من بين الأكثر ذكاء وميلا لليسار، والمتشككين من الحزب الديمقراطي، وخسروا برامجهم. فيما شعر آخرون بمسار الريح وأصبحوا أكثر ولاء للحزب.

وأيا كان الحال، فدعم “أم أس أن بي سي” للحزب الديمقراطي لا مشكلة فيه، لكن عليها تجنب أن تكون الناطقة باسم اللجنة القومية للحزب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى