زيلينسكي محاصر بأزمات بعد رفض الدعم.. هل اقتربت نهاية الحرب؟

> «الأيام» سكاي نيوز:

> صدمة جديدة يتلقها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد رُفض مشروع قانون لتقديم مساعدات أمنية جديدة بمليارات الدولارات لأوكرانيا وإسرائيل في مجلس الشيوخ الأميركي، بعد رفض 51 عضوًا مقابل موافقة 49، وبذلك لم يتمكن من الحصول على تأييد 60 صوتا لازمة في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو.

المشروع الذي فشلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في تمريره، كان يشمل مساعدات بقيمة 110.5 مليار دولار، منها توفير نحو 50 مليار دولار من المساعدات الأمنية الجديدة لأوكرانيا بالإضافة إلى أموال للمساعدات الإنسانية والاقتصادية للحكومة في كييف.

وقبل التصويت بساعات جدد زيلينسكي، تحذيره للدول الغربية وواشنطن الداعم الأساسي، من انهيار جبهات القتال في بلاده بيد القوات الروسية، قائلًا: "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعول على "انهيار" الدعم الغربي لأوكرانيا، مضيفا أن الجيش الروسي "زاد الضغط بشكل كبير" على الجبهة"، وذلك خلال مؤتمر افتراضي لقادة مجموعة السبع

طلب زيلينسكي للسلاح ورفض الكونغرس مشروع قرار حول التمويل، ومظاهرات الغرب ضد دعم كييف، تزامنت تلك الأزمات مع زيادة وتيرة الانتقادات في الدخل الأوكراني للرئيس، حيث انتقد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أداء الرئيس، مؤكدًا أن شعبيته آخذة في الانخفاض.

غضب داخلي

يرى الباحث التركي المتخصص في الشأن الدولي فراس رضوان أوغلو أن زيلينسكي، جر بلاده إلى مواجهة تميل كفتها لصالح روسيا بشكل مطلق، فهناك فارق شاسع بين قدرات واستعدادات الجيشين الروسي والأوكراني، وبالتالي مارست روسيا مخططات عسكرية للجيش الأوكراني وتطويقه خلال النصف سنة الأولى من الحرب ثم تصفية قدراته وإمدادات الغرب خلال الشتاء الماضي في ظل وجود قدرات قتالية جوية عالية التقنية وفائقة التسليح لدى الروس في حين تظل أوكرانيا تسأل الغربيين الحصول على مقاتلات (إف 16) منذ شهور، دون أن يكون لديها طواقم طيارين مدربين بشكل كامل وكافِ للتعامل معها واستخدامها بشكل احترافي لتحدث توازنًا بالحرب.

وأضاف رضوان أوغلو، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن حالات الفساد المنتشرة في ظل تردي أوضاع الدولة اقتصاديًا وفشل عسكري يليه فشل كان وراء توقعات بأن الغربيون لن يصبروا كثيرًا على زيلينسكي وستكون هناك مزيد من الضغوط لدفعه للقبول بتسوية سياسية مع الطرف الروسي مهما كانت اشتراطات موسكو.

وأوضح أن هناك العديد من النقاط التي تؤكد كون زيلينسكي في مأزق وموقف لا يحسد عليه مستعرضًا خطوات اتخذها الرئيس الأوكراني لتعديل حظوظه السياسية..

  •     انشغال الداعمين الغربيين بقيادة الولايات المتحدة بتوجيه قوافل الدعم صوب إسرائيل لدعمها في حرب غزة ما دفع زيلينسكي لتكثيف هجمات قواته في أفدييفكا وضربات المسيرات.
  •     قلة الدعم من حلف الناتو وراء العديد من الإخفاقات على الجبهة ولجوء زيلينسكي لنصب متاريس دفاعية وتحصينات لضمان عدم سقوط مناطق أخرى بمناطق الشرق.
  •     تأخر وضبابية المشهد بشأن وصول مقاتلات (إف 16) والصواريخ بعيدة، وبالأخص بعد رفض الكونجرس اعتماد تمويل جديد للدعم العسكري إلى كييف.
  •     حديث إدارة بايدن مع القادة الأوكرانيين حول احتمال ربط المساعدات الاقتصادية المستقبلية بـ"إصلاحات لمعالجة الفساد، وجعل أوكرانيا مكانًا أكثر جاذبية للاستثمار الخاص، ما اضطر الرئيس الأوكراني لإقالة عددا من كبار مسؤولي الدفاع.

الخلافات تحاصر دائرة زيلينسكي

يرى هوفمان مارتشينكو الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، أن فشل الهجوم الأوكراني المضاد وتحقيق الجيش الروسي، العديد من النجاحات العسكرية والسيطرة على مدن كبيرة، أدى إلى حدوث انقسامات وخلافات واسعة بين القيادات العسكرية والسياسية الأوكرانية، لا سيما بين رئيس الأركان فاليري زالوجني، والرئيس فلوديمير زيلينسكي، وخرجت بعض التقارير التي تشير لوجود خلافات ملتهبة بين الطرفين، ما دعا البعض لتوقع عدم اتمام الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقبلة.

ويقول هوفمان مارتشينكو، خلال تصريحاته لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه في ظل تفشي الفساد الكبير والحديث عن اختفاء وتسريب العديد من أوجه الدعم الغربي المقدم لأوكرانيا سواءً المادي أو العسكري الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه لكشف شخصيات كبيرة غارقة في الفساد الإداري والسياسي والعسكري، كما قد يكون الحساب عسيرًا ويكون ثمن تلك الإخفاقات هو مستقبل زيلينسكي، السياسي والعسكري.

واستعرض مارتشينكو عددًا من العوامل التي ترجح كون مستقبل الرئيس زيلينسكي بات في خطر.

  •     تلقي أوكرانيا مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من الدول الغربية، منذ بدء الحرب في 24 فبراير 2022، ولكن دون فائدة.
  •     سقوط نحو ربع مساحة أوكرانيا الكلية بيد الجيش الروسي وتحت سيطرته ما يترجم فشلًا واسعًا لنظام زيلينسكي والداعمين الغربيين.
  •     حالة من السخط الأوروبي والغربي من فاتورة الدعم المرهقة لخزائن العواصم الغربية في ظل أزمتي الطاقة والإنتاج العالميتين.
  •     تدمير البنية التحتية الأوكرانية بشكل شبه كامل خاص بمناطق الشرق والجنوب ما يعني ضياعا اقتصاديا لعقود مقبلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى